تسوية البرنامج النووي الإيراني ترعب ’اسرائيل’

تسوية البرنامج النووي الإيراني ترعب ’اسرائيل’
الإثنين ٠٢ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٥:١٨ بتوقيت غرينتش

"إسرائيل" مرعوبة من إمكانية اتفاق إيراني ـ أمريكي شامل بعد الاتفاق المبدئي بين ايران ودول 5+1 على تسوية للملف النووي الايراني تحفظ حق طهران بتخصيب اليورانيوم فوق أراضيها بنسبة خمسة بالمئة من دون ان تقوم الجمهورية الاسلامية بإغلاق أي مفاعل من مفاعلاتها ومعاملها النووية خصوصا معمل فوردو الذي شكل العقبة الكبيرة وطلبت فرنسا إغلاقه، وهذا المفاعل الذي تبنيه ايران يدخل حيز العمل خلال الربيع المقبل ويعمل على انتاج البلوتونيوم وهو يشتغل على تقنية (المياه الثقيلة).

أمريكا التي ترى انزعاج "إسرائيل" لا تريد إدارتها الحالية الدخول في مواجهة متعبة مع اللوبي الصهيوني في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين فضلا عن اللوبي الإعلامي اليهودي في امريكا ومجموعات الضغط المرتبطة بشركات تصنيع الأسلحة، ومن أجل تفادي هذه المجموعات تعمل واشنطن على توجيه إشارات تطمئن إسرائيل حتى تهدئ من روعها، وبالتالي تبعد شر اللوبي الصهيوني عن إدارة اوباما. وفي هذا المجال وجدت إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما أن قيام الجيش الأمريكي بمجموعة مناورات مشتركة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأشهر المقبلة يمكن ان يرضي بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي ويهدئ من روعه.

وتشير مصادر غربية إلى أن الولايات المتحدة وضعت جدولا زمنيا لمجموعة من المناورات والتمارين المشتركة بين الجيش الأمريكي والجيش الإسرائيلي خلال الأشهر المقبلة تحت عنوان "رسالة حازمة الى إيران". وتضيف المصادر الغربية نقلا عن جهات عسكرية إسرائيلية قولها "ان الجدول الزمني للمناورات سوف يبدأ بعد ستة أشهر بالتزامن مع انتهاء موعد الاتفاق المبدئي الذي وقعته إيران مع الدول الغربية".

وتنقل المصادر نفسها أن القرار الاستراتيجي الأمريكي ـ الإسرائيلي حاليا هو الاستمرار بالضجيج وقرقعة السلاح حيث ستجري مناورات اسرائيلية ـ امريكية ضخمة خلال شهر أيار/ مايو المقبل من أجل الحفاظ على قدرات "إسرائيل" القتالية لمحاربة إيران، كما تريد الولايات المتحدة الأمريكية ان تظهر لإيران ولـ"إسرائيل" انها على استعداد لاستعمال الخيار العسكري ضد إيران. ويقول مسؤول عسكري أمريكي إن الجو الذي سوف يثار هو أننا سوف نقوم باستعراض كبير للقوة.
وكانت الولايات المتحدة خفضت تجاربها العسكرية مع إسرائيل خلال العام الماضي على خلفية الخلافات حول سياسة الرئيس الأمريكي في التفاوض مع طهران حول ملفها النووي، تزامنا مع توتر في العلاقات بين الإدارة الأمريكية وحكام تل ابيب بسبب تصريحات نتنياهو المنتقدة لسياسة أوباما خصوصا التصريحات الأخيرة التي قال فيها ان اتفاقا نوويا مع ايران سوف يكون خطأ تاريخيا كبيراً"، مضيفا: "إننا مع الوقت الذي نحصل فيها على المزيد من التفاصيل حول هذا الاتفاق النووي نرى أمامنا كم هو خطر هذا الاتفاق على العالم والمنطقة و"إسرائيل"، ما استدعى ردا حازما من أوباما الذي اعلن في بداية الأسبوع الحالي ان الولايات المتحدة الأمريكية لا يمكن لها أن تغلق الباب الدبلوماسي.

وتجد "إسرائيل" في موقفها الحالي المعادي لإيران حليفا عربيا وإسلاميا هو المملكة العربية السعودية التي انتقدت بشدة الاتفاق بين إيران ودول 5+1 وتحدثت تقارير غربية الأسبوع الماضي عن تنسيق أمني وعسكري ـ إسرائيلي سعودي ضد إيران، ويتضمن هذا التنسيق سماح السعودية للطائرت الاسرائيلية بعبور اجوائها لمهاجمة إيران في إحياء لاتفاق سري قديم عقد بين البلدين في العام 1994 وكانت صحف غربية نقلت يوم الثلاثاء الماضي عن الأمير الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود قوله ان "إيران تشكل العدو الاكبر لبلده وهي تشكل الخطر الوحيد على امن السعودية وأمن إسرائيل". 

*العهد - باريس ـ نضال حمادة