الاتفاق النووي ردع للعدوان الصهيواميركي ضد المنطقة

الثلاثاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٧:٠٦ بتوقيت غرينتش

بيروت -10-12-2013– اكد وليد محمد علي رئيس مركز باحث للدراسات، ان انعكاس الاتفاق النووي بين ايران والدول الست، من شأنه ان يعيد الامور الى نصابها الحقيقي في منطقة الشرق الاوسط، لردع عدوان وانحياز الولايات المتحدة الى كيان الاحتلال الاسرائيلي، مشيراً الى ان واشنطن في الاتفاق النووي قدمت مصالحها على مصالح الكيان الاسرائيلي.

وقال محمد علي في حديث لقناتنا الثلاثاء: ان هناك تناقضاً اساسياً ما بين شعوب المنطقة العربية والاسلامية، وكيان غريب زرع في هذه المنطقة، ورأى ان التغيير سيكون استراتيجياً في ظل انعكاس اتفاق جنيف النووي.

واضاف، كان القرار الاميركي تجاه منطقة الشرق الاوسط يصنع في تل ابيب ومن قبل مراكز الحراك الاسرائيلي في نيويورك، وعلى ضوء المتغيرات العميقة التي جرت اصبح القرار الآن الاميركي يصنع في اميركا.

واشار الى ان الموافقة المبدئية على الاتفاق النووي الايراني من قبل الادارة الاميركية رغم رفض حكومة الكيان الاسرائيلي، يؤكد ان القرار الاستراتيجي تجاه المنطقة لم يعد يصنع في تل ابيب ولا في دوائر الحراك الاسرائيلي في نيويورك، وانما يصنع في واشنطن، مشدداً على ان هذا المتغير سيؤثر تأثيراً كبيراً على مجمل اوضاع المنطقة.

وأعرب الباحث محمد علي، عن اعتقاده بان الادارة الاميركية لن تخضع للاملاءات الاسرائيلية وستراعي هذا وتأخذ بعين الاعتبار ان تجعل نوع من القبول الاسرائيلي ببعض التطمينات، لكن بالجوهر فان قرارات الادارة الاميركية في هذا الاتفاق اخذت مصلحة الولايات المتحدة اولاً قبل مصلحة الكيان الاسرائيلي، مشيراً الى انه سابقاً كانت القرارات المتخذة تجاه الشرق الاوسط تقدم اولاً مصلحة الكيان الاسرائيلي قبل مصلحة الولايات المتحدة، موضحاً انه في الاتفاق النووي كان الاولولة لمصلحة الولايات المتحدة وليس لمصلحة "اسرائيل" دون تغييب مصلحة الاخيرة.

وقال محمد علي: ان تأكيد ايران رفضها للسلاح النووي امر بحت ونهائي، موضحاً ان ايران لا تريد سلاحاً نووياً وهي ليست بحاجة اليه، لاسباب متعددة اولها، في السبب الشرعي بان السلاح النووي هو سلاح ابادة جماعية، والابادة الجماعية امر محرم وفق الديانة والعقيدة التي تؤمن بها القيادة الايرانية "اما اخو لك في الدين واما نظير في الخلق" والاسلام جاء رحمة للعالمين وليس ابادة للعالمين، ولا هي بحاجة ايضاً في زاوية تكتيكية لهذا السلاح.

واوضح، ان الطبيعة الجغرافية للكيان الاسرائيلي وتداخلها مع الفلسطينيين والدول العربية، يجعل استخدام السلاح النووي ضد هذا الكيان امر من الحماقة، والتجربة اثبتت انه من اجل هزيمة الكيان الاسرائيلي وتصفيته ليس بحاجة الى سلاح نووي، مستذكراً بذلك تجربة صواريخ تموز 2006 وتجربة صواريخ غزة 2009 و2011 و2012.

وشدد على ان الكيان الاسرائيلي لاتستدعي مواجهته لا سلاحاً نووياً ولا جيشاً كلاسيكياً، موضحاً ان طبيعة الصراع مع هذا الكيان على طريقة زوال الكيان وليست ازالته تستدعي تعميق المقاومة الممتدة زماناً ومكاناً لمواجهته، مشيراً الى ان القيادة الايرانية تتقاطع الى حد كبير مع هذه الرؤية، وهي لاتقوم بمواجهة الكيان الاسرائيلي بالمعنى الكلاسيكي التقليدي، فهناك تجربة تمت تجربتها منذ اجتياح عام 1982 والى ايامنا هذه، اثبتت ان نقطة ضعف الكيان هو مواجهة حرب الشعب الممتد، لذا كانت فكرة الجيل الرابع للحروب لتدمر طاقات الشعوب العربية لمنعها من صراع حرب الشعب الممتد لمواجهة الكيان الاسرائيلي.

ورأى ان الاتفاق النووي يمكّن ايران من قفزة تكنولوجية وتقنية وقفزة في التمكن من عوامل القوة والتي لا تشمل القوة الذرية، معتبراً ان امتلاك السلاح الذري نقطة ضعف وليست نقطة قوة، مؤكداً ان هناك موقفاً خليجياً موحداً باتجاه الاتفاق النووي التي رحبت به باستثناء السعودية التي كان لها موقف سلبي.

وحول التهديد الاسرائيلي بضرب ايران، قال ان كل قيادات الكيان الاسرائيلي تؤكد عدم قدرة "اسرائيل" على توجيه ضربة مؤثرة لايران، بالعكس فان الخسائر التي تلحق بالمحتل ستفوق بطريقة غير متناسبة ما يمكن ان تحققه "اسرائيل" من انجازات، وان لا تأثير سلبي لا من الكيان الاسرائيلي ولا من السعودية على الاتفاق النووي، مشدداً على ان الولايات المتحدة اعادت صناعة القرار في منطقة الشرق الاوسط الى واشنطن.
12/10- tok