الترسانات الكيميائية الإسرائيلية

الترسانات الكيميائية الإسرائيلية
الأحد ٠٦ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٤:٢٨ بتوقيت غرينتش

يقتصر الحديث عن ملف الأسلحة الكيمائية في المنطقة هذه الايام على سوريا فقط فيما يمتلك الكيان الإسرائيلي آلاف الأطنان من هذه الأسلحة مضافا إليها ترنسانات من الاسلحة النووية والبيولوجية .

مخاطر هذا السلاح الفتاك يمكن اعتباره تهديدا لمنطقة لشعوب المنطقة بكاملها من كيان عنصري يعلن هويته اليهودية الصهيونية على أراضي فلسطين الإسلامية المغتصبة . فهل تنقلب الصورة ليسأل العالم عن السلاح الإسرائيلي المدمر بكل صنوفه؟

تقرير... الكيان الإسرائيلي ما يزال رسمياً ينفي وجود المفاعل النووي في ديمونا، رغم ان لا أحد فيه يتعامل بجدية مع هذا النفي بما في ذلك الإعلام الإسرائيلي، وحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية فإن أحد العاملات في مطبخ المفاعل النووي دخلت إلى المنشأة دون إعلام رجال الأمن أن بحوزتها هاتفاً خلوياً مزوداً بكاميرا تصور، الأمر الذي يعتبر مخالفاً للتعليمات الأمنية، لم تبع الصور إلى أي جهات خارجية أو إلى محطات إعلامية كبيرة وإنما ببساطة وضعت الصور على موقع الفيسبوك، في اليوم التالي انتبه العاملون في المنشأة وأبلغوا رجال الأمن الذين اعتقلوا السيدة وأزالوا الصور من على صفتها على الإنترنت، وبعد التحقيق معها قال بكل بساطة إنها لم تكن تظن أن ما فعلته يمكن أن يضر بالأمن الإسرائيلي.

الصحافة العربية كما الغربية والتقارير تحدثت عن الأسلحة الكيميائية الاسرائيلية مشيرة إلى أن الكيان الإسرئيلي.

يمتلك تمتلك برامج عملاقة لصناعة الأسلحة الكيميائية ، فقد بدأ أبحاث الأسلحة الكيميائية في 1948 وفي عام 1952 أسس معهد إسرائيل للأبحاث البيولوجية في نزتونا بدأ في 1955  بإنتاج الأسلحة الكيميائية crasH‖  وأسست في 1982 منشآت لإنتاج غاز الخردل وغاز الأعصاب كما أن لديها العديد من المرافق لإنتاج الغازات الأخرى وصناعتها ضمن قذائف المدفعية والقنابل والصواريخ ... في 4 أكتوبر 1992 م تحطمت طائرة الشحن El Al 747-200

مجلة الطيران والدفاع المتخصصة بعالم السلاح قالت: تعد البرامج البيولوجية من أكثر البرامج الدفاعية التي تسعي إسرائيل إلى تطويرها وتقديم تكنولوجيا إنتاج الأسلحة البيولوجية ، بالإضافة إلى امتلاكها لبرامج مدنية متعلقة بالتِّكنولوجيا البَيولوجية والدوائية ولكنها مجهزة بقدرات مزدوجة لإنتاج أسلحة الدمار الشامل.

هذا ليس الاختراق الأمني الأول للمنشأة النووية الإسرائيلية، فمردخاي فعنونو سجن لمدة 17 عاماً على خلفية تهريب صور للمفاعل، وحتى بعد إطلاق صراحه ما زال يخضع للإقامة الجبرية، وحسب بعض المصادر الأمنية فإن حادثة فعنونو هي الأشهر، ولكنها ليست الوحيدة فالمخابرات الإسرائيلية مستمرة بمحاولة إحباط أي محاولات لإفشاء السر.

أخبرني موردخاي عن قصة مدهشة وهي أن الإسرائيليين قاموا ببناء مفاعل، تمكن رؤيته حيث أنه كان فوق الأرض، ولكن مصنع البلوتونيوم الذي كان ينتج المواد التي يتم تصنيع الأسلحة من خلالها موجود تحت الأرض.

الاساس الذي بدأ ديمونة انتاجه هو غاز الاعصاب " اي غاز السارين"  والخردل واسلحة بيولوجية فبل النووية

منتصف 1980 أعاد الكيان الإسرائيلي بناء منشآت صناعة الأسلحة الكيميائية الواقعة إلى الجنوب من مفاعل ديمونة، كما أن لديه منشآت كبيرة لإنتاج الأسلحة الكيمائية والبيولوجية محاطة بدرجة عالية من السرية، وذكرت تقارير أن مركز حيمد بيت تم لإنتاج الأسلحة البيولوجية داخل المعهد الإسرائيلي للأبحاث البيولوجية- يبعد   12ميلا جنوب تل أبيب وهو نفس المعهد الذي يقوم بتطوير واختبار غاز الأعصاب بالإضافة إلى الجمرة الخبيثة وتزويد الاستخبارات الإسرائيلية بسم الذِّيْفان toxins لاستخدامه في عمليات واغتيالات سرية مثل محاولة اغتيال خالد مشعل وياسر عرفات.

ولم تكتف سلطات الاحتلال الاسرائيلي بل عمدت الى التمويه بأنشاء مصانع كيماوية في طولكرم مثلاً ما حدا بالهيئات الفلسطينية لرفع الصوت .

