بيان حزب الله يستنفر "إسرائيل"

بيان حزب الله يستنفر
الخميس ٢٧ فبراير ٢٠١٤ - ٠٥:٢٦ بتوقيت غرينتش

لم تمض ساعات على تأكيد حزب الله نيته الرد على الغارات الإسرائيلية الأخيرة، حتى اجتاحت شمال فلسطين المحتلة حالة من الهلع. المستوطنون ينتظرون «صدق نصر الله»، وجيش العدو يعلن استنفاراً عاماً في الشمال.

وعادت "اسرائيل" امس الى المربع الاول. حملة الطمأنة واستبعاد رد حزب الله على غارة الاثنين الماضي، تراجعت امام حالة التأهب واعلان الجيش الاسرائيلي استنفاراً عسكرياً وامنياً على طول الحدود، في اعقاب صدور بيان حزب الله امس، الذي توعد فيه "اسرائيل" بالرد.

قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، قررت رفع مستوى الجهوزية والاستعداد في كل القواعد والمواقع العسكرية على طول الحدود مع لبنان، خشية تعرضها لهجمات صاروخية انطلاقاً من الاراضي اللبنانية. وبحسب المراسلين العسكريين، طلبت قيادة الجيش من الوحدات العسكرية المرابطة على الحدود، العمل بالاجراءات الوقائية ومنع الجنود من مغادرة ثكنهم ومواقعهم، خشية تعرضهم لعمليات قنص من خلف الحدود.

وافاد مراسلو قنوات التلفزة الاسرائيلية من الشمال، في مواجز اخبارية بثت مساء، عن حال من التوتر والقلق سادت المستوطنين، بعد ان اعلن الجيش استنفاره وأمر بإبعاد المستوطنين عن الحدود. وبحسب القناة العاشرة، «ابتعد المستوطنون عن المناطق التي تعد اشكالية بموجب تعليمات الجيش، وعمدوا من تلقاء انفسهم الى اغلاق محالهم التجارية، فيما ابتعد المزارعون عن حقولهم، خشية من رد حزب الله».

وكشف مراسل القناة الاولى من الشمال، انه في اعقاب صدور بيان حزب الله الذي اكد فيه انه تعرض لهجوم اسرائيلي وتوعد بالرد، قرر الجيش رفع حالة الاستنفار والجهوزية، و«هنا حيث انا، توجد حالة من التأهب، وفي الساعات الاخيرة تلقت مجموعات الحماية الامنية للمستوطنات المحاذية للحدود، اوامر بضرورة المحافظة على اليقظة والتأهب لمواجهة اي تطور قد يحدث»، الامر الذي يشير الى ان الجيش الاسرائيلي يضع في حساباته امكان تعرض المستوطنات للخروق والتسلل. وبحسب المراسل، فإن مستوطنة المطلة وغيرها من المستوطنات هنا، القريبة من الحدود، تشهد حضوراً وتحركات عسكرية معززة، وهو ما اكده، ايضاً، مراسل الاذاعة العسكرية في اتصال من الشمال، بأن «الجيش عزز حضوره العسكري في المناطق التي تقع ما بين المستوطنات الحدودية».

بدوره، أكد موقع «واللا» الاخباري (السرائيلي)، ان تقديرات واجراءات الجيش، بما يشمل استعداده واستنفاره وتعليماته للمستوطنين بضرورة الحذر واليقظة، مرتبطة تحديداً بالبيان الصادر عن حزب الله وتوعده بالرد.

واشار الموقع الى ان «ساعات قليلة في اعقاب صدور بيان حزب الله، قررت المؤسسة الامنية رفع حالة التأهب في الشمال، وإبلاغ المستوطنين بضرورة الابتعاد عن الحدود حتى اشعار آخر، خشية تعرضهم لنيران القناصة».

وبحسب الموقع «تلقى سكان المستوطنات في الجليل الاعلى والجليل الغربي، تحذيراً من إمكان اطلاق صواريخ باتجاههم»، واشار مراسل الموقع في الشمال الى ان «التعليمات التي وردت الى المستوطنين، صدرت في الساعة الرابعة ظهراً، بالتزامن مع تحرك كثيف للمدرعات والآليات العسكرية على طول الحدود».

انطباعات المستوطنين وخشيتهم، تناقلتها وسائل الإعلام (الاسرائيلي) عبر استصراح عدد منهم. وقال أحد مزارعي مستوطنة المطلة، في حديث لموقع صحيفة "معاريف" على الانترنت، ان استعدادنا ويقظتنا عاليين جداً، اذ «اننا نشعر بأن شيئاً ما سيحدث»، واضاف: «لقد تعلمنا في السابق ان (الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله) ينفذ ما يقوله ويتعهد به، لكن يمكن ذلك ان يكون ضرباً للسفارة الاسرائيلية في الارجنتين، وفي الوقت نفسه يمكن ان يكون صاروخ كاتيوشا على نقطة ما في الجليل».

اما رئيس بلدية كريات شمونا، الحاخام نسيم مالكا، فأكد بدوره لمعاريف ان الجيش اصدر تعليماته للبلديات بضرورة رفع حالة الجهوزية واليقظة، «لكن لم يطلب حتى الآن القيام بأي خطوة استثنائية، كفتح الملاجئ امام السكان».

الى ذلك، أعربت مصادر امنية في تل ابيب، عن خشيتها من استهداف حزب الله لشخصيات اسرائيلية رفيعة المستوى، رداً على غارة الاثنين الماضي. وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن «التقدير المتبلور لدى المؤسسة الامنية، يشير الى ان حزب الله قد يعمل على استهداف شخصيات رفيعة رداً على النشاط العسكري المنسوب إلى "إسرائيل" في لبنان».

وبحسب مصادر الصحيفة «بدأت المؤسسة الأمنية بالاستعداد لمواجهة رد كهذا، وتحديداً شخصية "اسرائيلية" مهمة توازي مكانة (المسؤول العسكري لحزب الله الشهيد عماد مغنية)، ما يعني ان حماية هذه الشخصيات، ستكون المهمة الأكثر إلحاحاً في المستقبل القريب، وفقاً لهذا التقدير».

وما نشرته صحيفة "هآرتس"، نقلاً عن المؤسسة الامنية في "اسرائيل"، قد يكون هو التقرير الوحيد الذي شذ امس، عن مقاربة الاعلام (الاسرائيلي) للغارة، وتحديداً في مرحلة ما قبل صدور بيان حزب الله.

وكانت تقارير وتحليلات الصحف الاسرائيلية، قد ركزت تحديداً على ما يمكن تسميته «الاحتفال المسبق» حيال «صمت» حزب الله، منشغلة بالبحث في معانيه ودلالاته، الى ان اصدر حزب الله بيانه، وقلب الطاولة امام كافة المحللين الاسرائيليين، الذين ذهبوا بعيداً في البناء على هذا «الصمت».

التقارير الاسرائيلية، ما قبل بيان حزب الله، كانت ايضاً مشبعة بمعلومات مغلوطة في اقل تقدير، عن الغارة و«خسائرها» البشرية والمادية، نقلاً عن وسائل اعلام لبنانية، نشرتها في وقت سابق، بل احتلت هذه المعلومات مكان الصدارة في التغطية الإعلامية (الاسرائيلية)، إن لجهة العرض والترجمة او التحليل والقراءة، في ظل منع الرقابة العسكرية نشر أي معلومات مستقاة من مصادر اسرائيلية رسمية، تتعلق بالغارة واستهدافها ومدى نجاحها او فشلها، سوى ما يمكن نقله عن وسائل اعلام اجنبية.

جيش العدو يخلي حواجزه في الغجر ليلاً

أخلى الجيش الإسرائيلي عدداً من الحواجز والمحارس داخل بلدة الغجر في الجولان السوري المحتل، من ضمن سلسلة الإجراءات الجديدة التي بدأ جيش العدو بتنفيذها بعد الغارة الأخيرة على جرود بلدة جنتا اللبنانية.

وأشارت مصادر أمنية لبنانية لـ«الأخبار» إلى أن جيش العدو عمد في اليومين الماضيين على إخلاء الحواجز ليلاً، والعودة إليها صباحاً. وقالت مصادر أمنية أخرى متابعة إن «هذه الإجراءات هي إجراءات احترازية خوفاً من ردّ المقاومة على الغارة الأخيرة».

واعتقلت سلطات الاحتلال ليل أمس، مراسل التلفزيون السوري في الجولان المحتل الزميل صالح فرحات والمصور بسام الصفدي بعد تصويرهما لأحد الحواجز الخالية، ومن ثمّ أطلقت سراحهما بعد التحقيق معهما لساعات.

يُذكر أن جيش العدو أجرى مناورات في الأيام الماضية داخل قريتي مسعدة وبقعاتا في الجولان المحتل، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات عنيفة في الأراضي المحررة من الجولان ومحافظة القنيطرة بين الجيش السوري ومسلحين ينسقون عملياتهم مع قوات العدو.


يحيى دبوق