النووي الايراني والتهديد الاسرائيلي

النووي الايراني والتهديد الاسرائيلي
الثلاثاء ١٩ نوفمبر ٢٠١٣ - ١١:٠٤ بتوقيت غرينتش

المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة 5+1 ستجري على قدم وساق، وليس هناك ما يعوق هذه المفاوضات الا الموقف الفرنسي الذي أصبح عقبة في الجلسة الاخيرة في المفاوضات بين الجانبين في جنيف، وهو ما أكده الرئيس الفرنسي خلال زيارته لـ"اسرائيل" والذي عبر عن دعم المطالب الاسرائيلية بشأن البرنامج النووي الايراني ودعوة "اسرائيل" لامريكا والاوروبيين الى عدم التوقيع على اتفاق مع ايران.

فالرئيس الفرنسي يصرح في "اسرائيل" ان بلاده تعارض نهائيا السماح لإيران بامتلاك القدرات النووية، و أنه أبلغ قادتها أن فرنسا لن تسمح بذلك أبدا. ولكن الرئيس الفرنسي يدرك جيدا ان ايران اعلنت على الملأ أنها لا تريد امتلاك القدرات النووية ولا تريد صنع القنبلة الذرية، ومع ذلك يعلن معارضته لأي اتفاق بين ايران ومجموعة 5+1 الا اذا حصلت بلاده على ما يرضي "اسرائيل".
فالرضي الاسرائيلي شرط فرنسا لتوقيع الاتفاق مع ايران، ولكن "اسرائيل" لن تقبل بالبرنامج النووي الايراني بل تريد استمرار فرض العقوبات على ايران، لان ذلك يساعدها على الاحتفاظ بدورها في المنطقة واثبات قدرتها على منع أي اتفاق دون الحصول على موافقتها ورضاها.
رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يطالب المفاوضين الامريكيين والاوروبيين بمواصلة فرض العقوبات على ايران لانه يعتقد أن إيران تشعر بضغوط العقوبات الاقتصادية عليها وأن مواصلة هذه الضغوط ستؤدي إلى حل ديبلوماسي أفضل من الاتفاق الذي كادت الدول العظمى أن تتوصل إليه مع إيران.
ويخشى نتنياهو من أن نظام العقوبات المفروض على ايران قد "ينهار" في حال التوصل الى اتفاق انتقالي بين مجموعة الدول الست الكبرى وطهران منددا بامكان التوصل الى ما اعتبره " اتفاقا بالغ السوء".
فرئيس الوزراء الاسرائيلي يدرك جيدا ان الاتفاق بين مجموعة 5+1 وايران سيكون في صالح ايران من جهة والبلدان الاوروبية من جهة أخرى عند ذلك "ستشاهدون دولا وشركات تسارع الواحدة تلو الاخرى" الى ايران لتوقيع اتفاقات تجارية.
وهذا ما لا يرضي الزعماء الاسرائيليين حيث يعتقد نتنياهو:" في ظروف كهذه فان العودة الى نظام العقوبات سيكون امرا من الصعب تصوره ويقول "انكم تجازفون فعلا بانهيار نظام العقوبات" الذي تطلب "بناؤه أعواما".
فالقادة الاسرائيليون يعملون بكل قوة فرض مزيد من الضغوط على المفاوضين الامريكيين والاوروبيين لمنع أي اتفاق مع ايران. وقد استخدم مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق الجنرال يعقوب عاميدرور لغة التهديد والوعيد حين قال إنه «بوسع "إسرائيل" على انفراد، مهاجمة إيران».
مضيفا أن "إسرائيل" ليست فقط قادرة على مجرد ضرب المشروع النووي الإيراني وتسجيل نقطة معنوية، وإنما هي «قادرة على عرقلة هذا المشروع لفترة طويلة جداً ولكن الاسرائيليين غير واثقين بأن تهديداتهم سوف تمنع الاتفاق مع إيران، لأن العنصر المقرر هو ما سيجري على المسار الثنائي الأميركي - الإيراني.
ولكن الجانب الايراني متفائل بالمفاوضات التي ستجري في جنيف هذا الاسبوع ذلك أن الجانب الامريكي يحاول التوصل الى اتفاق مع ايران ولهذا السبب نرى أن الرئيس الامريكي يطلب من الكونغرس تأجيل فرض عقوبات جديدة على ايران قبل المفاوضات المزمع عقدها هذا الاسبوع .
فالجانب الايراني يرى بأن موقف الرئيس الامريكي ينم عن رغبة امريكية للتوصل الى اتفاق مع ايران، ولكن اذا عارض الكونغرس الرغبة الرئاسية فان المفاوضات لن تكون مجدية وان المفاوضين الايرانيين سينسحبون من المفاوضات.
وكان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف قد ابلغ اعضاء لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني ان الوفد الايراني في المفاوضات النووية لن يساوم على حقوق الشعب الايراني وان الوفد لن يعبر الخطوط الحمراء مطلقا.
من جهته اعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن حق بلاده في تخصيب اليورانيوم "خط أحمر" لن يجري تجاوزه، وأن بلاده تصرفت بما وصفها بعقلانية ولباقة خلال المفاوضات الأخيرة إزاء برنامجها  النووي مع مجموعة "5+1" .
وخلال كلمة ألقاها اليوم أمام مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان) بيّن روحاني أن المفاوضين الإيرانيين الذين شاركوا في المحادثات الأخيرة بجنيف أكدوا لأطراف التفاوض أن طهران لن تقبل "بأي تهديد أو عقوبات أو إذلال أو تمييز، وأن إيران لم ولن تحني رأسها أمام تهديدات من أي جهة".
وأضاف روحاني أن الحكومة تعتبر أن هناك خطوطا حمراء لا بد من اعتبارها من بينها المصالح القومية، موضحا أنه بموجب القواعد الدولية فإن تخصيب اليورانيوم حق لإيران على غرار ما تقوم به دول أخرى.
وأكد على أن بلاده تشارك بالمفاوضات النووية جراء قناعة وإيمان بأن الحوار سبيل لحل المشاكل السياسية، وأن المشاركة بالمفاوضات لم تأت نتيجة ضغوط أو عقوبات مفروضة.
وقال روحاني "لقد خضنا المفاوضات النووية عام 2003 قبل أن يفرض علينا الحظر وواصلنا المفاوضات رغم قرارات الحظر".
واعتبر الرئيس الإيراني أن نجاح المباحثات النووية من شأنه أن يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، مشددا على أن إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم في الداخل.
وكانت جلسة قد عقدت بين اعضاء الوفد الايراني المفاوض بعد عودته من جنيف مع اعضاء لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان قد تخللتها عبارات العتاب بين الجانبين، لان اعضاء اللجنة كانوا يرغبون الحصول على مزيد من المعلومات عن المفاوضات ، ولكن وزير الخارجية امتنع عن اعطاء معلومات اضافية، مؤكدا ان المجلس الاعلى للامن القومي الايراني منع الوفد المفاوض من طرح معلومات عن المفاوضات حتى الانتهاء منها ، خشية خروج هذه المعلومات من الغرف المغلقة.
واعرب عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية عن أمله بأن يتم الاتفاق بين الجانبين في الجولة الجديدة من المفاوضات وأن يتوصل الطرفان الى اتفاق حول النقاط المتبقية.

شاكر كسرائي