دبلوماسي ايراني يتحدث عن التفاهم النووي الجديد مع الغرب+فيديو

الإثنين ١٤ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٧:٠٣ بتوقيت غرينتش

طهران(العالم )-14-10-2013- اكد الدبلوماسي الايراني السابق محمد صادق خرازي وجود اتصالات بين خبراء ايران ودول مجموعة 5+1 و الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، بهدف التوصل الى تفاهم متبادل جديد بين الجانبين ، وشدد على ان ايران لن تذهب الى المفاوضات المقررة بينها بين الدول الست غدا الثلاثاء في جنيف من منطلق الضعف ، وهي مستعدة لمواجهة ظروف اصعب مما هي اليوم فيه ، ودعا الغرب الى رفع الحظر عن ايران واعادة الملف الايراني الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، معتبرا ان ايران لن تستسلم للغة التهديد.

صلاحيات الوفد الايراني الى جنيف كاملة ، والقاعدة ربح - ربح

واشار خرازي في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية الى الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لجنيف للمشاركة في المفاوضات مع مجموعة 5+1 لبحث البرنامج النووي الايراني وقال ان ظريف يمتلك صلاحيات كاملة وكافية لبناء تفاهم منطقي مبني على قاعدة الربح – ربح.

واضاف ان هذه القاعدة من وجهة نظر ايران ترتكز على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتحقيق اهداف هذه المؤسسة الدولية في العالم ، مؤكدا ان هذه القضية لاترتبط فقط بإيران بل تشمل جميع دول العالم.

وصرح السفير الايراني الاسبق في فرنسا : خلال المفاوضات التي ستجري بين الفريق الايراني ومجموعة دول 5+1 فان العناصر المصيرية هي التفاهم والتفاوض والفهم المشترك مضيفا ان ظريف يعتبر دبلوماسيا بارزا وخبيرا في القوانين والحقوق الدولية ، وفضلا عن ذلك كان له دور رئيس في تصميم الاقتراح الايراني للمفاوضات مع مجموعة 5+1 .  

الخطة الايرانية تزيل الهواجس الغربية بضمانات حقيقية

ورفض خرازي الكشف عن تفاصيل الخطة الايرانية المقترحة وقال : بامكاني فقط ان اقول ان الخطة الايرانية تتمكن من ازالة الهواجس الغربية بضمانات حقيقية ، كما ان ايران ايضا بحاجة الى ضمانات غربية حقيقية حول برنامجها النووي .

وتابع : يجب ان نرى الضمانات الايرانية والغربية في رزمة واحدة ، ولو تقرر ان تطبق ايران البروتوكول الملحق وفي نفس الوقت يقوم الغرب بإثارة قضايا دولية ومجلس الامن وقضايا اخرى فحينئذ لن نصل الى اي نتيجة ، مؤكدا انه في حال اتخاذ الغرب خطوة مقابل كل خطوة تتخذها ايران فحينذاك سنصل الى نتيجة.
 
المفاوضات السابقة كانت استنزافية وهدرا للوقت

وصرح خرازي : ان المفاوضات الاستنزافية السابقة اثبتت لنا بان الدول الغربية تسعى وراء اهدار الوقت ومواصلة الحظر في حين انهم يتهمون ايران باهدار الوقت .

وتابع : وفقا للفتوى الصادرة عن قائد الثورة الاسلامية فان استخدام القنبلة الذرية وحتى امتلاكها حرام شرعا ولذلك فان القنبلة الذرية ليس لها اي مكان في الاستراتيجية الدفاعية الايرانية ، مؤكدا ان هذه الفتوى بإمكانها ان تشكل مفتاح حل حقيقي للقضية النووية الايرانية .

