العلاقات الايرانية الخليجية

العلاقات الايرانية الخليجية
الخميس ١٦ يناير ٢٠١٤ - ١٠:٤١ بتوقيت غرينتش

یدلي المسؤولون الایرانیون في مناسبات مختلفة بتصریحات تبين مواقفهم المبدئية من قضايا المنطقة وخاصة دول الخليج الفارسي. فالتصريح الاخير لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف حول العلاقات بين ايران ودول الخليج الفارسي ورغبة طهران في تحسين علاقاتها مع هذه الدول واعتباره هذا الموضوع من اولويات وزارته، فسر من جانب بعض مسؤولي دول المنطقة على اعتبار انه دليل على ضعف ايران وقوة هذه البلدان، بينما الواقع يشير عكس ذلك، فايران هي الان اقوى من اي وقت مضى خاصة وانها اثبتت للجميع انها تريد السلام للمنطقة وليست بصدد توتير الاوضاع وشن الحروب في المنطقة وهي ان ذهبت الى جنيف لتوقيع الاتفاق حول برنامجها النووي انما اقدمت على هذه الخطوة بعد تيقنها من تنفيذ سياستها الداعية الى الحوار مع الجميع وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، وهي السياسة التي رسمها الرئيس الايراني حسن روحاني منذ تسلمه منصب الرئاسة في ايران.

وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف زار بعد تسلمه منصبه كلا من الكويت والامارات العربية المتحدة وسلطنة عمان وقطر وتاليا لبنان والاردن والعراق وسوريا ليظهر للجميع ان ايران مستعدة لتحسين علاقاتها مع بلدان الخليج الفارسي خاصة والدول العربية عامة. واکد وزير الخارجية الايراني بأن "علاقاتنا مع دول الخليج الفارسي تتحسن يوما بعد يوم وساسعي جاهدا للرقي بهذه العلاقات الي مستوى عال".
ظريف لم يزر السعودية رغم الاعلان عن استعداده لزيارتها، وقوله ان علاقات ايران والسعودية يجب ان تتوسع، و" اننا نعتبر السعودية بلد يتمتع باهمية بالغة في المنطقة وفي العالم الاسلامي". عدم زيارة السعودية كان سببه الموقف المتوتر الذي اتخذته السعودية من ايران ومن حوارها مع الولايات المتحدة واتفاقها مع مجموعة 5+1 بشان برنامجها النووي، وهجومها غير الطبيعي على ايران التي اعلنت على الملا ان اتفاقها مع 5+1 وحوارها مع الولايات المتحدة لم يستهدف احدا.
الموقف السعودي من ايران بعد تسلم الرئيس روحاني منصبه، كان موقفا سلبيا، استفزازيا، وكانت تصريحات المسؤولين السعوديين سلبية توحي بانهم يضمرون للايرانيين العداء لا لسبب وجيه، بل بسبب رغبة الجميع وخاصة الدول الكبري الاعضاء في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، الصين وروسيا بالاضافة الى المانيا) بتحسين علاقاتها مع ايران وتوجه الامريكيين الى الحوار المباشر مع ايران ونجاح ايران في الاتفاق مع الدول الكبرى لرفع العقوبات الظالمة عليها.
الخطوة الايرانية، لم تعجب السعوديين، لانها سوف تعزز موقف ايران في المنطقة، في الوقت الذي ينحسر دور السعوديين بسبب مواقفهم المعلنة من دعم الجماعات الارهابية في المنطقة  وتعبئة المجموعات الارهابية وارسالهم الى سوريا للقضاء على حكم بشار الاسد بمعاونة اموال النفط وتركيا.
ايران رغم دورها الكبير في المنطقة وقدراتها التي يعترف بها الجميع، لم تحاول تحجيم الدور السعودي ولم تتخذ اي موقف عدائي تجاه السعودية، بل ان تصريحات الوزير الايراني تظهر مدي احترام المسؤولين الايرانيين لنظرائهم السعوديين حيث قال بكل احترام "اننا نعتبر السعودية بلد يتمتع باهمية بالغة في المنطقة وفي العالم الاسلامي" وهذا يشير بوضوح ان ايران ترغب ان يقوم الجميع كل بدوره في المنطقة من اجل تعزيز الحوار بين دولها لاقرار الامن والاستقرار فيها، بينما نرى تصريحات المسؤولين السعوديين تجاه ايران تصريحات تنم عن حقد دفين، وهم يعتبرون انفسهم زعماء المنطقة ويعارضون اي دور لايران في المنطقة ويحاربون اي خطوة تصب في مصلحة دول المنطقة.
ايران اليوم تختلف عن ايران الامس، ايران على عهد الشاه كانت تحتقر العرب ولا تقر لهم بأي دور في المنطقة ولهذا السبب كانت دول الخليج الفارسي ترهب الشاه لانه كان مدعوما من جانب الولايات المتحدة وكان الجميع في دول الخليج الفارسي يرهبونه ولا يدلون بكلام يؤدي الى غضبه، ولكن ايران اليوم تؤمن بالاخوة الاسلامية وترى بان دول الخليج الفارسي دول جارة وصديقة وعلى الجميع ان يعمل من اجل خير المنطقة وشعوبها ودولها.
الموقف الايراني بعد انتصار الثورة من دول الخليج الفارسي، ينطلق من الاخوة الاسلامية، ولكن بعض دول المنطقة يعتبره علامة ضعف لايران، ولذلك ترى البعض من مسؤولي هذه الدول ولاسيما السعوديين يتكلمون برعونه وباستعلاء مع ايران، تذكرنا تصريحاتهم بتصريحات صدام المقبور الذي دمر العراق بمواقفه من جميع دول المنطقة حتى السعودية والكويت لم تسلما من أذاه رغم انهما دعمتاه باموال النفط وقدمتا له الاسلحة لضرب الثورة الاسلامية.
ان ايران الاسلامية تختلف عن ايران الشاهنشاهية وهي تحترم الاخرين وتتوقع من الاخرين ان يتكلموا معها بلغة الاحترام والتكريم كما قال الرئيس روحاني.
فموقف دول الخليج الفارسي باستثناء السعودية والبحرين من ايران هو موقف الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الاخرى، ولكن موقف السعودية وذيلها حكومة البحرين موقف متعنت مستكبر فيه الكثير من الغرور المرفوض.
ايران اعلنت على لسان مسؤوليها انها تريد تحسين علاقاتها مع جميع دول الخليج الفارسي وقد زار وزير الخارجية العديد من دول المنطقة وتحدث مع مسؤوليها وايقن الجميع ان ايران تريد الخير لجميع دول المنطقة، ويفترض بالمسؤولين السعوديين ان يضعوا الغرور والكبرياء والعجرفة جانبا وان يفكروا مليا بمصلحة شعبهم وان يكفوا عن التدخل في شؤون دول المنطقة وخاصة الدول العربية الاعضاء في جامعة الدول العربية ويفكروا بتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة وسوف يرون ايران خيرعون وصديق لهم.

* شاكر كسرائي