الخروج من سياسة الدفاع!

الخروج من سياسة الدفاع!
الإثنين ١٦ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٤:٣٤ بتوقيت غرينتش

تناولت الصحف الإيرانية الصادرة بطهران صباح الیوم الإثنين 2013.12.16 العديد من الموضوعات الإقليمية والدولية، وخصصت صحيفة "حمايت" افتتاحيتها لتناول موضوع خروج المعسكرين الشرقي والغربي من سياسة الدفاع إلى سياسة الهجوم.

الخروج من سياسة الدفاع!
بداية يقول الكاتب "قاسم غفوري" إن المنافسة وحتى المواجهة بين الشرق والغرب بزعامة روسيا وأميركا، تعتبر من المسائل المهمة في النظام الدولي، والتي يمكن مشاهدة نتائجها في جميع المعادلات الدولية.
ولم تنحصر هذه المنافسة في المجالات الثنائية أو في منطقة خاصة، بل إنها تجري في أي جزء من العالم. ويمكن مشاهدة مبدأ واضح في ساحة المنافسة العالمية بين الشرق والغرب، وهو أن أطراف هذا الصراع تحول إلى صراع علني وعام بحيث أن كل طرف يسعى أن يثبت قوته ويفرض سيطرته على الطرف الآخر.
ويمكن مشاهدة نموذجاً لهذا الصراع، في التحولات السورية والأحداث الأخيرة في أوكرانيا وشرق آسيا.
وتابعت الافتتاحية: إن الموقف الحازم للصين وروسيا حيال التطورات السورية أرغم الغرب على التراجع بحيث أن هذا الملف يطوي مسيرته وفقاً لرأي الشرق كما وأن قبول الغرب بانعقاد مؤتمر جنيف 2 يمكن اعتبارها نصراً لسياسات الصين وروسيا.
في المقابل فإننا نشاهد في غرب البلقان موقفاً رسمياً للغرب يتمثل بالمطالبة بإسقاط حكومة "يانوكوفيتش" بحيث أن وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي "كاترين آشتون" إنظمت في العاصمة كييف خلال زيارة لها، لجموع المتظاهرين وأعلنت دعم الاتحاد الأوروبي لهم، في حين أن البيت الأبيض دعا من جانبه إلى تحقيق مطالب الشعب وأثار بصورة غير مباشرة قضية سقوط الحكومة الأوكرانية.
وعلى الرغم من أن هذه المواقف تتخذ في الظاهر حيال أوكرانيا، إلا أنها في الحقيقة مبادرة ضد روسيا لأن الحكومة الأوكرانية تعتبر من الحلفاء المقربين لروسيا وان تغييرات الأوضاع في أوكرانيا تعني في الواقع تقويض مكانة روسيا على الساحة الدولية.
أما في شرق آسيا فإن أميركا أعلنت صراحة عن وقوفها أمام الصين وأشارت إلى عدم قبولها إعلان الصين عن إقامة منطقة حظر جوي على بحر الصين الشرقي. وفي هذا المجال أعلنت أميركا بصراحة عن مقابلتها للصين وتحاول أن ترغم هذا البلد على التراجع عن مواقفه.
وختاماً فإن هذه التطورات تشير إلى وجود منافسة شديدة بين روسيا والصين من جهة وأميركا وأوروبا من جهة ثانية، ويسعى كل طرف إلى فرض قوته وسيطرته على الطرف الآخر، وسيؤدي بطبيعة الحال إلى تشديد التوترات العالمية.