كيف يتجسس الاحتلال على اتصالات اللبنانيين ؟

كيف يتجسس الاحتلال على اتصالات اللبنانيين ؟
الثلاثاء ٢٦ نوفمبر ٢٠١٣ - ٠٦:٤٧ بتوقيت غرينتش

الاحتلال الإسرائيلي يتجسس على لبنان ويتنصت على جميع اتصالات اللبنانيين الهاتفية . صورة بدلالاتها الكثيرة ما يشير إلى أن لبنان ما زال في دائرة الخطر الإسرائيلي وأن التجسس عليه ليس إلا مرحلة ربما تكون تحضيرية للحرب المقبلة التي يتوعد بها قادة الاحتلال للثأر من هزيمتهم العسكرية المزدوجة في لبنان على يد المقاومة الإسلامية عامي ألفين وألفين وستة . فما حقيقة هذا التجسس وطبيعة صورته .

تقرير...في وضح النهار تنصب إسرائيل على طول الحدود اللبنانية العشرات من أعمدة إرسال بجميع الأنواع والأحجام، أعمدة مجهزة بأحدث تكنولوجيا المراقبة والتنصت، وعلى مرمى حجر من الخط الأزرق الذي تحرسه قوات اليونيفيل.الإسرائيليون يتجسسون على لبنان .
خبر هز الدولة اللبنانية من أعلى هرمها إلى أدناه ليس لأن الاحتلال يتجسس فهذه عادته ولكن لأنه يتجسس على نطاق واسع جدا كما قال رئيس البرلمان نبيه بري.

فكشف أمام النواب عن نشر العدو محطات تجسس على طول الحدود مع جنوب لبنان، محطات بحسب الرئيس بري مرتبطة بتل أبيب ومزودة بأحدث التقنيات.

أعلن وزير الاتصالات نقولا صحناوي للسفير أنه تبلغ أن الأبراج التي بناها الإسرائيليون على مقربة من الحدود مع لبنان تتيح لهم رصد كل ما يمر في الهواء من موجات وذبذبات وصولاً إلى خرق الكابلات الهاتف إذا كانت فوق الأرض ومعرفة ما يسري عبرها.

تشير إلى وجود منشآت على طول الخط الحدودي الممتد من منطقة الناقورة مروراً بميس الجبل وبوابة فاطمة والعديسة، وصولاً على بوابة مزارع شبعا والعباسية. المنشآت تتضمن أعمدة استقبال، رادارات وأجهزة تحليل معلومات إضافة إلى روبوتات أدخلت حديثاً إلى الخدمة، بديلاً من تمركز الجنود على الأرض وهي مجهزة بأحدث المعدات والآلات والتقنيات بحيث تغطي الساحة اللبنانية كاملة.

لهذه الأبراج مدى يغطي كل الجنوب اللبناني على نحو مباشر، إضافة على كونها تتخذ من صيدا بوابة الجنوب نقطة ارتكاز تقنية تستند غليها لتوسيع نطاق الاختراق التجسسي وبلوغ مساحات أخرى في العمق اللبناني، أما وظيفتها فتتشعب إلى محاور عديدة، منها تبادل المعلومات مع عملاء داخل الأراضي اللبنانية ويتواصلون عبر أبراج محددة مع الجهات الإسرائيلية المشغلة لهم، إضافة إلى التنصت على شبكات الاتصال الخلوية وعل الجيش اللبناني والقوى الأمنية واليونيفيل، وكذلك التحكم بطائرات التجسس والصواريخ واستخدام رادارات للمراقبة والرصد.

في هذه المحطات يا أخي، هي محطات منتشرة على طول الحد الفاصل ما بين إسرائيل وفلسطين المحتلة ولبنان، وهي منتشرة من مدينة الناقورة إلى مواقع شبعا أي بما يزيد عن 100 كلم، وعدد هذه المحطات يزيد عن 23 محطة لاسلكية، وهي أجهزة مع هذه المحطات هي أرضية مرتبطة بأجهزة اتصال إلى مراكز عمليات الجيش الإسرائيلي في جب الشيخ أو مزارع شبعا أو داخل فلسطين المحتلة في قلب إسرائيل أي في تل أبيب.
كثيرة هي المواقع العسكرية الإسرائيلية المقامة على طول الحدود مع جنوب لبنان ويبرز في هذا المجال موقع جل العلم الذي يعد أحد المراكز الأساسية للتجسس والتنصت على اتصالات اللبنانيين الهاتفية

موقع جل العلم الحدودي في الناقورة، يختصر ما كشفه الرئيس نبيه بري عن تحديث العدو لأجهزة التجسس على لبنان، أكبر مواقع العدو وأحدثها يتنصت يتجسس، يصور، ينذر، يخزن ويرسل، وبالتأكيد يشوش.

باختصار يمكن لهذه المنظومة الكاملة فعل أي شيء..

