فشل نتنياهو ومسرحية سفينة الأسلحة الايرانية

فشل نتنياهو ومسرحية سفينة الأسلحة الايرانية
الخميس ٠٦ مارس ٢٠١٤ - ٠٩:٣٦ بتوقيت غرينتش

راقب العالم اجمع حفالات التهريج الرخيصة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني الثرثار بنيامين نتنياهو في واشنطن، وكيف بدى كالاخرق وهو يقف الى جانب الرئيس الامريكي باراك اواما، متقمصا شخصية المسؤول الذكي الذي يعرف مالا يعرفه قادة العالم اجمع عن البرنامج النووي الايراني السلمي.

الملفت ان مظهر نتنياهو كان اكثر بؤسا وهو يقف امام لجنة الشؤون العامة الاسرائيلية الامريكية (ايباك) وهو یصرخ الى حد العويل، داعيا البلدان التي تتفاوض مع ايران الى عدم السماح لايران بتخصيب اليورانيوم عبر تكفيك البرنامج النووي الايراني برمته.
الصحافة الامريكية والغربية اكدت خلال تغطيتها لتحركات نتنياهو في واشنطن، ان الرجل فشل فشلا ذريعا في التأثير على موقف الرئيس الامريكي باراك اوباما من المفاوضات مع ايران، وهو ما بدى واضحا عندما ظهر الى جانب اوباما في المؤتمرالصحفي المقتضب، وهو يهدد ويتوعد ايران.
ان الحالة الهستيرية التي استولت على نتنياهو في واشنطن، لم تكن مردها فقط تجاهل اوباما لما يقوله عن خطر القنبلة النووية الايرانية المزعومة، بل تعود هذه الحالة في جانب كبير منها الى فشل لجنة الشؤون العامة الاسرائيلية الامريكية (ايباك)، في التأثير على الكونغرس الامريكي لفرض عقوبات جديدة على ایران او على الاقل وضع العصي في عجلة المفاوضات النوویة بين ايران ومجموعة 5+1.
يبدو ان زعماء الكيان الصهيوني ومجموعات الضغط الصهيونية في واشنطن، كانت على علم مسبق بفشل زيارة نتنياهو لوشنطن، لطبيعة الرجل الذي يعاني من عقدة نفسية اسمها ايران والتي تخرجه عن توازنه النفسي، ومطالبه غير الواقعية والمستحيلة من حليفه الاكبر، الامر الذي دفع هذه الجهات الى التفكير بقنبلة سياسية يمكن في حال تفجيرها ان تغير الاجواء في واشنطن لصالح نتنياهو، أو على الاقل تؤيد جانبا من أكاذيبه عن ايران، وهذا ما حدث، فخرجوا على العالم بمسرحية السفينة التي احتجزتها (اسرائيل) في عرض البحر وهي تحمل اسلحة ايرانية الى غزة، حيث جاءت المسرحية في الوقت الذي مازال نتنياهو يواصل زيارته لواشنطن.
الملفت أن هذه الكذبة الكبيرة تناقلتها وسائل الاعلام الصهيونية، بالشكل الذي يؤكد ان الامر قد تم الاعداد له من قبل، حيث أكد الاعلام الصهيوني ان نتنياهو قضى ليلة كاملة حتى الصباح في امريكا وهو يتابع موضوع السفينة مع كبارالمسؤولين العسكريين والامنيين في اسرائيل، وانه اراد ان يقطع زيارته لواشنطن ويعود الى اسرائيل وو.. كل ذلك لاظهار الموضوع  بأنه جدي وخطير وبالتالي التاثير على الادارة الامريكية والرأي العام العالمي.
مسرحية السفينة أعدت بطريقة لضرب اكثر من عصور بحجر واحد، حيث تقول الرواية الصهيونية التي أعلن عنها المتحدث باسم قوات الاحتلال الصهیونی بيتر ليرنر للصحفيين: إن الصواريخ نقلت جوا من سوريا إلى إيران ومن هناك شحنت أولا الى العراق ثم السودان وفي حالة وصولها إلى الساحل الافريقي كانت ستهرب على الأرجح برا من مصر إلى غزة.
اما العصافير الذي يريد ان يقتنصها الصياد الاسرائيلي من هذه المسرحية هي:
- محاولة التأثير السلبي على الرأي العام العالمي الذي بدا ينظر الى ايران نظره اخرى بعد الانتخابات الملحمية التي شارك فيها اكثر من 80 بالمائة من الذين يحق لهم الاقتراع، الامر الذي أفشل كل المخططات التي كانت تستهدف ايران من خلال التأكيد على مزاعم وجود هوة بين النظام الاسلامي والشعب.
- محاولة التأثير سلبا على الخطاب المتوازن للرئيس الايراني حسن روحاني، وهو خطاب الثورة الاسلامية بالاساس، والذي اثر ايجابيا على تعاطي الدول الاخرى مع هذا الخطاب.
- محاولة ضرب كل تقارب بين ايران و المجتمع الدولي.
- محاولة وضع العصي في عجلة المفاوضات النووية.
- محاولة التأثير على الادارة الامريكية التي اقتنعت اخيرا من انه لم يعد أمامها من سبيل في التعامل مع ايران سوى الحوار.
- محاولة التأثير على الرأي العام الاوروبي الذي اخذ يتعاطف مع اهالي غزة المحاصرين، عبر هذه المسرحية التي تهدف للتاكيد على ضرورة الابقاء على الحصار الظالم وعدم رفعه.
- التاثير على حركة مقاطعة (اسرائيل) في اوروبا والتي اخذت تؤثر سلبا على الاقتصاد الصهيوني وعلى صورة (اسرائيل) في المجتمع الاوروبي.
- محاولة تبرير المواقف المتزمتة والمتصلبة والعدوانية  لليمين الصهيوني الذي يقوده نتنياهو، من المفاوضات التي تجري مع السلطة الفلسطينية.
ترى كيف يمكن لسفينة ان تتوجه الى غزة وهي تحمل كل هذه الصواريخ فيما الكيان الصهيوني يمنع حتى وصول الدواء الى القطاع ويتربص بكل شيء عائم يمكن ان يلوح على شواطىء غزة؟ اما اذا اُريد نقل الصواريخ عبر البر الى غزة، فالامر سيكون اصعب بكثير، لان طبيعة العلاقة القائمة الان بين مصر وبين حركة حماس لا تسمح بوصول مثل هذه الشحنة الى غزة. لذا كيف يمكن ان تقوم ايران او اي جهة اخرى، في هذه الظروف بالذات، ان تبذل كل هذا الجهد من اجل القيام بمهمة محفوفة بالمخاطر ومحكومة بالفشل الاكيد.
اخيرا يمكننا ان نتوقف على حجم الفشل الذي واجه رئيس الوزراء الصهيوني بنيامن نتنياهو في زيارته لواشنطن من خلال الوقوف على خفايا مسرحية السفينة، القشة التي اُلقيت لنتنياهو للتشبث بها، الا انها لم تسعفه فغرق معها.

* ماجد حاتمي