السعودية تسعى لتعويض هزائمها
أفاد الكاتب "حسن هاني زاده" في مستهل مقاله ان تقدم الجيش السوري في عدة مناطق مختلفة من دمشق وحلب وحمص ودرعا، أدى الى تغيير ميزان القوى لصالح الرئيس بشار الاسد.
ان الجيش السوري استطاع خلال العام المنصرم وباعتماد اساليب جديدة ومشاركة الشعب في هذه الحرب، ان يطهر جزء كبير من الاراضي السورية من براثن المجاميع الارهابية.
ان هزيمة الجماعات الارهابية لتنظيم "داعش" التابع للقاعدة وجبهة النصرة نحو العراق ولبنان قد ادى الى نقل الازمة السورية الى هذين البلدين الجارين لسوريا.
وقد ساهمت عناصر القاعدة من خلال التجمع في محافظة الانبار العراقية، سيما في مدينة الفلوجة، الى انعدام الامن على نطاق واسع في العراق.
يبدو ان الجماعات الارهابية تخطط لاستهداف الشيعة في العراق ومراكز حزب الله في لبنان، واشعال حرب طائفية في هذه المناطق. كما وان دعم بعض التيارات السياسية في العراق بما فيها قائمة العراقية بزعامة اياد علاوي وتحالف "المتحدون" بزعامة اسامة النجيفي رئيس البرلمان العراقي وصالح المطلق نائب رئيس الوزراء العراقي قد اجج نار هذه الاضطرابات والصراعات.
كما وان هروب طارق الهاشمي النائب السابق للرئيس العراقي الى السعودية ادى الى ايجاد المجاميع الارهابية علاقة نظامية مع وكالة الاستخبارات السعودية والتي كانت سببا لتوسيع موجة عملياتهم الارهابية نحو المدن الشيعية في العراق.
واليوم وقد واجهت المجاميع الارهابية في سوريا إخفاقات عديدة، فانها تحاول توجيه ضرباتها الى الهياكل الاجتماعية والدينية في العراق ولبنان، وهو مايتوافق مع السياسات والاهداف السعودية.
ان السعودية تسعى بكل وسيلة ممكنة، ان تعوض هزائمها في الجبهة السورية من خلال تنفيذ عمليات ارهابية في سائر الدول التي تقطنها الشيعة مثل العراق ولبنان وبالتالي المساس بمصالح إيران في المنطقة.
ان السعودية التي ضخت اموالا كثيرة تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، لدعم الارهابيين في سوريا، لم تستطيع قطع محور طهران-دمشق-بيروت واسقاط النظام السوري، ولهذا فانها الان تحاول اثارة حرب طائفية في العراق ولبنان.
في الواقع ان النهج السعودي يتطابق بصورة طبيعية مع الاهداف الاميركية والصهيونية لان السعودية شكلت اخيرا جبهة عبرية-عربية، لمحاربة المقاومة الاسلامية في لبنان، وسوريا والعراق، الا ان التقارير الميدانية تشير الى ان حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، عاقدة العزم على قمع المجاميع الارهابية في العراق، حيث استطاعت في الايام الاخيرة وبالتعاون مع العشائر العراقية، تطهير اجزاء كبيرة من محافظة الانبار من دنس المجاميع الارهابية.
وخلصت الصحيفة الى ان هذا الامر سيؤدي الى استتباب الاستقرار ونشر الامن في العراق، بالاضافة الى اضافة صفحة جديدة الى صفحات ملف هزائم السياسات السعودية الخاطئة في المنطقة.