سعوديون يطلقون حملة على تويتر لزيادة الرواتب

سعوديون يطلقون حملة على تويتر لزيادة الرواتب
الإثنين ٠٧ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٦:٥٥ بتوقيت غرينتش

تؤكد ملايين التغريدات على موقع تويتر تاييدها حملة تطالب بزيادة راوتب الموظفين في السعودية نظرا للارتفاع المتزايد في الاعباء المعيشية في اغنى دول العالم بالنفط ، الا ان الامر لم يخل من انتقادات تحذر من استغلال هذه الخطوة لاغراض اخرى.

وافادت شبكة "راصد "الاخبارية الاثنين انه رغم الشعبية الواسعة للحملة مع هاشتاغ خاص بعنوان "الراتب لا يكفي حاجة" حظي بتاييد 17,6 مليون تغريدة خلال اسابيع، الا انها واجهت انتقادات وصفتها بانها مضللة خصوصا بشان الاستعراض العلني للمصاعب التي يعانيها المجتمع المحافظ جدا.
وتدعو الحملة الملك  السعودي عبدالله بن عبد العزيز لاصدار "مرسوم ملكي بزيادة رواتب جميع الموظفين" في دولة يبلغ حجم احتياطها النقدي ما لا يقل عن 700 مليار دولار بفضل اسعار النفط، في حين يبلغ عدد مواطنيها اكثر من عشرين مليونا من اصل حوالى ثلاثين ملايين نسمة ثلثهم تقريبا من الوافدين.
ويشكل الشباب الذين تبلغ اعمارهم اقل من 29 عاما نسبة ستين في المئة من مواطني السعودية حيث تبلغ معدلات البطالة 12,5 في المئة رسميا لكنها اعلى من ذلك بكثير في صفوف الاناث.
وينتقد بعض المؤيدين للحملة انفاق الحكومة اموالا طائلة لمساعدة الخارج كما حدث عندما قررت السعودية دعم مصر بخمسة مليارات دولار، معبرين عن استيائهم برسوم كرتونية وتعليقات تؤكد عدم الارتياح ازاء هذا القرار.
ورغم شكوك البعض في نوايا الحملة، الا ان هذا لا ينفي واقعا اجتماعيا يدفع الى المطالبة بزيادة الراوتب.
يذكر ان رواتب السعوديين في القطاع الخاص هي الاقل مقارنة بدول مجلس التعاون  وفقا لدراسة للبنك الدولي بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتخطيط.
وتظهر الدراسة ان متوسط الراتب الشهري للموظف السعودي في القطاع الخاص يبلغ 6400 ريال (1700 دولار)، مقارنة بمتوسط راتب الموظفين الخليجيين البالغ 15200 ريال (اربعة الاف دولار).
كما يبلغ متوسط راتب السعوديات 3900 ريال (1040 دولارا)، مقارنة بالخليجيات اللاتي يبلغ متوسط دخلهن من الرواتب 8700 ريال (2300 دولار).
كما اظهرت دراسة لشركات التامين ان راتب السعودي في القطاع العام يراوح بين 3945 ريالا (1051 دولارا) و 24750 ريالا (6599 دولارا) فضلا عن المزايا او العلاوات.
وفي هذا السياق، قال الاقتصادي عبد الله العلمي لفرانس برس "من الواضح ان التضحم او ارتفاع الاسعار المتصاعد منذ عدة سنوات وخصوصا في مجتمع استهلاكي مثل السعودية سبب اضطرابا في قدرة الفرد على الانفاق".
واضاف "بالتالي، بدات مداخيل الفرد العادي بالتآكل تدريجيا فانحسرت الطبقة المتوسطة بشكل كبير خلال الاعوام القليلة الماضية".
من جهته، قال زيد الرماني وهو مستشار اقتصادي ومدرس في جامعة الامام محمد بن سعود في الرياض، ان "مواسم الاجازات والاعياد والمدارس تاخذ نسبة كبيرة جدا من مدخول الاسر".
واضاف ان "رب الاسرة مكبل بالتزامات مالية وقروض فالمدارس تستهلك نحو 5 في المئة من الدخل ورمضان يأخذ 40 في المئة والسياحة تستهلك 60 في المئة".
لكنه اشار الى "مبالغات احيانا في الصرف وانعدام التوازن بين المصروفات والمدخولات. وهناك ايضا ارتفاع الاسعار وجشع التجار وعدم فرض رقابة على اسعار السلع الغذائية موضحا ان نحو 80 في المئة من السعوديين يستخدمون قروضا مصرفية".
واوضح الرماني ان "ازمة السكن والعقارات ساهمت بشكل كبير جدا في استنزاف الرواتب".