مقتل 5 محتجين وشرطي في كييف وموسكو تتهم الغرب بتأجيج العنف

مقتل 5 محتجين وشرطي في كييف وموسكو تتهم الغرب بتأجيج العنف
الثلاثاء ١٨ فبراير ٢٠١٤ - ٠٥:٠١ بتوقيت غرينتش

اندلعت مواجهات عنيفة مجددا الثلاثاء في كييف بين معارضين للرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش وعناصر الشرطة ما اسفر عن سقوط ستة قتلى احدهم شرطي، فيما امهلت قوات الشرطة المعارضة ساعتين لاعادة الهدوء تحت طائلة التدخل واتخاذ تدابير حازمة.

وقالت وزارة الداخلية والقوات الخاصة في اعلان مشترك "نحذر الرؤوس الساخنة في أوساط المعارضة: لدى السلطات الوسائل لفرض النظام (...) سنضطر الى اتخاذ التدابير الأكثر حزما اذا لم تتوقف الاضطرابات بحلول الساعة السادسة مساء (16:00 ت.غ)".

ودانت روسيا على الفور تجدد اعمال العنف في اوكرانيا واعتبرته "نتيجة" سياسة الغربيين .

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "ما يحصل حاليا هو النتيجة المباشرة لسياسة الممالأة التي ينتهجها سياسيون غربيون ومؤسسات اوروبية تغض، منذ بداية الازمة، الطرف عن الاعمال العدوانية التي تقوم بها قوى متطرفة في اوكرانيا، وتشجع بالواقع التصعيد والاستفزاز حيال السلطة الشرعية".

من جانبه دعا البيت الابيض الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الى وضع حد لتصعيد العنف الجاري في كييف محذرا من ان استخدام القوة "لن يحل الازمة".
   
وقالت لورا لوكاس ماغنوسون المتحدثة باسم مجلس الامن القومي "اننا قلقون من اعمال العنف الجارية في وسط مدينة كييف" ودعت الرئيس الاوكراني الى "وضع حد للمواجهات" واستئناف الحوار مع المعارضة.

ومع انتهاء مدة الانذار طلب احد قادة المعارضة فيتالي كليتشكو من "النساء والاطفال" مغادرة ساحة ميدان مضيفا امام المتظاهرين المحتشدين في الساحة المركزية في كييف "لا نستطيع ابعاد هجوم لقوات الامن".

وفي الوقت نفسه اوقفت السلطات كافة خطوط المترو في كييف وتقدمت شرطة مكافحة الشغب باتجاه ساحة ميدان وسط كييف التي يحتلها المعارضون منذ ثلاثة اشهر ويقيمون فيها الحواجز.

وامكن مشاهدة شرطة مكافحة الشغب في الشوارع المحيطة بالساحة حيث كان المتظاهرون يقيمون المتاريس والحواجز ويقتلعون حجارة الارصفة، كما افاد شهود.

وصرحت الناطقة باسم الشرطة اولغا بيليك "ان خمسة مدنيين قتلوا في اعمال عنف في كييف" دون مزيد من التوضيحات.

واعلنت وزارة الداخلية في بيان "ان شرطيا توفي اثناء نقله الى المستشفى. وبحسب المعلومات الاولية فان سبب الوفاة اصابته بالرصاص في العنق".

وكان مسؤول الخدمات الطبية في المعارضة اوليغ موسيي صرح للصحافيين في وقت سابق ان ثلاثة متظاهرين "قتلوا بالرصاص". وبحسب حزب المناطق بزعامة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش فانه تم العثور على جثة احد الموظفين في مقر الحزب الذي اقتحمه المتظاهرون وسيطروا عليه لفترة وجيزة.

وقال طبيب في المستشفى الميداني الذي تديره المعارضة لوكالة فرانس برس ان معظم الجرحى اصيبوا جراء انفجار قنابل صوتية، وان ثلاثين من الجرحى حالتهم خطرة بسبب اصابات في الرأس. وهناك شخص واحد بترت يده.

واضاف ان ما لا يقل عن 150 متظاهرا اصيبوا ايضا بجروح الثلاثاء، 30 منهم اصاباتهم خطرة، مشيرا الى ان احدهم بترت يده لدى التقاطه قنبلة صوتية.

وقالت الشرطة من جانبها ان 47 من رجال الامن اصيبوا في المواجهات، وان خمسة منهم اصيبوا بالرصاص.

وتأتي اعمال العنف بعد اسابيع من الهدوء، وفي حين توعدت المعارضة بـ"هجوم سلمي" للضغط على النواب، فجمعت اكثر من عشرين الف شخص لمسيرة سرعان ما تفاقم الوضع خلالها.

وقد استخدمت قوات الامن التي تقوم بحراسة المنافذ الى البرلمان الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، كما اطلقت الرصاص المطاطي على المتظاهرين بعد ان القى الاخيرون الحجارة وقنابل المولوتوف.

والمواجهات هي الاولى منذ نهاية كانون الثاني/ يناير عندما سقط اربعة قتلى واصيب اكثر من 500 بجروح. اثنان من الضحايا قتلا انذاك بالرصاص الحي.

وقد صدت شرطة مكافحة الشغب المتظاهرين من المنطقة القريبة من البرلمان.

وفي الصباح احرق متظاهرون ملثمون شاحنات عدة متوقفة في محيط البرلمان بزجاجات حارقة. واحتل ما بين 200 و300 متظاهر لفترة وجيزة مقر حزب المناطق بزعامة الرئيس يانوكوفيتش الواقع على مسافة قريبة من البرلمان. وتصاعد دخان من المكاتب ناجم عن عدة حرائق. ثم اضطروا للتراجع مع اقتراب شرطة مكافحة الشغب.

وفي الصباح انطلق الموكب من ميدان ساحة الاستقلال، التي يحتلها المتظاهرون المعارضون للرئيس يانوكوفيتش منذ ثلاثة اشهر.

واندلعت المواجهات بعد ذلك في اماكن عدة في الحي الحكومي.

وقد التقى مسؤولان من المعارضة الاثنين المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي ابدت قلقها ازاء الوضع المتدهور.

ودعا وزير الخارجية الالماني فرنك فالتر شتاينماير الثلاثاء الى انهاء العنف كما دعا "الاطراف في اوكرانيا الى السعي الى حل سياسي عبر سبل الحوار".

ودانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون من جهتها "استعمال العنف" وعبرت عن قلقها الشديد من التصعيد داعية السلطات الى "التركيز على جذور الازمة".

وكرر رئيس الوزراء البولندي دونالد تاسك مساعدته لايجاد تسوية في اوكرانيا "لان اي حرب اهلية على نطاق ضيق او واسع (...) لن يصب بكل تأكيد في مصلحة اوكرانيا والامن والاستقرار في المنطقة".

وتتهم المعارضة السلطات الاوكرانية بالرضوخ لضغوط موسكو منذ ان عدل يانوكوفيتش في تشرين الثاني/ نوفمبر عن التوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الاوروبي.

وقد منحت روسيا كييف في كانون الاول/ ديسمبر قرضا بقيمة 15 مليار دولار، دفع منه 3 مليارات مع حسم كبير في سعر الغاز. ومن المفترض ان تدفع موسكو "هذا الاسبوع" شريحة جديدة من ملياري دولار الى اوكرانيا التي تنقصها السيولة وعلى شفير التوقف عن السداد.

لكن المعارضة تبدو على عجلة من امرها فيما المفاوضات مع السلطة تراوح مكانها رغم استقالة الحكومة اواخر كانون الثاني/ يناير الماضي.

وطالب احد قادة المعارضة فيتالي كليتشكو مجددا باجراء انتخابات رئاسية مبكرة لدى الاعلان عن اعمال عنف جديدة.

وفي الصباح اوضحت المعارضة ان هدف المتظاهرين هو "تطويق البرلمان وسد المنافذ اليه لعدم السماح للنواب بتسمية رئيس للوزراء +روسي+".

وقد يقترح الرئيس يانوكوفيتش اليوم الثلاثاء رئيسا جديدا للحكومة بحسب اوساطه.
وكان مقررا ان ينظر البرلمان الاوكراني في اصلاح دستوري يحد من صلاحيات الرئيس.

تصنيف :