في يوم مقارعة الاستكبار العالمي..

هل لا زالت اميركا شيطانا اكبر ؟!

هل لا زالت اميركا شيطانا اكبر ؟!
الإثنين ٠٤ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٦:٤٦ بتوقيت غرينتش

لم يكن الرابع من نوفمبر عام 1979 حدثا عاديا في تاريخ ما بعد انتصار الثورة الاسلامية بأيران، بل وكما عبر عنه مؤسس الجمهورية الاسلامية الامام الخميني، كان "الثورة الثانية" التي قصمت ظهر المتآمرين على الثورة وتضحياتها..

ففي التاريخ المذكور، اقتحم الطلبة السائرون على نهج الامام الخميني مبنى السفارة الاميركية في وسط طهران والتي كانوا يسمونها "وكر التجسس الاميركي"، واعتقلوا الجواسيس الذين كانوا يتخفون تحت مقنعة دبلوماسيين وموظفين لـ 444 يوما، استطاعوا خلالها اسقاط حكم الرئيس الاميركي جيمي كارتر وفرض شروطهم على الادارة الاميركية..

تلك العملية كشفت خيوط اللعبة الاميركية في ايران والمنطقة وحجم المؤامرات التي تورطوا بها داخل ايران وخارجها.. وهذا ما يمكن رؤيته في الوثائق التي نشرها الطلبة والتي قاربت 40 مجلدا..
ولما كانت اميركا هي الشيطان الاكبر ورأس الاستكبار في العالم حسب ادبيات الثورة وواقع النظام العالمي الجديد، فقد سمي هذا اليوم في ايران بـ"يوم مقارعة الاستكبار العالمي"..
وفي كل عام تجري مسيرات في جميع المدن الايرانية في هذه الذكرى التي تتصادف ايضا مع يوم نفي الامام الخميني من قبل نظام الشاه الى تركيا بعد هجومه الشديد على مثلث الشؤم اميركا واسرائيل والشاه بسبب قانون الحصانة القضائية الذي منحها الشاه حينها للاميركان في ايران، ويوم الطالب حيث سقط خلال احداث الثورة عام 1978 العشرات منهم شهداء على يد قوات نظام الشاه امام جامعة طهران في وسط العاصمة.
اما المسيرة الرئيسية والتي تقودها التنظيمات الطلابية فتنتهي في طهران عند وكر التجسس السابق اي السفارة الاميركية والتي تحولت بعد اقتحامها بفترة وجيزة الى مركز ثقافي وتعليمي..
وفي هذا العام لم يتغير شيء لا في سلوك اميركا واستعداءها شعوب العالم الذي كشفت عنه فضيحة التجسس الاخيرة التي طالت حلفاءها ايضاً وكانت خير دليل على صوابية الوصف الايراني لها بالشيطان الاكبر، ولا في عدم ثقة الشعب الايراني بأم الفساد كما يسمونها هنا في ايران.. اما التفاوض الجاري معها فهو لاثبات الحقيقة واسترجاع حق وليس لالغاء المبادئ والقيم..
وقد جاء خطاب قائد الثورة سماحة الامام الخامنئي يوم امس ليضع النقاط على الحروف، ويواجه الغطرسة الاميركية باباء الاحرار، معلنا لهم بوضوح وبلغة مبادئ الثورة ان الطريق للتفاوض يمر فقط عن طريق الاعتراف بحقيقة الثورة الاسلامية في ايران وباحترام الخصم وانهاء العدوان على الشعب..

مروة ابو محمد