تصاعد القلق السعودي في الشرق الاوسط

تصاعد القلق السعودي في الشرق الاوسط
الإثنين ٠٩ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٤:٤٣ بتوقيت غرينتش

تناولت الصحف الايرانية الصادرة صباح اليوم الاثنين بطهران، عددا من القضايا العربية وقضايا الشرق الاوسط، صحيفة "رسالت" خصصت احدى مقالاتها لبيان تصاعد القلق السعودي في الشرق الاوسط.

تصاعد القلق السعودي في الشرق الاوسط

أشار الكاتب "حسين ياري" في مقالته إلى ان فشل الرياض سياسيا في الشرق الاوسط، سيما في العراق وسوريا، ادى الى شعور آل سعود بالفشل المطلق في المعادلات الاستراتيجية والتكتيكية في المنطقة.

ان هذا الشعور وفي مثل هذه الظروف قد ضاعف بشدة من مؤشر الضعف السعودي في المنطقة. كما وان السعودية ترى اميركا في الوقت الراهن بانها لم تعد شريكا موثوقا به في المنافسات في الشرق الاوسط، مما يثير تكهنات بشان تعامل السعودية مع قوى دولية بديلة اخرى مثل روسيا، الا انها في نفس الوقت تشعر بالخوف والقلق من هذا التوجه المحتمل.

ان انتصار المقاومة الاسلامية في لبنان امام العدوان الصهيوني، في حرب الثلاثة والثلاثين يوما في تموز/ آب عام 2006 قد خلط الاوراق السياسية والامنية لحلفاء اميركا في الشرق الاوسط، حيث اثار في اذهان هذه الدول الشعور بالاذلال والفشل والهزيمة، وخصوصا في السعودية ومصر.

ان الرياض كانت لها تعاون وثيق مع اجهزة الاستخبارات الاميركية والصهيونية في حرب الـ 33 يوما الا انها لم تنجح في اداء دور عامل مساعد مطمئن للغرب في تسريع سياساته في المنطقة. بعبارة افضل ان الرياض لم تحقق اية نتيجة من محاولاتها المحمومة للقضاء على المقاومة الاسلامية في لبنان في حرب الـ 33 يوما، وفي النهاية ضاعف من قوة حزب الله وحركة 8 مارس في بيروت.

كما ان السعودية فشلت في عام 2007 من اثارة نار الفتنة واشعال نار الحرب الداخلية في لبنان ايضا، ولم تتمكن من ادارة الملف السياسي اللبناني بما يحقق لها اطماعها في هذا البلد.

ان هذا الفشل ادى اخيرا الى فقدان السعودية الساحة اللبنانية والشرق الاوسطية في وقت واحد، امام تنامي الدور القطري في المنطقة.

كما يمكن ملاحظة اثار فشل الرياض في الازمة السورية على سياساتها الاقليمية وانحسار دورها في الشرق الاوسط بصورة كبيرة.
فمن ناحية ان آل سعود يعيشون هذه الايام اصعب ايامهم، حيث ان مشكلة تعيين خليفة للملك السعودي وتقسيم السلطة بين ابناء الملك عبد العزيز، ومن ناحية اخرى فان عجز الرياض في ادارة توجيه التطورات في الشرق الاوسط ادى الى خلق نوعا من الازمة الاقليمية والسياسية للسعودية وضاعف من قلقها على الساحة الاقليمية بشكل كبير جدا، وان هذه الازمة ليست حالة مؤقته مما يعزز من قلق آل سعود.

وأنهى المقال بالاشارة إلى ان قضية الوضع الداخلي لآل سعود قد بث القلق في نفوس المسؤولين، لاسيما وان في الظروف الحالية التي يمكن فيها مشاهدة حالة من الاختلافات الداخلية بين افراد العائلة الحاكمة وتنامي الغضب الجماهيري في السعودية.