البحرین.. "عید" الجلوس على جماجم الشهداء!

البحرین..
الأربعاء ١٨ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٨:١٠ بتوقيت غرينتش

بین ما یریده الحاكم المستبد وما یطالب به الشعب الثائر مسافة كبیرة، بعیدة ببعد وقدم شعب دلمون وجذوره الضاربة في التاریخ..

شعب یطمح الی السیادة علی ارضه وتحریر نفسه من هیمنة وظلم وغلبة بالسیف، وحاكم لا یزال یمسك بمقبض سیفه المتصدئ وقبیلته التي نزح عنها قبل قرنین من الزمن.. تذكر في زمن الغربة ونبذ أهل البلاد له، أهله الذین هرب عنهم بإتجاه الساحل الملئ باللؤلؤ متخلصاً من حیاة البداوة، فأعلن في "عید" جلوسه حنینه للإتحاد معهم والعودة الى احضانهم مرة اخرى!

وماذا یعني ان یكون للحاكم "عید" وللشعب "عید" آخر...؟!!

عید الحاكم هو الیوم الذي احكم فیه قبضته علی السلطة ولم یرحم بأبیه الشیخ الذي لم یرحم بدوره بمن سبقه.. ذریة يغدر بعضها ببعض من أجل السلطان وفق منطق: " لو نازعتني فیه لأخذت الذي فیه عینیك!" بهذا المنطق یحتفل الحاكم في البحرین...
 

وعید الشعب.. تخلید لذكری شهداءه الذین سقطوا علی مذبح الحریة دفاعاً عن حریتهم التي اغتصبها وصادرها صاحب "عید" الجلوس وعشیرته علی عقود من الزمان...

عید الجلوس یعني اختزال البلاد في شخص لا تریده اغلبیة الشعب الذي يهتف علی الدوام بوجهه "یسقط حمد"، یعني ان الانسان في البحرین لا كرامة له الاّ اذا صفق للكرسی الذي یجلس علیه الحاكم!

وعید الشهداء یعني ان قیمة الانسان تنطلق من مدی ارتباطه بالارض والآخرین، قیمة الانسان في ان یحیی لغیره ویموت لغیره من ابناء هذا الوطن، ولذلك یكرم وتخلد ذكری تضحیته بوجه الكرسي الظالم.

شعب البحرین ینتظر اللحظة التي تنتهي فیها سلطة الحاكم وأعیاده،لیبقی للانسان في تلك الارض المعطاء عید واحد، هو الحریة والتحرر والخلاص من ظلم النظام والاحتلال السعودي الوهابي البغیضين...

مروة ابو محمد