ماهي المرحلة الثانية من أولويات سياسة إيران الخارجية؟

ماهي المرحلة الثانية من أولويات سياسة إيران الخارجية؟
الإثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٥:٠٠ بتوقيت غرينتش

إهتمت صحف طهران الصادرة صباح اليوم الإثنين 2013.012.02 بالعديد من الواضيع والتحليلات السياسية على الساحة المحلية، حیث نشرت صحيفة "مردم سالاري" مقالاً حول أهمية علاقات إيران مع دول الجوار.

الأولويات الثانية في سياسة إيران الخارجية
بداية تشير كاتبة المقال "فاطمة ذوالفقاريان" إلى أن: وصول الحكومة الـ11 إلى سدة الحكم والبرامج السياسية الداخلية والخارجية التي نظمت من قبل رئيس الجمهورية "حسن روحاني" تعتبر بشائراً لتحسين أوضاع البلاد ولقد سمعنا بعد مرور 100 يوم من عمل الحكومة، أنباء سارة خصوصاً في المجال الدبلوماسي للسياسة الخارجية.
إن مفاوضات جنيف وتوقيع الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة الدول (5+1) هي من الانتصارات الكبيرة لإيران في مجال السياسة الخارجية، وينبغي استمرار هذه الانتصارات في المجالات الأخرى وكذلك في التحركات الدبلوماسية الإقليمية، لاعادة إيران إلى موقعها المفصلي واللائق بها.
إن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى الكويت ومن ثم إلى سلطنة عمان تشير إلى اهتمام جهاز السياسة الخارجية للبلاد إلى الدبلوماسية الإقليمية والعلاقة مع دول الجوار، وإن موقع إيران الجيوسياسي ووقوعه على طريق الترانزيت إلى أوروبا قد ضاعف كثيراً من مكانته، وفي هذا المجال يمكن تقسيم بلدان الجوار إلى ثلاث مجموعات:
أولاً- دول الجوار الشمالية بما في ذلك تركيا وآذربيجان وأوزبكستان وأرمينا والتي تعرف بدول الجوار غير العربية، حيث أن إيران تستطيع من خلال تعزيز علاقاتها مع هذه الدول أن تقيم جسراً نحو الدول الغربية وبالتالي التأثير على تطورات الأحداث الإقليمية والدولية.
ثانياً- البلدان الواقعة إلى شرق إيران والتي كانت قبل عدة سنوات جزءاً من الأراضي الإيرانية، والتي لها الكثير من المشتركات الثقاقية واللغوية مع إيران، وينبغي الاستفادة من هذا الموقع وتطوير العلاقات الثقافية والاقتصادية والسياسية مع هذه الدول.
ثالثاً- الدول العربية والتي تتمتع بموارد نفطية وغازية كبيرة والتي تعتبر من أغنى بلدان المنطقة، والتي تعتبر من دول الجوار المهمة والمؤثرة، وينبغي لإيران مراعات الحذر في التعامل معها، على الرغم من انقسامها إلى قسمين مختلفين القسم الأول وهي تشمل على دول العراق والكويت والتي لها علاقة أفضل من السعودية ومصر مع الجمهورية الإسلامية في إيران.
ومما لاشك فيه أن العلاقات الدبلوماسية لدول الشرق الأوسط بعضها مع البعض لها تأثير عميق على أمن المنطقة والعالم، وفي هذا المجال يمكن الإشارة إلى:
* أن العلاقة الوثيقة مع الدول المجاورة سوف تؤدي إلى عدم السماح للأعداء الخارجيين في استخدام أراضي دول الجوار كقاعدة تهديد ضد بعضها البعض. وإن إيجاد قاعدة للعدو في المنطقة يمكن أن تشكل ضربة لأمن إيران.
* أن بناء صرح من العلاقات مع دول المنطقة سوف یزيد من التعاون الإقليمي بين الدول.
* أن نشر الاستقرار وفشل خطط الأعداء في إيجاد الأزمات تتحقق فقط، في ظل العلاقات الدبلوماسية الجيدة في المنطقة.
وأخيراً فإن زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى المنطقة تشير إلى أنها بعد حل القضية النووية، تعتبر الجولة الثانية من أولويات السياسة الخارجية في البلاد بهدف تمتين العلاقات مع دول المنطقة وحل أزمة الشرق الأوسط، كما وأن الأمن القومي الإيراني لايتحقق إلا في ضوء العلاقات السلمية مع دول المنطقة.