كيف سيطر الجيش السوري على مخازن مهين وقضى على المسلحين؟

كيف سيطر الجيش السوري على مخازن مهين وقضى على المسلحين؟
السبت ١٦ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٣:٠٢ بتوقيت غرينتش

اوضح مراسلنا في سوريا حسين مرتضى ان انجازا جديدا حققه الجيش السوري بعد تنظيفه بلدة مهين، والتي تقع على محور هام يمتد على مسافة واحد وثلاثين كيلومتراً، يمتد من "القريتين" وينتهي بمهين وصدد بالريف الشرقي لمدينة حمص، وتقع بالقرب من مطار الشعيرات العسكري.

في الايام الماضية قامت المجموعات المسلحة باستهداف بئر الغاز قرب صدد وكتيبة "الهجانة" قرب حوارين المتاخمة لبلدة مهين، عبر استهداف نقاط تمركز الجيش بسيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان، ومن ثم جرى اقتحام بلدة صدد، والسيطرة عليها لوقت قصير. وعلى الفور نفذ الجيش السوري عملية عسكرية نظف خلالها بلدة صدد بالكامل خلال ايام قليلة. لم تكن صدد الهدف الحقيقي للمسلحين، وإنما الوسيلة للوصول إلى قرية مهين التي اقتحمها المسلحون بغية السيطرة على معامل الدفاع فيها، باعتبارها تضم ثاني أضخم مستودعات أسلحة للجيش السوري بعد معامل الدفاع في السفيرة.

الجيش السوري يحكم السيطرة على مهين

دخلت مجموعات مسلحة الى مستودع ضمن مستودعات الاسلحة في بلدة مهين، في محاولة لتأمين الذخيرة اللازمة للمجموعات المسلحة في منطقة القلمون، التي لم يعد لها أي طريق امداد للذخيرة والعتاد الحربي بعد سيطرة الجيش السوري على ريف القصير الجنوبي والشرقي، إلا أن سرعة تدخل الجيش السوري منع المسلحين من الحصول على الذخيرة المطلوبة، بعدما فرض طوقاً محكماً على البلدة، وقطع سبل التواصل مع محيطها الجغرافي، وبدأ باستهداف جميع الاليات التي تتحرك داخلها، ما منع المسلحين من نقل الذخيرة باتجاه مناطق القلمون.

وقد استطاع الجيش السوري بذكاء، تطويق المنطقة بالكامل، ونفذ عملية التفافية، وفرض حصاراً خانقاً على المقاتلين الذين حوصروا داخل البلدة، والذين قدر عددهم بثلاثة آلاف مقاتل موزعين على "جبهة النصرة"، وما يسمى بكتيبة "الخضراء" وكتيبة "المغاوير". أكمل الجيش استعداداته وأطبق على المسلحين من عدة محاور، وفي نفس الوقت كانت فرق من الجيش السوري تعمل على فصل يبرود عن مدينة قارة، التي تعتبر الممر الرئيس للمسلحين باتجاه القلمون والانتقال منها عبر المحور الممتد من شرق دير عطية والنبك وقارة والرحيبة وجيرود والناصرية إلى محور جرود رنكوس وصيدنايا ومعلولا وجرود عرسال، والزبداني ووادي بردى، وبالتالي هي منطقة معقدة طبوغرافياً بالنسبة للعمل العسكري بحسب الخبير العسكري علي مقصود.

بدأت المعركة على جميع المحاور في نفس الوقت، فدخل الجيش السوري إلى بلدة حوارين والحدث، ومن ثم استمر في تطهير بلدة مهين، وعلى المحور الجنوبي كانت قوات خاصة من الجيش السوري تقتحم بلدة الحميرة الواقعة شرق دير عطية، البلدة تعتبر معقلاً هاماً للمسلحين من مختلف الفصائل المعارضة، خصوصاً ما يسمى بـ "جيش الإسلام" ذا الدعم السعودي المباشر، وقد لجأ العديد من المسلحين إليها في المدة الأخيرة. كما تعتبر دير عطية البوابة لدخول مدينة القلمون، التي فوجئت المجموعات المسلحة فيها، بالهجوم المباغت الذي يشنه الجيش السوري لتصبح قارة الان خط تماس مع المسلحين بعد ان كانت تعتبر عمقاً لهم وصولا الى الزبداني ومنها الى عرسال.

الأهمية الإستراتيجية لبلدة مهين تكمن في الموقع الذي تحتله البلدة ما بين ريف حمص الشرقي والجنوبي الشرقي والريف الشمالي الغربي لدمشق، ما يجعل منها مركزا حيويا لإمداد المجموعات المسلحة القادمة من تدمر والسخنة، عبر الصحراء السورية الممتدة حتى الحدود الاردنية العراقية باتجاه القلمون، وتكمن الاهمية أيضا في وجود ثاني اهم مستودعات للجيش السوري بعد معامل الدفاع في منطقة السفيرة.

وبحسب مصدر عسكري، فان الصور التي بثتها المجموعات المسلحة عبر شبكة الانترنت لسيطرتها على مستودعات مهين تأتي من باب رفع المعنويات للمسلحين، التي انهارت بعد الضربة التي تلقتها في سلسلة جبال تدمر والقريتين والسخنة في ريف حمص الشرقي، معتبراً ان ما استطاعت المجموعات المسلحة السيطرة عليه في مستودعات مهين هو جزء بسيط من مستودع رقم 4، ولم تستطع اخراج الذخيرة منه.