انطلاقاً من حقنا في بيئة وطنية نظيفة والتزاماً منا بالقانون الدولي وكافة المعاهدات والبروتوكولات البيئية الدولية، وإذ نتابع هذا المشهد الكارثي لهذه المنطقة الصناعية الإسرائيلية المقامة على ارض طول كرم وفي حدود عام 1967 أراضي دولة فلسطين المحتلة عام 67 فإننا وإذ تألمنا لما حصل مع أبناء شعبنا وما حل بها خلال الأيام الأخيرة من انقطاع للتيار الكهربائي وإصابة العشرات بحالات الاختناق وانتشار السحب الكثيفة الملغومة بالغازات والسموم والمواد السامة والمسرطنة، فإننا ومن هذا الموقع وبقبالة هذه المنطقة الصناعية غير الشرعية وغير القانونية على أرضنا الفلسطينية نحمل الحكومة الإسرائيلية كامل المسؤولية.

وقد جاءت وثيقة ال سي اي ايه التي كشف عنها الجنرال – البروفسور ماثيو ايد لتكشف المستور وتتحدث عن سنوات من تخزين العدو الاسرائيلي للسلاح البيولوجي والكيماوي بشتى انواعه وتنقلب الصورة على اصحابها

للإضاءة أكثر على هذا الموضوع أرحب بالكاتب والمحلل السياسي الأستاذ مخائيل عوض، أهلاً بك.

س: بداية أستاذ عوض ألا تعتقد أن حصر الحديث عن الكيميائي في سوريا هو السبب الرئيس للهجمة الأميركية على سوريا وبالتالي الهدف حماية أمن الكيان الصهيوني؟

ج: هو بكل تأكيد مذ بدأت الأحداث في سورية وتطورت لتتحول من احتجاجات اجتماعية شعبية محقة على تدخل سافر خارجي ورفعت به شعارات عالية جداً ثم زج بالسلاح والمال وبالعشرات الآلاف من المسلحين من كل أصقاع الدنيا تبين أن ليس هناك هدفاً مشروعاً لهذه المؤامرة وإنما الهدف الأساسي والوحيد هو تفكيك سورية، دفعها على الاحتراب وتدميرها، والتأثير على قدرات الجيش السوري لا سيما عندما استهدفت المطارات وسلاح الدفاع الجوي، ثم السعي لتجريد سورية من عناصر قوتها التي يرتهب منها الكيان الصهيوني وتشكل شيء من ميزان الردع العربي عموماً والسوري بصورة خاصة، فمنذ البداية كان واضحاً أنه كان الهدف هو سورية المقاومة، وقدراتها وليس أكثر أو أقل.

س: السلاح الكيميائي في الكيان الصهيوني أستاذ عوض منذ عقود ولم نسمع المملكة العربية السعودية ولا غيرها في دول الخليج الفارسي قد طالبت مجلس الأمن بتدمير هذا السلاح لماذا برأيك؟

ج: لا هو مشيخات الخليج وشيوخها كشفت في السنوات الأخيرة عن أنها صهيونية أكثر من الكيان الصهيوني، هي الآن ليست سوى استطالات ومجموعات وحكام من المستعربين يقومون بالأعمال التي عجزت عنها إسرائيلي وأميركا، هذا ما فعلوه في ليبيا وما يفعلونه في اليمن، هذا ما فعلوه مع المقاومة اللبنانية ومع المقاومة الفلسطينية، ويتركز هدفهم الآن على حجر الزاوية في حلف المقاومة كما وصفه نتنياهو بالأمس. هذه ليست أسر عربية وإن حملت الهوية العربية، لا تنتمي إلى أمتنا ولا إلى عالمنا هي كشّرت عن أنيابها بصفتها أدوات واستطالات لتكمل وتتعاضد مع الكيان الصهيوني لتأمين السيطرة الغربية على النفط وعلى المنطقة والجغرافيا، فهي على حقيقتها أداة تخدم إسرائيل فكيف لها أن تطالب إسرائيل بأن تجرد من أنيابها، وهي بالعكس تعمل على تجريد العرب من أي عنصر من عناصر القوة.

س: إذا ما تحدثنا عن مخاطر الأسلحة الكيميائية الإسرائيلية على العرب تحديداً ما هي برأيك؟

ج: هي من حيث المبدأ إسرائيل بمجملها خطر، كيان مصطنع، غدة سرطانية، هي المتسبب الأول والأخير منذ ستين سنة ونيف بتخلف العرب وتراجعهم واقتتالهم، كل هذه ونحن نتحدث عن غدة سرطانية كل ما فيها خطر وكل ما فيها وباء وكل ما فيها سيئات وسوءات، لا شك لإسرائيل أن تمتلك تلك الأسلحة الكيماوية أو النووية أو الجرثومية دون رابط فيها، دون قيد، دون أن يتحرك أحد أبدأ على مستوى الإقليم باستثناء سورية وإيران، دون أن يتم وضع تلك الترسانات تحت السيطرة الأممية والسيطرة الدولية، خطر قائم في كل لحظة، خطر يمكن أن يتسبب به خطأ فني، يمكن أن يتسبب بخطر ماحق حماقة في الكيان الصهيوني باستخدام هذه الأسلحة التي تستوجب رداً لدى المقاومة وحلفها وسائط يمكن أن تعيض عن الكيماوي السوري بصورة أن بأخرى، أو بسبب تآكل وتقادم وعدم القدرة على صيانة تلك الأجهزة كما هي الحال مع مفاعل ديمونا الذي يتسبب بانتشار نووي بسبب تقادمه والتشققات التي أصيب بها، إسرائيل خطر كل ما تملكه خطر، تمردها وتفردها وبلطجتها هي بدعم من مشيخات الخليج وتوابعهم ومن الأردوغانية ومن المشروع الغربي خطر على العرب والمسلمين بل خطر على السلم وعلى الإنسانية على المستوى الكوني.