ما هي الفكرة التي قدمها الشيخ سلمان لحل الازمة البحرينية؟

ما هي الفكرة التي قدمها الشيخ سلمان لحل الازمة البحرينية؟
الأربعاء ١٥ يناير ٢٠١٤ - ٠٧:٥٠ بتوقيت غرينتش

قال الأمين العام لجمعية الوفاق في البحرين الشيخ علي سلمان، إن فكرة الديمقراطية التوافقية من الممكن أن تكون حلا، ويجب اعطاء فكرة الديمقراطية التوافقية بناءاً على الأغلبية التوافقية،التي ستشارك فيها كل القوى السياسية.

واضاف الشيخ سلمان في مقابلة اجراها معه موقع "حوار المنامة" ان "الحراك على الأساس العرقي أو الطائفي أو الديني أعتقد بأنه يبدأ من واقع تفكير مأزوم ويستمر مأزوم ولا يمكن أن ينتهي إلا على شكل أزمة مستمرة، والمشكلة أن محاولة فرض الدين أو الطائفة أو العرق بأدوات القوة سوف تواجه من قبل الآخر في محاولة حماية نفسه، واذا رجعنا للتطور البشري سنجد بأن من نجحوا هم انطلقوا من فكرة جامعة وليس التقسيم".
واكد ان "الاحترام للدين والطائفة لا يمكن أن يكون أساس للتأسيس على قاعدة قوية، الأمة الاسلامية يمكن أن نقول أمة واحدة، أو يمكن القول على أساس العروبة، والآن في ظل عدم القدرة للتأسيس على ذلك يأتي اطار الوطن فهو لا يمكن أن يقسم على أساس طائفة أو عرق وإنما على أساس المواطنة، نحن شعب هذا الاقليم، هو متنوع، ولكن ينطلق من أساس المواطنة، البريطانيين ليسو ا على دين واحد، الأمريكيين ليسوا على دين واحد، ولكن ينطلقون على أساس المواطنة الأمريكية، أديانهم محترمة.. هذه تجارب موجودة وناجحة في أوروبا، وهي تتخطى مشاكلها، أما من يحاول أن يشكل دولة أو غيرها على أساس طائفي أعتقد بأنه يشكل صراع دائم".
واوضح الأمين العام لجمعية الوفاق ان "أصل الصراع في البحرين هو صراع سياسي، ولو استعرضنا تاريخنا في البحرين، حركة العشرينات كانت سنية، المجتمع توحد في الخمسينات قبال السلطة، واصل المشكلة كان النظام يريد أن يخلق مشاكل على مستوى مواكب العزاء، هو توظيف مستمر..الأداة الطائفية اذا لم تكن موجودة، تتهم المعارضة بأنها شيوعية، حتى يحرض الدينيين تجاههم، كل ذلك أدوات.. عندما يجتمع النظام مع غير الاسلاميين يذكر مشكلة الاسلاميين معه، وعندما يجتمع مع الاسلاميين يتحدث عن الشيوعيين، هو يريد منع وحدة المجتمع".
وفي جانب اخر من المقابلة اكد الشيخ سلمان "ليس لدينا مشكلة مع السنة، مشكلتنا مع النظام، ليس لدينا مشكلة على ايقاع طائفي ولا يوجد مطالب عند المعارضة على اساس طائفي، مجلس تشريعي منتخب، حكومة منتخبة، هذا لا أساس طائفي له.. ليس هناك استحقاقات طائفية في البحرين، بمعنى هل لأن الشيعة أغلبية يجب أن يكون رئيس الوزراء شيعي؟ لا.. هذا المنصب للبحرينيين جميعاً، يمكن لأي بحريني أن يكون في هذا المنصب حتى المسيحي، الحكومة تشكل وفق برنامج سياسي، الواقع في البحرين الآن يقوم على اساس تقسيم سياسي، الحكومة لديها سنة وشيعة وعجم، المعارضة لديها سنة وشيعة وعجم.. هذا هو الواقع".
وردا على سؤال مضمونه "هل النظام في البحرين طائفي يمارس الطائفية"؟ قال الأمين العام لجمعية الوفاق "ليس كل من في النظام يمارس الطائفية، لكن هناك جهات متنفذة تمارس عمل لا يمكن فهمه بغير أنه عمل طائفي يقوم على اساس التمييز الطائفي، ماذا نفسر منع الشيعة من دخول الجيش؟ نحن بلد متنوع، لماذا لا نعكس هذا التنوع؟ في المناهج، في الاعلام، لماذا لا نقول أن هناك طائفتين كريمتين؟ لماذا نفرض لون واحد؟ لماذا نجعل الأذان فقط سني؟ لماذا لا تشعر الناس بأنهم مجتمع متنوع؟ هناك من هو في النظام من مارس الأدوات الطائفية، وذلك لأسباب سياسية".
واضاف: "نعم هناك ممارسات طائفية، الفكرة ليست مسألة صراع طائفي.. الفكرة أن الصراع سياسي، في يوم من الأيام كان هناك توظيف على أساس ضرب الشيعة للسنة، لأن السنة هم الاغلبية في التيارات القومية".
وردا على سوال اخر حول الضمانات التي يمكن أن تقدمها المعارضة للمتخوفين من الطائفة الأخرى في أي تحول ديمقراطي قادم؟ قال الشيخ سلمان: " النظام الديمقراطي هو الأنجح مع التنوع الطائفي والديني، وهو يحد من المشاكل ويحترم التنوع الموجود والهند نموذج، جنوب أفريقي كذلك، أما الضمانات التي يمكن أن تقدم، في جنوب أفريقيا هناك تجربة، أعطى ضمانات للأفراد، من الممكن أن نبحث عن أكثر من طريقة، وهو أن البحريني يجب أن يحصل على حقوقه بغض النظر عن دينه وطائفته، ويوضع اجراءات عقابية لمن يخالف هذه الأطر.. لماذا نسبة التمييز في أمريكا تجاه السود انخفضت؟ لأن هناك نظام.. المطلوب نظام فاعل وليس نظام ورقي ".
وتابع قائلا: "في ايرلندا أوجدوا لجنة لمكافحة التمييز، واذا جئنا للاطار العام فإننا نتيجة للتخندق الطائفي، النظام لم يتنازل ولو على اساس الحرب والمعارضة جنبت البلاد من ذلك الصراع الطائفي.. المعارضة حمت البلد.. هل تعرف ماذا يعني هدم مسجد في بلد آخر؟؟ الناس تثور دمائها.. نحن لم نرض بهذا الصراع، ولم نواجه أي سني، مساجد السنة في المناطق الشيعية محمية، ولم يتعرض أي شيعي للمساجد السنية".
وأكد: ان "فكرة الديمقراطية التوافقية من الممكن أن تكون حل، تعالوا نعطي فكرة الديمقراطية التوافقية بناءاً على الأغلبية التوافقية، كل القوى السياسية سوف تشترك في ذلك، لن تكون هناك أغلبية طائفية في هذا النظام، ارفع اللعب من قبل السلطة، والناس سوف تتكتل على اساس مصالحها الاقتصادية، الشيعة سيتفرقون على اساس مصالح كل فئة".
واضاف: "أفكار السلطة بائسة صراحة، لم تتحدث عن المحاصصة الا في الدوائر الانتخابية. لكن المعارضة مدركة بأن ما يحقق الاستقرار في البحرين هو المساواة، هناك شعب، وهو مصدر السلطات، والمواطنة هي الأساس ولا أمر آخر".