موصلين على محطات للخلوي تصول كل المكالمات التي تحكي في محطات الجنوب، يوصلوا على الشبكة على الستنرالات الخاصة بنا، المعلومات مشفرة ولكن يوجد عندهم أكيد التكنولوجيا لفتح الشيفرة وهم متقدمون في هذا، والأنتنات التي تسمى لوفكروانسي الموجات الواطية، أي أحد يتكلم هوائي مبدئياً يقدرون ان يسحبوه، يوجد رادار في شبعا معروف موجود في جبل الشيخ عالي كثيراً وقادرون أن يرصدوا كل شيء، ويمكن إذا ذبابة إذا تريد المشي ترصد.

كل الموجات وكل البث الذي يجري على موجات الصغيرة والعالية، طبعاً في منطقة الجنوب ولكن عدنا شك أن هذا الرادار خاصة الرادار الكبير يقدر أن يوصل لكل الشاطئ اللبناني.

هذا الموقع ليس يتيماً على طول الحدود فالمعلومات تشير إلى حملة تحديث شاملة حصلت خلال الأشهر الماضية، موقع العباد ثاني أهم المواقع المحدّثة كما تظهر هذه الصور. الصور أيضاً تظهر تحديثاً حاصلاً في موقع بيرانيت مقابل رميش، ثلاثة مواقع تختصر نطاق التجسس من الشرق إلى الوسط إلى الغرب، والنتيجة الساحة اللبنانية سماعة في الأذن الإسرائيلية.

وللإضاءة أكثر مشاهدينا على هذا الموضوع أرحب الكاتب والمحلل السياسي الدكتور نزيه منصور، أهلاً بك.

س: د. إذا ً الساحة اللبنانية سماعة في الأذن الإسرائيلية، كيف يمكننا بداية أن نفسر هذا النمط من التجسس الإسرائيلي على لبنان؟

ج: سوف أبدأ بمثل شعبي، تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي، المؤسف أن الحكومة اللبنانية وكل أجهزتها الرسمية وغير الرسمية أثارت هذا الموضوع وهو الذي مضى عليه سنين، ونحن تلك المنطقة نشاهد تلك الأونتنات وهذه الأجهزة ممتدة على طول الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، فإذاً من حيث التأخير والإهمال السياسي لإثارة الموضوع على المستوى الدولي وليس هكذا الضجة الإعلامية الداخلية حتى الآن لم يأخذ مسارها الطبيعي.

من الطبيعي أن العدو يعمل كل ما في وسعه ليتجسس علينا بالداخل اللبناني أو على الحدود اللبنانية، كونها حالة عداء وهناك هزائم لحقت بالكيان الصهيوني وحطمت أسطورته التي كانت تتحدث عن قوة العدو والجندي الذي لا يقهر، وإذ بهذا العدو يتحول إلى ألعوبة، إلى نكتة على المستوى العسكري في هذه المنطقة، وغذ به يقوم بكل هذه الأفعال التقنية المتقدمة دون أن تبادر الحكومة اللبنانية بكامل أجهزتها التقنية والعسكرية والمدنية حتى السياسية يعني كأنه فلكلور أكثر ما أراه هو هناك عمل جدي لاتخاذ أو لتعطيل هذه الأجهزة، ماذا قمنا به؟ مجرد وسائل الإعلام ولا أستبعد أن يأتي موضوع آخر وينهي هذا الموضوع بعد إثارة هذه الغبار في هذه المرحلة تحديداً في ظل الضياع السياسي اللبناني أثير هذا الموضوع.

سنتابع معك د. نزيه منصور...

التنصت الإسرائيلي على اتصالات اللبنانيين الهاتفية اتخذ عبر السنين أشكالا مختلفة . الحدود المشتركة بين فلسطين المحتلة ولبنان مكنت الاحتلال من تسهيل مهمته التجسسية هذه عبر مواقعه العسكرية المشرفة على أراضي لبنان وامتلاكه أجهزة التنصت المتطورة التي تزوده بها الولايات المتحدة الأميركية والغرب. واللافت أن الاحتلال الذي يعمل بمنظومة تجسسية دقيقة يقوم على الدوام بتجديد منشآته الحدودية مع لبنان

تقرير ... أكدت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن الكيان الإسرائيلي يعد الرقم اثنان في التنصت على العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية.

وأشار مراسل الصحيفة العسكري عمير ربابورت إن الكيان هو القوة العظمى الثانية في التنصت على العالم ويمتلك قدرات هائلة ووحدات عسكرية ومنشأت تقنية متخصصة تعمل في مجال التنصت والتجسس .

هنا الرصد والمراقبة البرية تتولاها وحدتان، وحدة يمام، أو وحدة استطلاع الجبهة، ووحدة شلداف أو وحدة استطلاع العمق، الوحدة ثمانية آلاف ومئتين، عمادها الرصد والتنصت والتصوير والتشويش، واهتماماتها الهواتف الأرضية أو النقالة وأجهزة اللاسلكي حيث يتم التنصت عليها بشكل دائم، مركزها الرئيس بغرب النقب جنوب فلسطين المحتلة وتعتبر أهم وأكبر قاعدة تجسس الكترونية صهيونية على البث الإذاعي والمكالمات الهاتفية والفاكس والبريد الإلكتروني في قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، فضلاً عن مواقع حدودية في تحديث مستمر منها موقع جل العلم في الناقورة جنوبي لبنان وهضبة الجولان وتعمل وحدة ثمانية آلاف ومئتين بشكل وثيق مع وحدة سيريت مدكال الأكثر نخبوية في عمليات الاغتيال، وتلعب دوراً مركزياً في جمع المعلومات الاستخبارية عبر زرع أجهزة تنصت وتصوير متطورة جداً.

