هل ان هجمات المسلحين في العراق مؤشر قوّة ؟

الأحد ٢٣ فبراير ٢٠١٤ - ١٠:٥١ بتوقيت غرينتش

كركوك ( العالم ) 23/2/2014 – شهد العراق خلال اليومين الماضيين هجمات في الانبار والموصل استهدفت ثكنات ونقاط للجيش ما أسفر عن مقتل العديد من الجنود ، فهل يدل هذا على قوة الارهابيين واستعادتهم لتوازنهم بعد ما تلقوه من ضربات موجعة على يد الجيش العراقي؟ هذا ما تابعه مراسلنا في كركوك جودت العساف بتقريره التالي :

لو نظرنا من الناحية الجغرافية لما يجري حاليا من عمليات في الرمادي والفلوجة ، والتي أمتدت الى ناحية سليمان بيك حيث تم تطهيرها بالكامل قبل يومين من العصابات المسلحة ، لوجدنا ان كل الامدادات التي تصل المسلحين في هذه المناطق تأتي من صحراء محافظة صلاح الدين الممتدة حتى منطقة حديثة في محافظة الانبار التي تمتد بدورها الى الحدود السورية.
لقد تكبد المسلحون خسائر كبيرة خلال هذه العمليات لن يستطيعوا تعويضها بسهولة ، وبالتالي فان ما يقومون به من تفجيرات أو عمليات كالتي حدثت في الشرقاط التابعة لمحافظة نينوى هي مجرد ردود فعل انتقامية للضربات التي تلقوها في الانبار وفي ناحية سليمان بيك تحديدا .
كما ان تنظيم داعش الارهابي يحاول تشتيت اهتمام الجيش العراقي الذي يحكم الطوق على عصابات هذا التنظيم في مدينة الفلوجة حيث تعاني هذه العصابات نقصا كبيرا في الاسلحة والعتاد والامدادات ، وبالتالي فان عمليات مسلحي داعش في بعض المناطق خارج الانبار خاصة في محافطتي صلاح الدين ونينوى ليست مؤشر قوة بل مؤشر ضعف وانهيار وهي كصحوة الموت التي يعيشها المحتظر قبل أن يلفظ انفاسه الاخيرة .
في هذه الاثناء تعيش مدينة الفلوجة اليوم الثاني من الهدنة التي تنتهي غدا والتي اعلنتها الحكومة لاعطاء الفرصة لمجلسي شيوخ وعلماء الفلوجة لتعيين قائد جديد للشرطة ورئيس للمجلس المحلي في المدينة وابدال الشرطة السابقين بافراد جدد يتولون فتح مراكز الشرطة وانهاء جميع المظاهر المسلحة ، فيما يقوم الجيش بتأمين مداخل ومخارج الفلوجة .
وقال مراسلنا في بغداد ان الاجواء السائدة في العاصمة توحي بان هذه هي الفرصة الاخيرة لانهاء ازمة المدينة الخاضعة لسيطرة المسلحين ، لكن التوقعات ضعيفة في ان يتمكن مجلسا علماء وشيوخ الفلوجة من انجاز هذه المهمة لان من المستبعد ان يتخلى مسلحوا داعش عن اسلحتهم ويخضعوا لسيطرة القانون .
Ma.10:37.23