وقف العمل في مخططات استيطانية تجنبا لاحراج دولي مؤقت

وقف العمل في مخططات استيطانية تجنبا لاحراج دولي مؤقت
الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠١٣ - ١١:٢١ بتوقيت غرينتش

في محاولة لتفادي الحرج من ردود فعل دولية وإن كان بصورة مؤقتة فقط، قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وقف العمل في عطاءات التخطيط التي تم الإعلان عنها أمس الأول، والمتمثلة في أكثر من 20 ألف وحدة استيطانية في الضفة الغربية.

ولكن يبدو أن الوفد الفلسطيني المفاوض، وربما في محاولة للضغط على الكيان الإسرائيلي أكثر أو تفادياً لردة فعل في الشارع، قرر اتخاذ موقف أكثر جرأة من مجرد التهديد بوقف محادثات التسوية، إذ أعلن عن استقالته برئاسة صائب عريقات رداً على السياسات الإسرائيلية الاستيطانية.
ولم ينتظر نتنياهو كثيراً ليعلن عن قراره الجديد بعدما أبدت الولايات المتحدة قلقها إزاء المخططات الاستيطانية الجديدة، طالبة التوضيحات من حليفتها "إسرائيل".
وكانت وزارة الإسكان الإسرائيلية طرحت أمس الأول عطاءات لتصميم وتخطيط 24 ألف وحدة استيطانية، من بينها حوالي 1200 في المنطقة «إي 1»، التي من شأنها أن تفصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.
وبحسب ما نشرت صحيفة «هآرتس» أمس الأول، فإن وزارة الإسكان بقيادة أوري أرييل أصدرت العطاءات من دون علم رئيس الحكومة. وكان نتنياهو في بادئ الأمر طلب وقف العمل في العطاء الخاص بالمنطقة «إي 1» على اعتبار أنه «ليس هناك ضرورة لدفع ثمن دولي مقابل عملية تخطيط ليست ذات أهمية».
ووفقاً لـ«هآرتس»، فإنه فور تلقيه الخبر صباح أمس الأول، طلب نتنياهو من مدير مكتبه أن يذهب ويقول لأرييل «أن ليس هناك إي 1. ولن أسمعه يتحدث عنها». إلا أن ردود الفعل الدولية التي نتجت عن أنباء الاستيطان أجبرته على إصدار قرار آخر يقضي بوقف العمل في كافة العطاءات المطروحة في وقت متأخر من مساء أمس الأول.
وجاء في بيان اصدره مكتب نتنياهو أن «رئيس الوزراء أمر وزير الاسكان أوري أرييل بإعادة النظر في كل الاجراءات المتصلة بالتخطيط (لهذه الوحدات السكنية)، والتي اتخذت من دون تنسيق مسبق».
ونقلت صحيفة «هآرتس» أنه خلال لقائه أرييل، قال نتنياهو «إنها مبادرة غير مفيدة قانونياً وعملياً، وعمل يتسبب بمواجهة غير ضرورية مع المجتمع الدولي في وقت نحاول اقناعه بالتوصل الى اتفاق افضل مع ايران».
وبدوره، قال وزير العلوم والتكنولوجيا ياكوف بيري للإذاعة الإسرائيلية «نحن نعيش في ايام حساسة للغاية واعلان الوزير أرييل لا يقوض فقط مفاوضات السلام التي تواجه صعوبات، بل أيضاً الجهود الكبيرة التي يبذلها رئيس الوزراء الآن حول الملف الايراني».
ودعا وزير الشؤون الاستراتيجية يوفال شتاينتز، المقرب من نتنياهو، الى مواصلة الاستيطان «بطريقة ذكية ومنسقة». وأكد أن «رئيس الوزراء محق في ما يقوله بانه خلال فترة حساسة كهذه، وبينما نحاول اقناع الاميركيين والاوروبيين والروس بتصحيح الاتفاق المثير للمشاكل مع ايران، يجب تنسيق الامور قبل كل شيء معه».
يُذكر أنه بعد صدور الأنباء حول العطاءات، سارعت الرئاسة الفلسطينية إلى الإدانة والتهديد بوقف المفاوضات. ولكن الأمر تطور أكثر، إذ قدم الوفد الفلسطيني المفاوض استقالته للرئيس محمود عباس.
وقال المفاوض محمد اشتية «قدمنا استقالة مكتوبة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب تكثيف الاستيطان وغياب الرغبة في الوصول الى نتائج»، مضيفاً أنه «حتى الان لم يقبل الرئيس استقالتنا وهو من يملك السلطة لاتخاذ هذا القرار».

ومن جانب آخر، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن عمير بيرتس وزير شؤون البيئة الاسرائيلية قال إنه ينبغي إعادة النظر في التدابير الأمنية المتخذة، عقب ازدياد الاعتداءات العفوية التي وقعت مؤخرا، في إشارة منه إلى مقتل جندي اسرائيلي، أمس بمدينة عفولة في شمال "إسرائيل".
وقال إن الحوادث الأمنية الفردية الأخيرة، التي لا تقف وراءها تنظيمات تتطلب اعتماد أساليب جديدة للتصدي لها.
وعلى صعيد آخر، انتقد الوزير بيرتس خطة البناء الجديدة في الضفة الغربية التي أعلن عنها وزير البناء والإسكان أورى آرئيل.
وأشار "بيرتس" إلى أن هذا الإعلان في أسوأ الأحوال هو عبارة عن عمل مدروس يرمي إلى نسف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني.