أمير داعش في "ولاية الخير"...خرج ولم يعد!

أمير داعش في
الثلاثاء ١١ فبراير ٢٠١٤ - ٠٧:٥٤ بتوقيت غرينتش

بعد هجوم "جبهة النصرة" المفاجئ على مواقع "داعش" في دير الزور، اختفى أمير "داعش" في هذه المدينة التي أطلق "التنظيم" عليها تسمية "ولاية الخير" وسط تضارب في الأخبار التي تحدثت تارة عن هروبه إلى بلدة الحصين، وطورا إلى الرقة.

ووفقا لموقع "آسيا" فإن الصراع في المنطقة الشرقية بسوريا بين تنظيم داعش، والفصائل المناوئة له، يختلف عن الصراعات التي تقع بين الطرفين اللذين خاضا في غمار قتال أدى حتى الآن إلى تكون أنهار من الدماء، في شرقي البلاد وشمالها.
الصراع على النفوذ والمغانم في المحافظات الشرقية لسوريا، لا يأخد ابعادا دينية أو منهجية أو فقهية، العشائرية تطغى على كل ما عداها، حيث التعصب جعل من المنطقة الغنية بالنفط ارضا خصبة لنمو الجماعات التكفيرية المسلحة، ويكفي فقط ان يتزعم شحص ذو خلفية عشائرية منصب أمير في إحدى التنظيمات، ليلتف حوله ابناء عشيرته.

عامر الرفدان، هو أحد هؤلاء، أصبح الرجل اميرا لداعش في محافظة دير الزور، والتي أطلق تنظيم داعش عليها تسمية ولاية الخير، إستطاع جمع أبناء عمومته وعشيرته من حوله، فإشتد عود التنظيم وحاول قادته بسط سيطرتهم على معظم ارياف المحافظة.

من هو عامر الرفدان؟ تتنوع الإجابات وتختلف وجهات النظر حوله، خصومه يتهمونه بركب موجة الثورة، والإستفادة منها في سبيل تحقيق ثورة كبيرة، لم يكن الموظف السابق في مصلحة المياه ليحلم بها، بينما يشير محبوه إلى ان الرفدان رفد الثورة التي بدأت في مطلع عام ٢٠١١ بالغالي والنفيس، وان قيادته للثوار أمر لم يأت من فراغ.

يكشف أنصار أمير ولاية الخير، والملقب بـ"ذئب الشرقية"، أن أسباب محاولة البعض تشويه صورة الرفدان، تعود إلى محاربة الرجل لفسق وفجور المعارضين الذين يفضلون إرتياد الفنادق الفخمة في تركيا على سوح النزال في سوريا،"مضيفين" لا يخرج الرفدان في غزوة، إلا ويصطحب معه جميع افراد عائلته، فهل يخبرنا منتقدوه، بما هم فاعلون؟".

الإشتباكات الأخيرة بين تنظيم داعش وجبهة النصرة، أظهر عمق الأزمة العشائرية في شرق سوريا، فقادة جبهة الجولاني، المنحدرين بمعظمهم من دير الزور، لم يأبهوا بإعلان رجال التنظيم إنسحابهم من مناطق تواجدهم في حقل كوميكو والجفرة، ومدينة التبني، نحو معقلهم في الرقة، فعمدوا إلى وضع مطلب واحد لوقف القتال وهو: تسليم عامر الرفدان نفسه.

الرفدان رد على شرط النصرة، بتحذير وجهه إلى مقاتليها، طالبهم فيه بالتوبة، وإلا التجهز لمواجهة رتل عسكري تنوي الدولة الإسلامية إرساله، يبدأ من تل خميس، ولا ينتهي في الأنبار، ويضم في صفوفه أكثر من خمسين إنتحاريا عقدوا العزم على تفجير أنفسهم بأعداء الدين.

هجوم النصرة المفاجىء على مواقع داعش في دير الزور، ساهم في إختفاء آثار ذئب الشرقية، وسط تضارب في الأخبار التي تحدثت تارة عن هروبه إلى بلدة الحصين، وطورا إلى الرقة، لكن الأمر الثابت تمثل في إقدام الرفيدان ومجموعة كانت معه على إستهداف حاجز أقامته كتائب الحمزة التابعة لعشيرة الشعيطات بالقرب من موقع الكبر النووي، ما أدى إلى مقتل عدد من افراد العشيرة كانوا متواجدين على الحاجز.