وللمرة العاشرة على التوالي هبطت طائرة وزير الخارجية الأمیركي جون كيري على مدرج مطار بن غوريون في تل أبيب المحتلة لدفع مفاوضات التسوية المتعثرة. لكن ما يحمله جون كيري في جعبته هذه المرة كما يرى مراقبون هو عرض جديد قد يثير التسائلات.
فقبل ساعات من وصول كيري كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن اقتراح قدمه كيان الاحتلال إلى واشنطن يقضي بنقل بعض الأراضي المحتلة عام 48 إلى الضفة الغربية. وبحسب الصحيفة فإن الكيان يعتزم نقل هذه الأراضي كتعويض عن إبقاء كتل استيطانية في الضفة الغربية تحت سيطرة الاحتلال.
والمنطقة التي تدرس تل أبيب نقلها للضفة الغربية هي منطقة المثلث والتي تضم نحو 300 ألف فلسطيني من أراضي 48 والذين يحملون جنسيات إسرائيلية ويشكلون نحو 20 بالمئة من سكان الكيان؛ وتضم منطقة المثلث المتاخمة لمدن جنين ونابلس في الضفة الغربية مدناً وقرى عربية وتعد هذه المنطقة مصدر قلق ديموغرافي للكيان. ما دفع مصادر مقربة لحكومة الاحتلال باعتبار اقتراح المبادلة يمكن أن يساعد الاحتلال في ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد بحل مشكلة تبادل الأراضي مع السلطة الفلسطينية من جهة والحفاظ على الطابع اليهودي للكيان من جهة ثانية من خلال تعديل التوازن الديموغرافي لصالح اليهود داخل الأراضي الفلسطينة المحتلة عام 48.
ويلبي مقترح كيان الاحتلال الذي قد يكون في أجندات كيري القادم بها إلى الأراضي المحتلة يلبي سياسياً مطامع الكيان التوسعية من جهة ويضعف الفلسطينيين في الداخل من جهة ثانية.
لكن هذا الاقتراح قوبل برفض قاطع من القيادة الفلسطينية؛ بقولها إن أمیركا تحاول لتسويق اتفاق تسوية يهدف في أساسه لخدمة أهداف الاحتلال.
وقد يقدم كيري كما يرى مراقبون خلال لقاءات منفردة بين الجانبين بنود وثيقة حل للوصول لاتفاق إطار سماه البعض بالمرحلي لمنع انهيار المفاوضات، مع انقضاء مدة الشهور التسعة دون التوصل إلى حلول؛ هذا ما قد يفيد بأن مفاوضات التسوية التي ترعاها أمیركا قد انهارت بالكامل؛ فلا خطوط التقاء بين الجانبين ولا حتى أية تفاهمات.