الجبهة العرجاء

الجبهة العرجاء
الخميس ١٣ مارس ٢٠١٤ - ٠٩:٤٣ بتوقيت غرينتش

شكلت السعودية والبحرين والامارات أخيرا جبهة عرجاء في المنطقة في بادرة غريبة لرفع مستوى التوتر في المنطقة، ضاربة عرض الحائط وجود مجلس التعاون الذي يواجه تحديات كبرى بسبب طموحات السعودية وهيمنتها على المجلس. فالنظام السعودي الذي فقد كل أسباب القوة، بادر الى سحب سفيره في قطر وتبعته كل من البحرين والامارات، من اجل تخويف قطر، وتوجيه الضربة اليها إن لم تصمت وتتراجع عن طموحاتها وتعترف بقوة الاخ الاكبر الذي أصبح هرما وعاجزا وبدت عليه امارات الضعف وهو يبادر الى عرض عضلاته أمام الجميع ليثبت انه لا زال يتمتع بالقوة والرجولة ويقوم بدوره الذي رسمه لنفسه في المنطقة.

السعودية التي هُزمت شر هزيمة في ساحة الصراع في الشرق الاوسط، بدأت جبهتها أو حلفها الجديد، بمعاداة قطر واميرها الشاب وهددتها وفرضت عليها شروطا تعجيزية للعودة الى بيت الطاعة، والا فانها ستفرك اذنها وستقوم بتأديبها كما ترغب.
قطر التي لم تكن تتوقع هذه الخطوة البلهاء من شقيقتها الكبرى، اعلنت انها لن تتراجع عن قرارها بدعم الاخوان المسلمين الجماعة التي اعتبرتها السعودية منظمة ارهابية ولن تسلم يوسف القرضاوي الى مصر، ولكنها ربما تتراجع عن قرارها إذا ما رأت شقيقتها الكبرى مصممة على انزال الضربة القاضية بها.
السعودية التي قررت اخيرا بعد عقود من دعم الارهاب والارهابيين في جميع انحاء العالم، اعلان عدة منظمات وجماعات ومنها داعش والنصرة والاخوان المسلمين والقاعدة منظمات ارهابية، لم تثبت أنها كفت يديها عن دعم الارهاب والارهابيين، لا سيما وان النظام السعودي يتبع الفكر الوهابي السلفي الذي يكفر المذاهب الاسلامية ويحاربها ويعتبرها كافرة يجب محاربتها وقمعها حتى ولو تطلب الامر الى ارسال انتحاريين لقتل معارضيها بالسيارات المفخخة والاحزمة الناسفة وهذا ما نشهده الان في العراق وسوريا ولبنان واليمن و...
النظام السعودي لم يكف عن دعم مجموعات ارهابية في العراق ومنها تنظيم ما يسمى  بالدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" وهذه الجماعة تقوم بالنيابة عن النظام السعودي بقتل المواطنين العراقيين والهجوم على قوات الجيش والقوى الامنية من اجل اقامة دولة الخلافة في العراق بعد ان فشلت في اقامتها في الشام.
النظام السعودي نفى ما صرح به رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بقيام السعودية بدعم الارهابيين في الانبار، ولكن المضحك والمبكي في آن معا ان الامارات والبحرين اللتان تعتبران نفسيهما  ذيلا وتابعا للنظام السعودي نددتا بتصريحات رئيس الوزراء العراقي واستدعت الامارات السفير العراقي لتستنكر تصريحات المالكي ضد سيدتها السعودية.
النظام السعودي الذي يعتبر نفسه اقوى الانظمة في منطقة الخليج الفارسي ويدعي انه الآمر والناهي ويدعو الجميع الى الائتمار بأمره، عليه ان يثبت قولا وعملا انه لا يدعم داعش في العراق، لا ان ينفي تصريحات رئيس الوزراء العراقي، لان المالكي لا يمكن ان يطرح كلاما كاذبا وان يتهم السعودية دون ان يكون لديه دليل وبرهان، وقد اثبتت الايام ان السعودية هي التي تحرض العراقيين ضد الحكومة العراقية وتدفع الاموال بسخاء لاثارة القلاقل والفوضي في العراق لانها تعتبر حكومة المالكي غير جديرة بحكم العراق وتريد ان يكون الحكم في العراق من نصيب انصارها واتباعها الوهابيين السلفيين، وها هي السعودية تدعم انصار صدام المقبور وتبعث بالانتحاريين لكي يفجروا السيارات المفخخة في وسط وجنوب العراق وهو ما يثبت اهداف ومطامع  النظام السعودي في العراق.

* شاكر كسرائي