التجسس الاميركي...

استمرارالعاصفة بعد كشف عمليات تجسس في اسبانيا

استمرارالعاصفة بعد كشف عمليات تجسس في اسبانيا
الإثنين ٢٨ أكتوبر ٢٠١٣ - ٠٩:٠٢ بتوقيت غرينتش

طالبت اسبانيا الاثنين الولايات المتحدة بتوضيحات حول عمليات التنصت الهاتفية على اراضيها، فيما لم تتراجع العاصفة الناجمة عن عمليات التنصت التي قامت بها وكالة الامن القومي الاميركية على الاتصالات الهاتفية لأنغيلا ميركل.

وافادت صحيفة ال موندو ان وكالة الامن القومي الاميركية تجسست خلال شهر بين كانون الاول/ ديسمبر 2012 وكانون الثاني/ يناير 2013، على اكثر من 60 مليون مكالمة هاتفية في اسبانيا، التي تضاف الى اللائحة الطويلة للبلدان الاوروبية التي خضعت للتجسس، كفرنسا والمانيا على سبيل المثال.

واكدت وزارة الخارجية الاسبانية التي استدعت صباح الاثنين السفير الاميركي في مدريد جيمس كوستاس ان "هذه الممارسات، غير مناسبة وغير مقبولة بين بلدين حليفين وصديقين".

وخلال اللقاء بين السفير وسكرتير الدولة الاسباني للاتحاد الاوروبي اينيغو منديز دو فيغو، طلب الاخير "من سلطات الولايات المتحدة ان تقدم كل المعلومات الضرورية حول عمليات التنصت التي اجريت في اسبانيا".

في هذا الوقت، وصل وفد من البرلمان الاوروبي الى الولايات المتحدة في زيارة تستمر ثلاثة ايام للتشاور حول "تاثير برامج المراقبة على الحقوق الاساسية لمواطني الاتحاد الاوروبي وخصوصا الحق في الحياة الخاصة".

وقال الالماني المار بروك الرئيس الحالي للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي في ختام لقاء مع نواب اميركيين "لقد اهتزت ثقتنا"، مضيفا "من غير المقبول مثلا ان تتعرض المستشارة ميركل مع غيرها للتنصت خلال اكثر من عشر سنوات".

وجاء في وثيقة قيل ان المستشار السابق في وكالة الامن القومي الاميركية ادوارد سنودن كشف عنها واعادت نشرها ال موندو الاثنين، ان هذه الوكالة "تجسست على 60,506,610 اتصالات هاتفية" في اسبانيا بين 10 كانون الاول/ ديسمبر 2012 و8 كانون الثاني/ يناير 2013.

وكانت صحيفة ال بايس اكدت الجمعة ان وكالة الامن القومي الاميركية تجسست على اعضاء في الحكومة الاسبانية، منهم رئيس الوزراء الاشتراكي الاسبق خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو.

وكان رئيس الحكومة اليمينية ماريانو راخوي، حليف الولايات المتحدة، اصدر رد فعل حذرا، مشيرا الى ان بلاده لا تنوي "في الوقت الراهن" الانضمام الى المبادرة الفرنسية الالمانية لطلب "توضيحات" من واشنطن حول عمل اجهزتها الاستخباراتية.

واستمرت العاصفة الناجمة عن عمليات التنصت الاميركية، في تأجيج الجدال في البلدان المعنية، وخصوصا في المانيا حيث تسبب الكشف عن التجسس على الهاتف المحمول للمستشارة بصدمة.

ويعقد النواب الالمان جلسة طارئة في 18 تشرين الثاني/ نوفمبر ستخصص لهذه القضية.

ومجلة در شبيغل التي كشفت عن شكوك الحكومة الفدرالية في هذا الشأن، كشفت معلومات جديدة في نهاية الاسبوع، وكتبت ان ميركل كانت تخضع للتنصت منذ 2002، اي حتى قبل ان تصبح مستشارة في 2005 وعندما كان جورج بوش في البيت الابيض.

واكدت در شبيغل من جهة اخرى ان الرئيس باراك اوباما كان على علم منذ 2010 ببرنامج التنصت هذا، وبالتنصت على ميركل التي تصفها مجلة فوربس الاميركية منذ ثماني سنوات بأنها "اقوى امرأة" في العالم.

وفي بيان ارسلته مساء الاحد الى وكالة فرانس برس في واشنطن، نفت وكالة الامن القومي الاميركية هذه الاتهامات الاخيرة. وقالت فاني فين المتحدثة باسم وكالة الاستخبارات ان "الجنرال (كيث) الكسندر (الذي يتولى ادارة وكالة الامن القومي الاميركي) لم يناقش ابدا مع الرئيس اوباما في 2010 عملية استخبارات مفترضة تتعلق بالمستشارة ميركل ولم يناقش ابدا اي عملية تخصها. والمعلومات الصحافية التي تؤكد العكس غير صحيحة".

اما صحيفة وول ستريت جورنال فأكدت الاثنين ان الولايات المتحدة اوقفت عمليات التنصت على المستشارة وعلى مسؤولين عالميين اخرين بعدما علم باراك اوباما بوجود برنامج التجسس هذا.

واعلن البيت الابيض الاثنين ان عمليات الاستخبارات ينبغي "قبل كل شيء" ان تهدف الى حماية امن الاميركيين.

ونفى المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني ان تكون واشنطن لجأت الى هذه الوسائل لاسباب اقتصادية، رافضا ايضا التعليق على معلومات صحافية مفادها ان الرئيس باراك اوباما كان يجهل ان بلاده تجسست على الهاتف الشخصي للمستشارة الالمانية.

وواصلت الصحافة الالمانية نشر مقالات متشددة حيال الولايات المتحدة.

وفي مقالة بعنوان "الصديق يتنصت"، ملمحة بذلك الى ملصقات دعائية من زمن الحرب العالمية الثانية، تدعو المواطنين الى التنبه لان "العدو يتنصت"، شبهت صحيفة الغميني تسايتونغ الولايات المتحدة ب "قوة احتلال رقمية".

الا ان الطبقة السياسية التي صدمتها الفضيحة، تواجه صعوبة في تحديد طريقة التعامل مع هذه الازمة. فقد طرح البعض، كالاشتراكيين الديموقراطيين والمحافظين، وقف المناقشات حول اتفاق للتبادل الحر بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، لكن ميركل رفضت هذه الخطوة  قبل نهاية الاسبوع.

وحتى الان، تنوي المانيا ارسال وفد من كبار مندوبي اجهزة استخباراتها الى الولايات المتحدة هذا الاسبوع "لاحراز تقدم في المناقشات مع البيت الابيض ووكالة الامن القومي الاميركية حول الادعاءات التي طرحت اخيرا"، كما قال مساعد المتحدث باسم المستشارة جورج شترايتر.

من جانبه، طالب الصحافي غلين غرينوالد الذي ساهم في نشر معلومات عن نظام المراقبة الاميركي الواسع النطاق، في مقابلة مع التلفزيون الالماني برلين بحماية ادوارد سنودن معتبرا انه يتعرض ل"اضطهاد سياسي".