لا لنقل اليورانيوم ووقف التخصيب ، ويمكن مناقشة باقي الامور

واضاف : ان المشروع الذي قدمته الدول الغربية في آلماتي ليس له اي مكان في الامن القومي الايراني ، وان ايران لن تقبل بنقل اليورانيوم المخصب الى الخارج ، كما ان موضوع اغلاق منشآت فردو واراك ليس له مكان في الاستراتيجية الايرانية ، الا في حال الوصول الى حل يرضي الطرفين ، ويحدد خلال المفاوضات سقفا لمطالب الجانبين .

واشار الى ان تعليق التخصيب من الناحية القانونية له تعريف خاص ، مؤكدا ان وقف النشاطات النووية ليس له مكان في السياسة الخارجية الايرانية  .

الغاء الحظر يثبت صدق النوايا ، وايران ترفض اي شروط مسبقة

وتابع خرازي ان الغاء الحظر او وقف وتيرته او اخراج قضية البرنامج النووي الايراني من مجلس الامن هي من الخطوات الايجابية التي من الممكن ان تقوم بها الدول الغربية لاثبات حسن نواياها ، مؤكدا ان الاميركان وخلال رسائلهم الخاصة قد قالوا بان ايران بامكانها ان تمتلك عملية تخصيب اليورانيوم بنسبة  3.5 وحتى 5 بالمائة ، ونحن ننتظر نتائج مفاوضات جنيف في هذا المجال .

واشار خرازي الى ان ايران ترفض اي شروط مسبقة ، مؤكدا ان كبير المفاوضين الايرانيين له صلاحيات كاملة للتوصل الى تفاهم جديد مع مجموعة 5+1  .

واضاف : هناك ثلاث نقاط في هذه المفاوضات النقطة الاولى هي ان هذه المفاوضات هي مفاوضات حقيقية خلافا للمفاوضات السابقة ، التي كان لها بعد جدلي ، والنقطة الثانية هي ان كبير المفاوضين الايرانيين هو وزير الخارجية ، الذي يعتبر من ابرز الدبلوماسيين في العالم ، والنقطة الثالثة هي ان الظروف السياسية الايرانية الحالية تختلف تماما عن السابق ، وان ايران اليوم تريد ان تختبر ظروفا جديدة .   

دخول المفاوضات بالرهان على ضعف ايران خطأ

واشار السفير الايراني الاسبق في فرنسا الى مزاعم بعض الاطراف بأن الحظر الغربي كان مؤثرا على ايران وانه كسر العمود الفقري لاقتصادها ، واعتبر ذلك تفكير خاطئا ، مشيرا الى ان الاسرائليين يحاولون دائما الايحاء بهذا الاتجاه.

واعتبر ان الغر ب اذا ما اراد ان يدخل المفاوضات مع ايران من هذا المنطلق فمن الافضل الا يدخلها اصلا ، لان ايران لن تقبل بسياسة التهديد والترهيب ، وهي قد حضرت وجهزت نفسها لظروف اصعب مما هي اليوم فيه.

محور المفاوضات نووي ، ويمكن التطرق لملفات اخرى

وحول ما اذا كانت محاور اخرى غير الموضوع النووي سيتم طرحها في المفاوضات بين ايران و 5+1 مثل حزب الله وحماس والبحرين وسوريا والقضية الفلسطينية وغير ذلك ، وان المفاوضات ستكون شاملة وتتناول قضايا مختلفة ، قال خرازي ان سوريا ليست محور المفاوضات ، وان 90 من المفاوضات سيتناول الموضوع النووي، وجدول المفاوضات القادمة المعد سلفا.

لكنه نوه الى انه لا ينفي ولا يؤكد امكانية ان يتم بين ايران والغرب وخاصة الولايات المتحدة بحث القضايا المختلفة على اساس سلة مقترحة ، واذا طلب الجانب الغربي مساعدة ايران فان طهران مستعدة لذلك ، وذلك من منطلق اهمية ما تتمتع به ايران من موقع على صعيد الجغرافيا السياسية والاستراتيجية والاقتصادية في المنطقة.

