خلط الأوراق وقلب المعادلات!

خلط الأوراق وقلب المعادلات!
الإثنين ١٣ يناير ٢٠١٤ - ٠٤:٥٥ بتوقيت غرينتش

إحتل مؤتمر جنيف 2 حول الأزمة السورية، موقعاً بارزاً في تغطية الصحف الإيرانية الصادة بطهران الیوم الإثنين 2014.01.13، حیث خصصت صحيفة "حمايت" افتتاحيتها لتناول هذا الموضوع.

خلط الأوراق وقلب المعادلات!
أوضح الكاتب "قاسم غفوري" في مستهل مقالته بأن محاربة الإرهاب ودعمه يعتبر في الوقت الراهن محور التطورات السورية، ووفقاً لإعلان الأمم المتحدة فإن مؤتمر جنيف 2 حول الأزمة السورية سيعقد في 22 كانون الثاني الجاري في جنيف وبمشاركة وزراء خارجية 30 دولة في العالم.
ففي الوقت الذي يلاحظ فيه استمرار الجهود والخطط لعقد هذا المؤتمر، فإن المبادرات الغربية تشير إلى وجود تحركات واسعة من أجل الوصول إلى قرارات مسبقة قبل موعد الاجتماع، وفي حالة عدم تحقق ذلك، فإن الغرب سيعمل على خلط الأوراق وإرباك المعادلات من أجل عدم نجاح انعقاد مؤتمر جيف2 في موعده المقرر.
وعلى الرغم من أن الدول الغربية تزعم أنها تبذل جهودها لعقد المؤتمر في أفضل صورة، إلا أن التحولات تشير إلى وجود تحديات كبيرة حيث تحاول هذه الدول الخروج من هذا المأزق بأية وسيلة.
إن أهم موضوع للغرب في هذا الشأن، هو فشلهم في إيجاد ائتلافات من أعضاء المعارضة للمشاركة في مؤتمر جنيف2.
إن الجرائم المتعددة التي ارتكبتها المجاميع المسلحة في سوريا تشكل عقبة رئيسية للغرب في طرح هذه المجاميع كممثلين عن المعارضة بالإضافة إلى أن بعض هذه التنظيمات قد أدرجت أخيراً في قائمة المنظمات الإرهابية في العالم.
ومن ناحية أخرى فإن المعارضة في الخارج تعاني من اختلافات كبيرة جداً، تضع علامات استفهام أمام قضية مشاركتهم في الاجتماع.
والتحدي الآخر للغرب هو أن هذه التيارات تفتقد لقاعدة شعبية ولهذا فإن الغرب عاجز عن تقديم هذه التيارات كممثلين عن الشعب السوري في مؤتمر جنيف2. ولنفس السبب فإن الحكومات الغربية تخشى أن يعقد الاجتماع بحضور ممثلي الحكومة السورية فقط، وهذا يعني إضفاء صفة الشرعية القانونية على الرئيس السوري بشار الأسد وهو مايعارض أهداف انعقاد المؤتمر.
وأخيراً، إن الغرب يسعى لأن يكون اجتماع جنيف مكاناً لتشكيل حكومة انتقالية دون الأسد، في حين أن التطورات تؤكد بأن المشروعية تسير للإضفاء على حكومة الأسد، ولهذا السبب فإنه من المؤكد أن الغرب سوف يبذل قصارى جهودة من أجل عدم انعقاد المؤتمر في حال عدم مشاركة التيارات المعارضة، وذلك من خلال خلط الأوراق وإرباك المعادلات السياسية وبالتالي تضليل الرأي الدولي.