بندر بن سلطان : «بندرمان»

بندر بن سلطان : «بندرمان»
الجمعة ١٠ يناير ٢٠١٤ - ٠٢:٠٣ بتوقيت غرينتش

لم يبق سواهم من أعداء سورية بعدما تراجع أو انسحب أو أيقن الآخرون أن سورية لن تهزم وأن جيش سورية هم حماتها حماة الديار. إنه بندر بندر بن سلطان أو بالمختصر «بندرمان» تيمّناً بـ «سوبرمان».

أمير من مملكة لا تزال تعيش في عصور ما قبل التاريخ مع بعض التعديلات بفضل النفط والغاز فأدخلوا ناطحات السحاب و«المولات» والبنوك والسيارات الفارهة وإشارات السير والهواتف النقالة والإنترنت لكن عقليتهم لا تزال كما كانت يوم تولى جدهم حكم البلاد. يتقن فنون التمويل والتدريب والتحريض والتهويل والكذب والافتراء والتسويق وشراء الضمائر السياسية والإعلامية ويتميز بالقدرة على الرشوة وشراء الضمائر ومنح المكرمات والمساعدات والهبات لهدف بات يؤرقه ويؤرق ملكه كل صباح وكل مساء وهو غايتهم ومناهم: إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد ووضع اليد على سورية وعزل مقاومة أسطورية تقض مضاجعهم ومضاجع حلقائهم في «إسرائيل» التي أذلّها المقاومون في ساحات القتال كلّها في لبنان.

ثورة «الجزيرة» و«العربية» التي بدأت قبل سنوات ثلاث تحت شعار «الحرية والديمقراطية» تحوّلت بفعل «بندرمان» إلى حرب «جهادية» لفرض حكم الله في سورية وفقاً لعقيدة وهابية سلفية تريد العودة إلى القرون ما قبل الوسطى لكنّ الله خذلهم فلسورية رب يحميها وجيش يعرف قيمة ترابها وسورية على حق وهم على باطل.

«بندرمان» وإخوانه لن يفلحوا في هزيمة سورية ومن معها لأن الله العادل الرحمن الرحيم لا يمكن أن يكون إلى جانب من سرقوا إنسانية الرسالة المحمدية السمحاء وشوّهوا تاريخها وشموليتها ودعوتها إلى السلام والتآخي والمحبة ومناداتها بإسلام كل المؤمنين. الله الرحمن الرحيم لا يمكن أن يكون إلى جانب الذين حوّلوا بعض شباب المسلمين إلى حملة أحزمة ناسفة وأضحت سبل إقناعهم الناس بالدين تدمير المساجد وتفجير السيارات وجهاد النكاح وبقر البطون وأكل الأكباد ونحر الرقاب.

إذا كان ذلك كلّه باسم العودة إلى «دولة الخلافة» في سورية فلماذا لا يطبق «بندرمان» نظام الخلافة في شبه جزيرة العرب حيث ولد هو ونشأ وترعرع قبل أن «يهاجر» إلى أميركا للعمل فيها ولحساب استخباراتها؟ لماذا لا يأخذ «بندرمان» إخوانه الجهاديين في «داعش» والنصرة» و«جيش الإسلام» و«أحفاد الرسول» و«جيش المجاهدين» و«كتائب أحرار الشام» وكلّها متفرّعة عن تنظيم «القاعدة» الذي نشأ في أرض أجداده إضافة إلى «الأبوات» الذين استوردهم من الشيشان وأفغانستان وصحارى الأعراب وآلاف المجرمين المدانين الذين هُرّبوا من سجون المملكة من سجن أبو غريب إلى نجد والحجاز حيث يمكن أن يطبقوا شرع الله دونما حاجة إلى إراقة الدماء والتدمير الهائل قبل إنطلاقهم إلى العالم.

لماذا يا «سمو« الأمير «الملك» لا تحضنهم أنت وتولّيهم على إمارات الرياض وجدة والدمام وعسير والإحساء وتتبرّع لهم بأموال مملكة جدك عبد العزيز لإعادة فرض شرع الله في أرض الحرمين الشريفين بدلاً من تدمير مدن سورية وتراثها الذي يحكي تاريخ البشرية فيحكم إخوانك في «داعش» و«النصرة» بحسب شرعهم الذي يريدون في الأرض التي فيها ولد رسول العرب إلى الإنسانية وفيها أُنزل عليه الوحي وفيها عاش وتزوج وفيها حج البيت ومنها إنطلق إلى السماء في رحلة الإسراء والمعراج ومنها انطلق إسلامه الحق إلى سورية والتي كان بشره فيها راهب بحيرة السوري بأنه سيكون رسول العرب إلى الإنسانية وفيها امتزجت رسالة الإسلام مع ديانات سورية وحضارتها فأخرجت إلى العالم على مدى خمسة عشر قرناً من الزمن أروع مثال على تعايش الأديان والثقافات والحضارات.

خاتمة: لديّ سؤال للصديق الذي كان «مقرّباً جداً» من المخابرات السورية أثناء وجودها في لبنان النائب خالد الضاهر والذي كان يخفي حقيقة مذهلة طوال هذه السنين بأن رسول الله قد بشر بقدومه لكنه أبقاها سرّاً إلى ما بعد خروج السوريين خوفاً من افتضاح أمره. والسؤال هو أن يفسر لنا سر هذا الإجرام الجنوني الذي يمارسه «إخوته الأعداء» في تنظيم «داعش» وإخوته وأخواته داعش تلفظ بالمذكر في حق بعضهم البعض الآخر وليس البتة من شيم الإسلام وتعاليمه؟ وكيف سيتعامل هؤلاء إذا كتب لهم أن يتحكّموا في رقاب العباد مع من يخالفهم في العقيدة الدينية والرأي وفلسفة الحياة؟ وإذا أعطاني الجواب الصريح والصحيح فسأصبح من مريديه وسأحمل لواء «بشارته» وأمشي في البراري والجبال أكرز باسمه بأنه الخليفة المنتظر وبذلك يصبح أول خليفة من أصل لبناني يدخل التاريخ من «مصاريعه» لا من مصراعيه.

البناء - علي البقاعي