كشف ضابط إسرائيلي في شعبة التنصت التابعة للموساد ألنقاب عن قيام جيش الاحتلال باستخدام الأقمار الصناعية لغرض التجسس على دول الجوار، وأن مستوى اعتماد تل أبيب خلال السنوات الثلاث الماضية على الأقمار الصناعية ازداد من مئة وخمسين بالمئة إلى مئتين بالمئة لمراقبة ما يجري في المنطقة.

وكانت شبكة الاتصالات الخلوية في جنوب لبنان تعرضت في يوليو تموز الماضي لعمليات تشويش منظمة من جانب مواقع الاحتلال الحدودية ولوحظ أن هذه المواقع التشويشية الإسرائيلية كانت على مرأى من مواقع قوات الأمم المتحدة على الحدود "اليونيفيل".

هذه الأنتنات مثل ما قلت لك هم على مرمى حجر من اليونيفيل، نرى في الصورة يوجد حتى الخط الأزرق، يعني الخط الأزرق الموجود قرب نقطة اليونيفيل وقربهم يوجد الأنتنات، هذا الرادار الذي أكلمك عنه وهذه الأنتنات الموجودة وموجهة بطريقة مباشرة على مراكز أو مواقع لشبكة الخلوي. هذا الرادار الهائل، عندنا هذا الشادر الموجود هنا يبين تحته بعض المراكز التي هي طبعاً مراكز للعمليات بشان تجمع المعلومات وتدقق بها.

إسرائيل التي قطع لبنان أذرعها في حرب عام 2006 زرعت آذانها على طول الحدود، لترصد همس اللبنانيين وتحصي أنفاسهم.

ويشكل تحدي وطنياً وإهانة ومساً للسيادة اللبنانية، كما تفيد المعطيات عند الكتلة أن أجهزة التجسس هي شديدة الحساسية والخطورة على أمن لبنان الوطني وعلى حرمة الخصوصية للمواطنين اللبنانيين الذين يستخدمون الهاتف أو الإنترنت أو اية وسيلة اتصال الكتروني.

أعمدت تجسس على حدود دولة أخرى دون أن يكون هناك أي رادع هذه تعتبر بكل القوانين الدولية يعتبر مشروع حرب.

من قال إن الحرب انتهت...

أرحب بك مجدداً د. نزيه منصور.. طبعاً الحرب مع الاحتلال الإسرائيلي لم تنتهي بعد، ولكن ألا ترى أن أعمال التجسس والتنصت على لبنان هي جزء من الحرب المستمرة على هذا البلد برأيك؟

ج: لا شك أن الحرب المستمرة بين لبنان والكيان الصهيوني هو من طبيعة أي عدوين أن يتجهزا بأفضل ما يكون وأحدث ما يكون من التقنية العالية كل لمواجهة الآخر. والمؤسف هنا في هذا المجال أن هناك في لبنان هناك حرب على المقاومة، وبدل من تدعيم المقاومة في ظل عدم إمكانيات الجيش اللبناني لمواجهة أحدث جيش في المنطقة هو الجيش الصهيوني نجد أن فريق من اللبنانيين بدلاً من أن يدعم المقاومة نراه يحارب المقاومة في شبكة متواضعة وهي من الوسائل البدائية، الشبكة الأرضية العائدة للمقاومة نرى هناك حملات إعلامية وسياسية حول شبكة المقاومة، إذاً هنا يجب المقارنة كيف الكيان الصهيوني يعمل كل ما في وسعه على المستوى الدولي والإقليمي والدعم والحصول على أحدث التقنيات العالمية في هذا المجال، ونحن ما زلنا نتحاور ونتناقش في موضوع شبكة أرضية بدائية متواضعة تعود للمقاومة، وهنا يتم إقفال طريق، وهنا يمنع مد شبكة، وإلى ما هنالك حول موضوع المقاومة. إذاً المقارنة بينما ما نحن عليه وما هو عليه العدو هناك فارق شاسع جداً، ولكن ما تملكه المقاومة من إرادة وقوة وإيمان هو الذي يتفوق على الكيان الصهيوني، من هنا نجد أن هذا الصراع القائم بيننا وبين العدو هو صراع ابعد ما يكون من هذه التقنية، خاصة أن صراع بين المقاومة والكيان الصهيوني ليست هي مدى تقدمية التقنية، المؤسف أن اللبنانيين وأن البعض من اللبنانيين هم صاروا في كنف الإدارة الأميركية ولم يخجلون بذلك، هم يصرحون بذلك علناً، من هنا نجد أن الصراع أنت لم تكن على صراع فقط مع العدو أصبحت مع صراع مع قسم من أهلك وأخوتك على الساحة اللبنانية.