السلفيون والصهاينة، أهداف مشتركة

السلفيون والصهاينة، أهداف مشتركة
الأحد ٢٢ ديسمبر ٢٠١٣ - ٠٨:٠٣ بتوقيت غرينتش

يستغل الصهاينة الوضع المتأزم في الشرق الاوسط وقيام الجماعات السلفية المتطرفة في العديد من البلدان العربية بعمليات اضطهاد وتهجير المسيحيين في سورية والعراق ليذرفوا دموع التماسيح عليهم ، ويعلنوا بانهم مستعدون لاستضافتهم مؤكدين بان المسيحيين العرب يحظون بالحرية الدينية وبالمساواة في مكان واحد فقط في الشرق الاوسط ، وهو "اسرائيل".

ففي مقال نشر في صحيفة يديعوت احرونوت يوم 19 ديسمبر الجاري علق الكاتب غي بخور على اضطهاد المسيحيين في الدول العربية مشيرا الى ان المسيحيين في سوريا والعراق اجبروا على النزوح بسبب عمليات اضطهاد قام بها سلفيون متشددون. ويتكهن كاتب المقال ان لا يبقى في نهاية هذا العقد عرب مسيحيون في شمال الشرق الاوسط بسبب سيطرة السلفيين المتشددين في العديد من دولها.
فالمتشددون في سوريا يقومون الان باضطهاد المسيحيين ، وما احتلالهم بلدة معلولة واحتجازهم راهبات دير مار تقلا للروم الارثودوكس، الا دليل على عدم تسامحهم الديني وتعصبهم الأعمى وجهلهم بتعاليم الاسلام الحنيف .
فالمسلمون يدينون تصرفات السلفيين المتشددين ضد المسيحيين في سوريا وفي العراق وفي اي بلد عربي واسلامي ويدعون كافة الدول والجماعات التي تزودهم بالمال والسلاح ان يكفوا عن تمويلهم ودعمهم .
فكاتب المقال يحذر المسيحيين من مصير اسود ينتظرهم في الشرق الاوسط ويقترح عليهم الانضواء تحت السيادة اليهودية ويقول :"إنه اذا انتقلت السيادة ذات يوم على الاماكن المقدسة في القدس الى السلطة الفلسطينية فستنشب هناك في خلال وقت قصير الحرب الدينية الدائرة رحاها في الدول العربية كلها ولن يستطيع لا اليهود ولا المسيحيون أن يزوروا ذلك المكان كما يحدث في سوريا في الاماكن المقدسة للمسيحيين،  فتحت السيادة اليهودية فقط يمكن حرية العبادة للجميع، وتحت السيادة اليهودية تبقى حرية العبادة ايضا ".
فالكاتب لا يشير الى اضطهاد الصهاينة للمسلمين  والمسيحيين من ابناء الشعب الفلسطيني في الاراضي الفلسطينية المحتلة وتهجيرهم وطردهم من اراضيهم واحتلال مدنهم وقراهم، بل انه يذرف الدموع على المسيحيين الذين يتعرضون للارهاب من جانب الجماعات السلفية التكفيرية في سوريا حاليا وما كان يعاني منه المسيحيون من اضطهاد في العراق بعد سقوط صدام وقيام الجماعات التكفيرية هناك باضطهاد المسيحيين واجبارهم على النزوح .
فالجماعات التكفيرية التي قامت باضطهاد المسيحيين في كل من العراق وسوريا ، قامت في نفس الوقت باضطهاد المسلمين من الذين لم يقبلوا افكارهم وآراءهم المتشددة والمتطرفة. وما الجرائم التي يقوم بها التكفيريون ضد المسلمين يوميا في سوريا والعراق وباكستان وافغانستان تحت ذريعة انهم لا يتبعون افكارهم واراءهم، الا دليل على تعصبهم الاعمى ومعاداتهم للانسانية  .
فالجماعات التكفيرية السلفية تشترك مع الصهاينة في اضطهاد من لا يؤمن بافكارها وآراءها وها هم الصهاينة يواصلون اضطهادهم المسلمين والمسيحيين في الاراضي الفلسطينية وما مقال الكاتب الصهيوني الا دعاية مجانية للصهاينة ، لا اساس لها. فالمسيحيون في الاراضي الفلسطينية المحتلة يعانون الاضطهاد مثلما يعاني الفلسطينيون المسلمون هناك.
فالصهاينة الذين جاءوا من شتى انحاء العالم وسكنوا أراضي فلسطين المحتلة ، يضطهدون المسلمين والمسيحيين ولا يفرقون بين مسلم ومسيحي ، وما مقال صحيفة يديعوت احرونوت الا دعاية مجانية  للصهاينة الذين يستغلون اضطهاد المسيحيين حاليا في سوريا ليثبتوا انهم اكثر حرصا على المسيحيين ويدعوهم الى الهجرة الى فلسطين المحتلة  لينضووا تحت لواء الصهاينة المحتلين .

* شاكر كسرائي