الفرنسيون ينتقدون تدخل بلادهم في افريقيا الوسطى+فيديو

الخميس ١٢ ديسمبر ٢٠١٣ - ١٠:٠٢ بتوقيت غرينتش

باريس (العالم) ‏12‏/12‏/2013 - بدأت النخب السياسية والثقافية في فرنسا بالانقسام إزاء تدخل بلادهم في افريقيا الوسطى، ويرى معظم الفرنسيين أن تدخل باريس العسكري لن يحقق مكاسب سياسية أو أمنية.

ونزل خبر مقتل الجنديين الفرنسيين في مستنقع النزاع الطائفي في افريقيا الوسطى كالصاعقة على الفرنسيين، بعد خمسة ايام فقط من اجتياح القوات المسلحة الفرنسية هذا البلد الأفريقي الهش، ومع ذك يصر الرئيس الفرنسي على مواصلة المغامرة.

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في تصريح: "العملية العسكرية ستتواصل، نعم ستتواصل وستلتحق بوحداتنا العسكرية قوات افريقية كثيرة العدد، وستلقى هذه القوات دعم قواتنا وبالقياس مع النتائج المحققة سنرتب انسحابنا، لكن الحقيقة الوضعية صعبة".

ويبدو أن هذا التدخل العسكري الفرنسي في أفريقيا الوسطى لا يحظى بأية شعبية تذكر، خاصة وأن فرنسا وجدت نفسها بمفردها بالرغم من التفويض الدولي الذي حصلت عليه.

وقال مواطن فرنسي لمراسلنا: "في تقديري ان النظاع الطائفي في هذا البلد سيستمر، ولا يمكن احتواءه في مدة قصيرة، وسيكون لهذا التدخل العسكري انعكاسات خطيرة على مستوى مختلف الاثنيات، واعتقد انها ستكون اخطر على المستوى الديني". 

وبالرغم من الصعوبات التقنية التي تواجه العملية العسكرية الجارية، وفضلا عن العدد القليل للجنود الفرنسيين في بلد يفوق مساحة فرنسا بكثير وجنود أفارقة عديمي المهنية تقريبا، فإن إخماد نار الفتنة بين أبناء أفريقيا الوسطى ليس متاحا الآن، وستبقى الأقلية المسلمة المستهدف الأول.

وقال الخبير في الشؤون الفرنسية والأفريقية روني نبعا لقناة العالم الإخبارية: "ان التواجد العسكري الفرنسي سيشجع مسيحيي بانغي على ارتكاب مزيد من المجازر، إن فرنسا منفصمة مع ذاتها، فهي تدعم الجهاديين هنا في بلد يدعي العلمانية، وهناك في بانغي تدعم نظاما مسيحيا، وستكون الاقلية المسلمة الضحية الاولى".

وبالرغم من محاولات رئيس الحكومة الفرنسي جون مارك إبرولت التقليل من الانتقادات للجوء بلاده للقوة العسكرية، شنت وسائل الإعلام الفرنسية سيلا من الانتقادات لما وصفته بالتهور الفرنسي، على شاكلة صحيفة لوكانار أونشينه، التي وصفت التدخل العسكري الفرنسي في أفريقيا الوسطى بالمهمة المستحيلة، منتقدة العزلة الدولية المتكررة لفرنسا، فيما نشرت كاريكاتورا متهكما يقول فيه الزعيم الأفريقي الراحل مانديلا: إني أغادر الحياة مطمئنا، فأفريقيا في أياد أمينة.

ويرى مراقبون أن تدخلات فرنسا العسكرية المتتالية افريقيا وعربيا هو مؤشر قوي على التخبط الذي باتت تعيشه فرنسا في سياستها الخارجية، مع عدم قدرتها على اقناع حلفائها التقليديين بنزعتها العسكرية هذه.

AM – 12 – 11:06