ايران.. اياكم ان تغضبوها!

ايران.. اياكم ان تغضبوها!
السبت ١٤ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٦:٤٨ بتوقيت غرينتش

بعد التوقيع على الاتفاق النووي في جنيف صبيحة الرابع والعشرين من تشرين الثاني ـ نوفمبر الماضي بين ايران والدول الست الكبرى، كنت افكر في نقل صورة ردَ فعل الايرانيين على الاتفاق.

لم تسنح الفرصة او ربما أهملته بعد مضي اسبوع واكثر على الحدث، لكن توالي التصريحات والمواقف وشد الحبال بين الجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة خلال الايام القليلة الماضية، دفعني الى استنهاض الفكرة السابقة، ولابين حقيقة غائبة قد يجهلها كثيرون خارج ايران بسبب قصف العقول الذي يقوم به البعض كجزء من الهجوم الاعلامي ضد ايران، وهي مدى ثقة الايراني بالاتفاق النووي والغرب الذي وقع عليه؟

 

لاشك ان الاتفاق(صفقة القرن) افرح الایرانیین، واقصد بالایرانیین هنا الغالبیة العظمی من الشعب.. افرحه لأسباب متعددة، یمكن تلخیصها بثلاث نقاط رئیسیة، هي:

1- ان الذي اصرّ علیه الایراني علی مدی عشر سنوات كحق وطني ولم یختلف علی خطوطه العامة محافظ او اصلاحي او آخرون، تحقق بفضل الاتفاق.. فبعد ان كان الغرب یرفض مجرد بناء مفاعل بأیدي اجنبیة في ایران لأنتاج الطاقة الكهربائیة، اصبح یعترف بحق ایران في التخصیب علی اراضیها!


2 - یفتح الاتفاق آفاق العالم امام الایرانیین ولكي یتحركوا علمیاً واقتصادیاً وثقافیاً وسیاسیاً في المنطقة والعالم كأصدقاء لایعادیهم احد، وبالتالي یتحول منطق العداء الی منافسة في اسوء الحالات.


3 - یحسن الاتفاق من الوضع الاقتصادي في الداخل ویقلل من نسبة التضخم من خلال رفع الحظر الذي تواجه ایران بشكل لم یسبق له مثیل خلال السنوات الاخیرة، وبالتالي الأمل برفاه اكثر وتنمیة علی شتی الصعد والمجالات.

 

لكن الاتفاق لم یرحب به البعض هنا، لسببین:
1- عدم الثقة بالغرب وخاصة امیركا، فالذئب لا یمكن ان یتحول الی حمل ودیع بین عشیة وضحاها، والتجربة الایرانیة مع الشيطان الاكبر طویلة في هذا المجال.
2 - رفض التعامل مع العدو(الامیركي والغربي) بأي نحو والاصرار علی المواجهة مهما  كلف الثمن، واصحاب هذا الرأي یستدلون علی قدرتهم في ليّ ذراع امیركا المنهكة اقتصادیاً وعسكریاً وكسب المزید من الامتیازات منها.

 

واذا كان القسم الاول یری في الامیركيين نوع من العقلانیة احیاناً، فإن القسم الثاني(بشقیهم) یراهنون علی الغباء الامیركي الذي یتفنن احیاناً في احراق الفرص والاضرار بمصالحة.. ألم یفوّت الامیركيون فرصة ما بعد 11سبتمبر 2001 واسقاط حكومة طالبان في افغانستان نوفمبر العام نفسه وجعلوا ایران ضمن "محور الشر" الذي ادعوه!


وللاسف فإن الامیركیین بخطوتهم الاخیرة في اضافة أسماء الی قائمة الشركات والاشخاص المحظورین من التعامل مع ایران، سیزیدون من عدم ثقة الایرانیین بهم ویدفعون بالمعتدلین ایضاً نحو التشدد في المسألة النوویة، وما تحدي رئیس البرلمان الایراني الدكتور علي لاریجاني الامیركيين بالجراة على نقض اتفاقهم النووي الاّ تعبیر عن مدی الغضب الایراني من الخطوة الامیركیة، وتهدید لكل المنطقة والعالم بأنكم لم تعرفوا ایران الى الأن.. فایاكم وإغضابها....


تصریحات لاریجاني من قبله بروجردي رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان، جاءت مدعومة بتصریحات قادة الحرس الثوري حول تنازلات الدبلوماسیین الایرانیین في المفاوضات ودقة اصابة الصواریخ الايرانية وكیف سیجعلون من الخلیج الفارسي جهنماً للمعتدین..!

مروة ابو محمد