إتفاق في (جنيف ـ 3)

إتفاق في (جنيف ـ 3)
الثلاثاء ١٢ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٤:١٩ بتوقيت غرينتش

لازال الملف النووي الإيراني يسيطر على تغطيات أغلب الصحف الإيرانية الصادرة بطهران صباح اليوم الثلاثاء 2013.11.12 ومنها الجولة الجديدة من المباحثات النووية بين إيران والمجموعة السداسية في جنيف.

صحيفة مردم سالاري: إتفاق في (جنيف ـ 3)

نشرت صحيفة "مردم سالاري" تحليلاً كتبه "جواد كياه شناس" بدأه بالحديث عن مفاوضات جنيف 2. وقال فیه: بعد مرور عدة أيام على محادثات جنيف 2 يمكن وصفها بأنها كانت واحدة من أشد المفاوضات الدبلوماسية الإيرانية قوة خلال العقود الأخیرة والتي كانت بارقة أمل للغرب من أجل السعي لاتفاق مع إيران بصورة تدريجية.
وتضيف الافتتاحية أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ومواقف كاترين أشتون، الممثل الأعلى للسياسية الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، وكذلك تحذير وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، من أن نافذة الحوار لاتبقى مفتوحة إلى الأبد، قد أدت إلى عزلة وتهميش مواقف المعارضة الفرنسية-الصهيونية في هذه المفاوضات.
وتابع الكاتب: وفقا للتوقعات الإيرانية، فإن الأوروبيين كانوا لايشكلون تحدياً جدياً لإيران في هذه المفاوضات، ولهذا فإن السيناريو الإيراني في هذه المفاوضات قد نظم وفقاً لهذه التوقعات، وان الحكومة الـ11 والفريق الدبلوماسي المفاوض للجمهورية الإسلامية في إيران بذل مساعيه في هذه الجولة من المفاوضات إلى إعادة الموضوع النووي الإيراني إلى وضعه الطبيعي، أي إعادته إلى ما كان عليه قبل ثمان سنوات وتغيير مسيرة الملف النووي الإيراني من محور أميركا- مجلس الأمن إلى محور الوكالة الدولية للطاقة الذرية-الاتحاد الاوروبي.
ونوه الكاتب إلى أن الفرنسيين وقفوا بشدة أمام هذا السيناريو، لأنهم كانوا يشعرون بقلق بالغ وعلى مستويات متعددة، وربما كان مصدر قلقهم الشديد هو فقدانهم مصالحهم من خلال اللعب مع أميركا!
وجاء في التحليل أن مصدر قلق الفرنسيين يمكن تحديده في:
أولاً- التحديات التجارية، أن فرنسا تحملت الحصة الأكبر من تبعات فرض الغرب عقوباته العدائية على إيران حيث فرضت هذه السياسات القيود الصارمة على تجارة فرنسا مع إيران، أكثر من سائر البلدان والقوى العالمية الأخرى.
ثانياً- التحديات الأمنية الصهيونية- الفرنسية، حيث أن الفرنسيين يشعرون بقلق شديد حيال توسيع نفوذ الآخرين في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما وأنهم يعتبرون لبنان وسوريا الفناء الخلفي لهم، وأن تغيير المعادلات السياسية في المنطقة ستهدد نفوذهم في هذه المنطقة.
ونبهت الصحيفة إلى أن الفرنسيين حاولوا وفقا لما تقدم ربط المفاوضات النووية بالأزمة السورية، من أجل تضعيف نفوذ جمهورية إيران الإسلامية في المنطقة ولهذا وضعوا العراقيل من أجل عدم التوصل إلى اتفاق بين إيران والمجموعة السداسية.
وتختتم الصحيفة مقالها: ومع كل ذلك يبدو أنه هناك مساعي غربية من خلال تشكيل ائتلاف لإزالة التوتر برئاسة أميركا، واتخاذ استراتيجية من أجل تحديد تأثير المواقف الفرنسية وبالتالي التوصل إلى اتفاق في جنيف 3.