ايران واولوية اقامة علاقات طيبة مع الجيران

ايران واولوية اقامة علاقات طيبة مع الجيران
الثلاثاء ٠٣ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٦:٢٨ بتوقيت غرينتش

قام وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف خلال الاسبوع الجاري بزيارة كل من الكويت وسلطنة عمان وقطر والتقى المسؤولين فيها وسلمهم رسائل من الرئيس الايراني حسن روحاني تؤكد على تعزيز العلاقات مع دول الجوار.

وأدلى وزير الخارجية بتصريحات خلال وبعد الزيارة اعتبر فيها أن العلاقات الطيبة مع دول المنطقة هي من أولويات طهران، وأن جولته في دول الخليح الفارسي تأتي لنقل رسالة صداقة من ايران.
وشدد ظريف لدى لقائه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة على دعم العلاقات مع دول الجوار، وقال: إن علاقات البلدين ستدخل مرحلة جديدة، مشيرا الى أن المستقبل المشترك يجمع دول المنطقة وان اساس الثقة والتعاون سيصبح قويا في ظل السعي لدعم العلاقات الثنائية والتعاون الاقليمي.

وتأتي زيارة وزير الخارجية الايراني الى ثلاث دول في الخليج الفارسي بعد التوقيع على الاتفاق النووي بين طهران ودول مجموعة 5+1 وترحيب العديد من دول المنطقة بالاتفاق واعلن وزير الخارجية الايراني بانه ينوي زيارة دولة الامارات قريبا .
وكان محمد جواد ظريف قد أعلن بعد التوقيع على الاتفاق النووي بانه سيزور الدول العربية في المنطقة لشرح موقف ايران بعد الاتفاق ورغبة بلاده بتعزيز علاقاتها مع البلدان العربية في الخليج الفارسي نظرا لوجود نقاط مشتركة وضرورة الاعتماد عليها وردم الهوة والحيلولة دون حدوث خلافات.

وترى مصادر ايرانية بأن طهران كانت وما تزال تريد إقامة افضل العلاقات مع الدول العربية المجاورة وهذا يتطلب تعزيز الثقة بين الجانبين وان طهران لديها الارادة لهذا الامر وعلى الطرف الآخر ان تكون له الارادة في الاستجابة لحسن النوايا الايرانية خاصة وان الظروف تتطلب من دول المنطقة التعاون والتفاهم المشترك.

وكانت ايران قد اكدت في الماضي على ضرورة تعزيز العلاقات مع دول الخليج الفارسي وتواصلت مع المسؤولين فيها من اجل ازالة اي سوء فهم في العلاقات الثنائية ، لان التفاهم والتعاون هما السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة وامنها.

فالاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى قد واجه ردود فعل متفاوتة من دول الخليج الفارسي وكان امير قطر الجديد الشيخ تميم قد اعتبر اتفاق جنيف بين ايران ومجموعة 5+1 بانه انجاز كبير بالنسبة لايران، وقال: نطمح الى وجود ايران مقتدرة في المنطقة.

واشار امير قطر الشيخ تميم ال ثاني في لقائه وزير الخارجية الايراني في الدوحة الی ان ایران وقطر لدیهما مشترکات واسعة وقال ان وجود علاقات متینة مع ایران يصب لصالح قطر وان اي اختلاف لاینبغي ان یحول دون هذا الامر، نظرا الى ان قطر لیست لدیها أي مشکلة تاریخیة مع ایران.

كما بحث وزير الخارجية الايراني مع نظيره القطري خالد بن محمد العطية العلاقات الثنائية ومجالات التعاون بين البلدين فضلا عن مستجدات الاوضاع في المنطقة ومن بينها سوريا ومصر ولبنان.
واكد الجانبان على ضرورة ايجاد حلول سياسية وسلمية للمساعدة على تسوية الازمات والمشاكل في المنطقة واستمرار المشاورات الثنائية والمتعددة الجوانب.

فالدول العربية في الخليج الفارسي التي زارها محمد جواد ظريف هذا الاسبوع اظهرت استعدادها لتعزيز العلاقات الثنائية معتبرة ذلك مقدمة لاستقرار المنطقة وامنها، وقد ابدى وزير الخارجية الايراني رغبته في زيارة باقي دول المنطقة ومنها السعودية، على ان ترتب الزيارة بين البلدين، خاصة وان السعودية تعتبر احدى الدول المهمة في المنطقة وان تعزيز العلاقات بينها وبين ايران سيساعد على حل العديد من القضايا المتأزمة في المنطقة.

الاتفاق النووي بين ايران ودول مجموعة 5+1 قد قطع الشك باليقين لدى بعض دول المنطقة التي كانت تراهن على تازم الاوضاع ، وما كانت تروج له "اسرائيل" من اشاعات حول الهجوم على ايران بذريعة سعيها لامتلاك قنبلة نووية، وقد اثبتت الاحداث ان ايران هي عامل توازن في المنطقة وليس عامل توتر، فجميع الرهانات على اضعاف الدور الايراني سقطت وخرجت ايران بعد الاتفاق النووي اقوى من الماضي، وان العديد من البلدان، ستضطر الى اعادة النظر في سياساتها تجاه ايران بعد الاتفاق.

ان اعادة نظر بعض دول المنطقة في سياساتها تجاه ايران، ستواجه بترحيب ايراني خاصة وان ايران ابدت حسن نية تجاه جميع دول المنطقة بلا استثناء، وهذا سوف ينعكس على مستقبل المنطقة ايجابيا، وسيكون ذلك في صالح جميع دول المنطقة التي لا بد ان تتعايش معا وتواجه التهديدات الاجنبية معا.

شاكر كسرائي