الجعفري: اكتشفنا أنهم معارضة فجور سياسي

الجعفري: اكتشفنا أنهم معارضة فجور سياسي
الأحد ٠٢ فبراير ٢٠١٤ - ٠٩:٠٤ بتوقيت غرينتش

أكد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن وفد الائتلاف جاء إلى جنيف-2 بأفكار مسبقة مبنية على معطيات خاطئة وحقد شخصي على الدولة ولم يستند إلى أي برنامج معارضة سياسي، مضيفا: الوفد الرسمي السوري اكتشف أنه أمام معارضة فجور سياسي كما هو مطلوب منها وليس أمام معارضة وطنية.

وقال الجعفري في مقابلة مع التلفزيون الرسمي السوري، السبت، "إننا لم نسمع خلال ثمانية أيام من المحادثات رؤية سياسية أو برنامجا سياسيا لدى وفد الائتلاف ولم يكن هناك أي حس بالمسؤولية بل كانوا من أول دقيقة يريدون مناقشة هيئة الحكم الانتقالي وتابعين لمن يفكر نيابة عنهم ويعانون من فقر فكري مدقع وهو ما خلق الهوة الكبيرة في الأداء بين الوفدين".

وأوضح الجعفري أن وفد الحكومة السورية بدأ بامتحان استعداد الطرف الآخر لكي يكون وطنيا فعلا من خلال بحث أوراق عمل تحدد أولويات النزعة الوطنية عند كل إنسان مثل استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها ورفض التدخل الخارجي ورفض الإرهاب والعنف.

وأضاف: إن هذه النقاط التي كان يفترض أن تشكل قاسما مشتركا قبل الدخول في العمق رفضها وفد المعارضة ما يشير إلى وجود هوة كبيرة بين الموقفين بما فيها النظر إلى الأساسيات ولذلك اقترحنا التفاهم على الأمور الأكثر إلحاحا والتي لا يفترض أن يختلف عليها السوريون مثل المواضيع الإنسانية ومكافحة الإرهاب والمعتقلين والمختطفين.

وأشار الى أن وفد الائتلاف المعارض رفض كل الأوراق التي قدمها وفد الحكومة السورية قبل قراءتها ودون أي نقاش وهي كانت بمثابة امتحان لمدى صدق نواياه واستعداده للانخراط في آليات الحوار التفاوضي.

وأكد الجعفري أن بيان جنيف هو عبارة عن مسار من ثماني نقاط والمبدأ الأول فيه وقف العنف الذي هو وقف الإرهاب وبالتالي لا يمكن القفز فوق المبادئ لافتا إلى أنه ومنذ إقراره في 30 حزيران عام 2012 كان هناك خلاف روسي أمريكي وخلاف في مجلس الأمن على تفسيره بعدما صيغ بغياب سوريا وبشكل غامض تم التوصل إليه بين الوفود التي صاغته.

الطرف الآخر لم يكن صانع قراره داخل قاعة المفاوضات بل كان يتلقى التعليمات من الخارج

وقال الجعفري إلى أن الطرف الآخر لم يكن صانع قراره داخل قاعة المفاوضات بل كان يتلقى التعليمات من الخارج عبر قصاصات ورقية تأتيه كل عشر دقائق مع أحد الأشخاص في مشهد هزلي.

وأضاف: إننا هنا لتقييم مجريات الجولة الأولى والخروج بنتائج واستقراء الجولة القادمة وسنعود إذا ارتأت القيادة ذلك لافتا إلى أن سوريا وبعد ما يقارب ثلاثة أعوام من الأزمة استطاعت استعادة مصداقيتها على الساحة الدولية وثقة الكثير من الدول التي كانت تسبح في المنطقة الرمادية رغم حملة تضليل الرأي العام العالمي التي قامت بها دول وأطراف معينة.

وأشار الى أن المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي اقترح تاريخ استئناف جولة الحوار الثانية في 10 شباط وتم الاتفاق على أن يتم التواصل عبر الأقنية الدبلوماسية لتثبيت هذا الموعد أو تعديله بحيث يدرس الوفدان الموضوع مع مراجعهم وينقل الجواب للإبراهيمي والطرف الآخر وافق مباشرة على الموعد بينما نحن قلنا سنؤكد التاريخ عندما نقيم الجولة في دمشق.

وقال الجعفري: "إن الكثير مما كنا نسمعه على لسان ناطق رسمي أو صحفي للائتلاف كان كلاما للوفد السوري داخل القاعة حيث كانوا يأخذون كلامنا ويتحدثون به في الخارج لانهم كانوا عاجزين عن صياغة مفردات تعكس موقفهم".

وأوضح الجعفري أن الفندق الذي كان ينزل فيه وفد المعارضة كان يقيم فيه 11 سفيرا ومسؤول جهاز استخبارات للدول التي تسمى نفسها "أصدقاء سوريا" حيث كانوا يجتمعون في غرفة سرية وتنقل جلسات الحوار مباشرة وبشكل سري غير معلن لهم ولذلك كانوا يرسلون كل عشر دقائق قصاصة ورقية لوفد الائتلاف.

واعتبر أن سبب استبعاد المعارضة الوطنية هو "عدم رغبة الطرف الآخر بهيئة حكم انتقالي بل يريد الحكم مهما كان الثمن وهذا كلام هواة في السياسة لأنه لا يمكن خلق فراغ وتعبئته من خلال كبسة زر".

وشدد الجعفري على أن تمثيل وفد الائتلاف سقط في اختبار حمص وتبين أنه لا يمون على أحد على الأرض مشيرا إلى أن موضوع حمص تم افتعاله من أجل إخراج عدد من المسلحين المدعومين سعوديا بحجة إخراج النساء والأطفال.

وقال الجعفري: "إن الحكومة السورية وافقت على إخراج النساء والأطفال أما الرجال فيتم تسليم قوائم بهم حتى لا يخرج المسلحون بينهم وهي ذهبت إلى أبعد من ذلك بأن المسلحين الذين يسلمون أنفسهم يمكن أن يشملهم مرسوم العفو ولكن تبين أنهم غير جادين ويستغلون هذا الموضوع الإنساني من أجل المزايدة والمتاجرة".