دعم القاعدة في سوريا خطأ غربي عربي استراتيجي

وانتقد الدبلوماسي الايراني السابق الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه العرب والولايات المتحدة من خلال دعمهم لتنظيم القاعدة والمجموعات المسلحة في سوريا ، واعتبر ان نتيجة ذلك هو تسليح اكثر من 70 الف مقاتل ، لا يمكن فيما بعد السيطرة عليهم لا من قبل العرب ولا الغرب، وسيعود هؤلاء الى منطلقاتهم ومعتقداتهم السابقة ، في اشارة منهم الى انهم سينقلبون على العرب والدول الغربية التي دعمتهم ضد سوريا.

واشار الى ان من الممكن ان تتفاوض ايران مع الغرب حول كل المسائل في العالم لكن الظروف غير مهيأة لذلك حتى الان.

رئاسة روحاني فرصة للغرب لحل مشاكله مع ايران

ووصف خرازي وصول الرئيس روحاني الى الحكم في ايران بانه فرصة للغرب من اجل حل القضايا المختلف عليها مع ايران ، مشيرا الى ان الرئيس روحاني ووزير الخارجية ظريف مطلعان على سير التحولات العالمية ، ويسيرون ايضا بهذا الاتجاه.

"اسرائيل" والعرب قلقون من التقارب الايراني الغربي

واشار خرازي الى القلق الاسرائيلي وكذلك من قبل بعض الدول العربية مثل مصر والسعودية وقطر والامارات من التقارب والتفاهم الايراني الغربي ، واعتبر ان كيان الاحتلال يخشى حقا الا يتم اخذه بعين الاعتبار في مثل هذا الاتفاق ، معتبرا ان اي دولة ومن اجال البقاء يجب ان تحصل على الشرعية التي يفتقد اليها هذا الكيان مادام لم يؤد حقوق الفلسطينيين.

واشار الى اعتراف ثلاثة من وزراء الخارجية الاميركيين بضرورة التفاوض مع ايران باعتبارها القوة اقليمية عظمى ، كما ان 67% من امدادت ان الطاقة تمر من قربها ، وبالتالي فان التقارب الايراني الغربي وتطبيع العلاقات بين الطرفين سيؤدي الى زعزعة موقع اسرائيل ، مشيرا الى ان الولايات المتحدة تريد ان يكون اي تطبيع مع ايران مرتبطا باسرائيل ايضا، لكن ذلك لم يحصل لحد الان.

ونوه هذا الدبلوماسي الايراني الى ان الولايات المتحدة تشهد اليوم تغيرات كبيرة ، وان الولايات  المتحدةهي الان في مرحلة تجاوز اسرائيل ، وان اللوبي الاسرائيلي يعاني من الضعف اميركا ، معتبرا ان اعلان الولايات المتحدة ان امن اسرائيل هو جزء من استراتيجيتها هو بسبب ضغوط الكونغرس واللوبيات الصهيونية ، منتقدا تناغم بعد الدول العربية اليوم مع الكيان الاسرائيلي ضد ايران.

مصالح مشتركة كثيرة بين ايران والولايات المتحدة

واعتبر خرازي ان هناك مصالح مشتركة لايران والولايات المتحدة ، ومنها محاربة الارهاب والتهديدات  والتحديات الاقليمية ومكافحة المخدرات ، ومواجهة التيارات السلفية ، ورفع العوائق امام نشر وتنمية الديمقراطية في المنطقة ، منوها الى ان هناكم الكثير من الخبراء والمراقبين يعتقدون بان السياسيات الاميركية في المنطقة سواء على صعيد دعم الكيان الاسرائيلي والتحالف مع الدول العربية والانظمة الاستبدادية في المنطقة قد اضر بالولايات المتحدة.

واوضح ان ايران تريد تحقيق ديمقراطية على اساس عادات وتقاليد كل بلد ، لكن الولايات المتحدة تريد الديمقراطية الليبرالية ، التي سوف لن تأتي بنتيجة في اي من الدول العربية.
MKH-13-21:35