ما اسباب اتساع القتال بين "جيش المجاهدين" و"داعش"؟

ما اسباب اتساع القتال بين
الإثنين ٠٦ يناير ٢٠١٤ - ٠٩:٥٦ بتوقيت غرينتش

شهدت سوريا امس اكبر هجوم عسكري شنه مسلحو "جيش المجاهدين"ضد تنظيم "داعش"، واتسع القتال بينهما الى مدينة حلب ما ادى الى سقوط عشرات القتلى والمصابين من الطرفين.

وبدأت المعارك عندما قتلت "داعش" القيادي في بلدة الاتارب علي عبيد (شقيق محمد عبيد من الجيش الحر) بعد خطفه على حاجز في الدانة قرب الحدود التركية، لترد "كتائب الاتارب" بمهاجمة مقر "داعش" وقتل اميرها التونسي واسر العشرات من عناصرها، مما دفع باقي مجموعات "داعش" لمحاصرة الاتارب وقصفها.

وانتقلت امس شرارة المواجهات لحلب المدينة، فقد هاجم مقاتلو تجمع "جيش المجاهدين" مقرات "داعش" في معظم احياء حلب المدينة وسيطروا على مقراتها في الكلاسة والصالحية وبريد جسر الحج والسكري والزبدية.

وبنفس الوقت شنت "جبهة ثوار سوريا" هجوما على "داعش" في ريف حماة وريف ادلب لتسيطر على مقراتها في عشرات القرى كتلمنيس وكفر نبل وكفر زيتة، معرة النعمان وحاس، وبلدة حارم قرب الحدود التركية التي قام عناصر "داعش" بإعدام "الاسرى" فيها قبل انسحابهم وهم 20 "اسيرا"، فيما فر 6 "اسرى" قبل لحظات من اعدامهم عندما سمعوا اطلاق النار على زملائهم المعتقلين.

وتنتقد "جبهة ثوار سوريا" موقف "الجبهة الاسلامية" التي لم تعلن بشكل واضح للآن اشتراكها بالحرب على "داعش"، وتعتبر ان هذا الموقف قد يؤدي لخلافات في بين "جبهة ثوار سوريا" القريبة من "هيئة الاركان" والائتلاف و"الجبهة الاسلامية" التي انسحبت من "هيئة الاركان" وهاجمت سياساتها كثيرا.

الا ان مصادر مطلعة اكدت ان القيادات الميدانية في "الجبهة الاسلامية" كانت تنسق مع باقي الفصائل عمليات طرد "داعش" من مقراتها من دون ان تتدخل بشكل مباشر قبل ان تقوم مجموعات تابعة لفصائل الجبهة بدور مباشر في اخلاء "داعش" من اهم معاقلها قرب الحدود التركية في بلدة اطمة والدانة، حيث سيطرت "الجبهة الاسلامية" على مقرات التنظيم في البلدتين الحدوديتين من دون اي صدامات.

ولكن الصدام الاكبر مع "الجبهة الاسلامية" كان في ريف حلب، حيث قتلت "داعش" اكثر من 20 عنصرا من "لواء التوحيد" وهو اكبر فصائل "الجبهة الاسلامية" في حلب، خمسة عشر منهم قتلوا في تل رفعت، وسبعة في مدينة عندان شكل مقتلهم خسارة كبيرة لـ"لواء التوحيد" لانهم قياديون في هذا اللواء.

وتشير مصادر مطلعة من عندان الى ان القياديين السبعة الذين قتلوا في هذه المدينة ذهبوا للمصالحة مع عناصر "داعش" وتم الغدر بهم وقتلهم قبل ان يفر مقاتلو "داعش" خارج المنطقة.

وفي باقي بلدات الريف الشمالي لحلب كبيانون ومارع وحريتان انسحبت "داعش" سلميا من مقراتها، اما في كفر حمرا قرب عندان فقد هاجم لواء "احرار سوريا" اربع مقرات لـ"داعش" منها معمل اسيا وهو اكبر معمل لصناعة الادوية في سوريا كان داعش قد احتله قبل اسبوعين.

ويعتبر الريف الشمالي لحلب من اهم المناطق التي تتمركز فيها "داعش" وانسحابهم منه نحو طريق غازي عنتاب على اطراف حريتان يمهد لانسحابهم ربما للرقة او لمنطقة اخرى خارج الريف الحلبي على الرغم من وجود مجموعات لهم في الباب شرق حلب والفوج 46 قرب الاتارب وتجمعات اخرى صغيرة.

وانفجرت ثلاث سيارات مفخخة حتى الان في نقاط تفتيش تابعة لـ"الجبهة الإسلامية" في اعمال انتقامية بدأت في تنفيذها "داعش" ويتخوف الكثيرون من امتدادها لتشمل مناطق اخرى مدنية.

وكانت "داعش" جرائم كثيرة مارستها بحق الجيش السوري والمدنيين وبحق فصائل اخرى من المسلحين، بالإضافة الى اختطاف الصحافيين والاعلاميين وترهيب المنظمات المدنية والاغاثية في حلب والرقة، وتعذيب "اسرى" من الفصائل الاخرى حتى الموت كما حصل في جبل التركمان مع "كتائب الهجرة لله"، ومؤخرا مع الدكتور حسن السلمان القيادي في "احرار الشام" الذي اعتقل وعذب حتى الموت وسلمت جثته قبل ايام واعتبر قتله بمثابة تصعيد غير مسبوق بين "داعش" وحركة "احرار الشام" التي قتلت "داعش" منها قياديين اخرين في ادلب واللاذقية.

وبعدها بيومين قتلت "داعش" القيادي في الاتارب علي عبيد لتندلع شرارة المواجهات التي ادت حتى الان لاخراج هذا التنظيم من معظم مواقعه في حلب وادلب وريف حماة.

كما ان "داعش" اعتقلت واغتالت عددا من قيادات "الجيش الحر"، بل واصطدمت حتى مع فصيلها الام "جبهة النصرة" كما حصل في حماة والرقة، كما انها رفضت امر الظواهري زعيم تنظيم القاعدة بالانسحاب للعراق وترك قيادة التنظيم في سوريا للجولاني قائد "النصرة".