الفاتيكان يصلي لأجل السلام في سوريا, وعواصم التكفير لأجل خرابها!

الفاتيكان يصلي لأجل السلام في سوريا, وعواصم التكفير لأجل خرابها!
الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٣ - ٠٧:٤١ بتوقيت غرينتش

بالامس استجاب العالم المسيحي الى دعوة قداسة البابا فرنسيس للصوم والصلاة لأجل السلام في سوريا, وترأس قداسته الصلاة في الفاتيكان وأبدى معارضته فكرة توجيه ضربة عسكرية اليها, معتبرا انها ستفاقم المجازر, وتؤدي الى احقاد لا تنسى.

  معه صلى وصام مسيحيو المشرق في عالمنا العربي, وخصوصا سوريا ولبنان وفلسطين لأنهم ادركوا الخطر الداهم, والمخطط الصهيوني الذي يهدف الى تهجيرهم الى البلدان الغربية, وابعادهم عن ارض المقدسات ومهبط الوحي والرسالات, ويتم ذلك على أيدي مسيحيي الغرب المرتبطين بالماسونية العالمية, وعلى ايدي المسلمين التكفيريين المرتبطين في نفس المؤسسة.
  في الوقت الذي كنا نشهد به الصلاة في العالم المسيحي من أجل السلام في سوريا, كنا نشاهد ونستمع الى خطباء المساجد التكفيرية في السعودية وقطر وتركيا وعلى رأسهم الشيخ القرضاوي من مسجد الدوحة, وهم يدعون الغرب اليميني المتطرف الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية لضرب سوريا, دعوة لقتل الشعب السوري بكل أطيافه, وكأن صاروخ التوماهوك موجه فقط على رأس العلوي والشيعي والمسيحي والسني الموالي للنظام, ومبرمج بحيث لا يسقط على رأس سني سلفي !!


  لأول مرة تتضح صورة الصراع في العالم العربي والاسلامي أمام العالم, وتظهر حقيقته, انه ليس صراع ديني او مذهبي بل صراع سياسي عالمي يدور اولا على تأمين الوجود الصهيوني في قلب العالم العربي والاسلامي, ثم على المصالح المادية التي تضمن استمرارية الهيمنة على العالم.


   ولأول مرة يتوحد المسلمون والمسيحيون المؤمنون بالتعايش والتسامح في العالم, من روسيا وايران الى الفاتيكان, مرورا في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وسائر العالم الكاثوليكي المرتبط بقداسة البابا فرنسيس, يتوحدون تحت راية السلام ورفض العدوان على سوريا, يتوحدون في وجه الشر المطلق الذي تقوده دولة الهيمنة العالمية امريكا, التي لا تخطو خطوة واحدة الا بأوامر الماسونية العالمية المسخرة لخدمة الصهيونية , والحفاظ على الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين, يتوحدون في وجه شر الجماعات الاسلامية التكفيرية التي نهلت علومها من مدارس الوهابية التي صنعتها المخابرات البريطانية, هذه الجماعات الاسلامية التكفيرية مع المسيحية اليمينية المتطرفة يقودان العالم الى حروب متنقلة شهدنا نتائجها المدمرة في افغانستان والعراق والصومال, واليوم سوريا, وغدا تكون كارثية تعم العالم.


بين هذا الصراع نجد مستفيدا وحيدا, وهو العدو الصهيوني الذي نراه متربعا على عرش عال, يتلذذ في مشاهدة الخراب والدمار وإراقة الدماء من حوله, يتلذذ في مشاهدة دول وشعوب كثيرة واديان ومذاهب تتنافس على أمنه وخدمته, يتلذذ وهو يشاهد الخطر يتلاشي عنه, يصفق بكفيه تارة للتكفيريين وتارة للمسيحين اليمينيين, ويشرب نخب النصر من دون أي خسائر في كيانه.


وكذلك نجد في هذا الصراع من أدرك المؤامرة وتصدى لها بكل ما أوتى من عزيمة وقوة, فما قدمته سوريا من صمود أسطوري في وجه الهجمة الكونية الشريرة, ومعها حلفاء مخلصون أدركوا ان مصيرهم مرتبط بصمود سوريا ونصرها, لذلك اصبحوا الحلف الحديدي المكون من روسيا وايران وسوريا وحزب الله ومعهم الاحرار في العالم من مسلمين ومسيحيين في وجه الصهيونية العالمية المتحالفة مع التكفيرية العالمية التي تقودها الوهابية بكل متفرعاتها.


هذه المرة لو ارتكب العدو الحقيقي حماقة ورمى عبيده في ساحة الميدان بعدوان على سوريا, فلن يبقى متلذذا في مشاهدة اشلاء اطفال سوريا ولبنان, بل سوف لن يجد وقتا لدفن قتلاه وجمع اشلائهم, وسيحترق بنار اشعلها بنفسه.


*حسين الديراني