هكذا تمسخ الوهابية الإنسان.. قاتل الشيخ حسن شحاته مثالاً

هكذا تمسخ الوهابية الإنسان.. قاتل الشيخ حسن شحاته مثالاً
الثلاثاء ٢٩ أبريل ٢٠١٤ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

قبل أن تصل يد قوات الامن المصرية الى الارهابي الوهابي السلفي المتهم الرئيسي في قتل عالم الدين الشيخ حسن محمد شحاتة، وقبل نشر صورته في وسائل الاعلام، كنت قد جسدت صورته في ذهني، فكانت حقيقته كما جسدتها، كائن مسخ لا يشبه الانسان لا ظاهرا ولا باطنا.

الطريقة الوحشية والبشعة والمقززة التي قُتل فيها الشيخ حسن شحاتة و ثلاثة آخرون كانوا معه في أحداث قرية أبو مسلم بالهرم التابعة لمحافظة الجيزة يوم 23/6/2013  ، هي التي رسمت ملامح القتلة المجرمين، وهي ملامح الفناها للاسف ، ونحن نشاهد كل يوم تلك الوجوه الممسوخة وهي تنظر الى الكاميرا نظرة الوحوش الكاسرة ، وهي تقطع اوصال ضحاياها وهم احياء ، وتأكل احشاء البشر، وتنبش قبور الانبياء والاولياء والصالحين والصحابة ، وتلقي بعظامهم الى الهوام، وتبقر بطون الحوامل، ولاترحم حتى بالاطفال والرضع، كل ذلك على وقع صيحات الله اكبر ، فهذه الوجودة رسمت ملامحها الكريهة ، الوهابية بتعاليمها المشوهة والبعيدة كل البعد عن الاسلام وعن الفطرة الانسانية السليمة، فالانسان الوهابي، هو انسان ممسوخ، وهذا المسخ هو السمة والعلامة الفارقة التي تميزه عن باقي البشر ، ويكفي القاء نظرة سريعة الى وجه القاتل الرئيسي للشيخ الشهيد حسن سلامة، حتى تظن انك شاهدت هذا الوجه البغيض من قبل في السعودية او افغانستان او باكستان او سوريا او العراق، او ليبيا او تونس او الصومال او الشيشان، وهذه حقيقة فمثل هذا الوجه شاهدناه من قبل في كل تلك الاماكن ، لانه استنساخ من اصل واحد وهو صورة الانسان الوهابي الذي تسلل الى مجتمعاتنا في غفلة قاتلة جعلتنا ندفع اثمانا باهظة.

ان الوهابي المجرم حمدي محمد بريك الجلعاوي، الذي خطط وحرض على مذبحة اتباع أهل البيت عليهم السلام في مصر، والذي وقع في قبضة قوات الامن المصرية وهو يحاول الهرب الى ليبيا عبر الصحراء ، لم ولن يكون الوهابي الوحيد في مصر، بعد ان تمكنت الوهابية، وللاسف الشديد، من أن تنشب أظفارها في الجسد المصري في ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية خاصة عاشتها مصر، وفرت بيئات غير سليمة داخل المجتمع المصري ، لاسيما بين الشرائح الفقيرة ، أخرجت حالات شاذة وخطيرة، كما هو الحال في الظاهرة السلفية الوهابية التي أخذت تندفع في مصر جارفة الكثير من القيم المصرية الاصيلة وفي مقدمتها الانفتاح والاعتدال والتسامح ، وهي قيم تعرضت لهجوم وهابي أشبه بهجوم الهكسوس على مصر، فكان المسخ المدعو بريك الجلعاوي، واحد من إفرازات الغزو الوهابي لها.

الطريقة الوحشية التي نفذت بها مذبحة قرية "زاوية أبو مسلم" ، حيث رصدت الکامیرات الشيخ حسن وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، بعد أن انهال عليه سلفيون وهابيون وغوغاء بالسكاكين والعصي والحجارة ، وهم يسحلونه في أزقة القرية، في سلوك غير سوي، خارج عن كل القيم والاخلاق الانسانية ، لم يرصد التاريخ المصري لها مثيلا، فهي حالة شاذة كشذوذ المجرم الوهابي الجلعاوي، فهي صناعة وهابية بامتياز، ولاعلاقة لمصر واهلها بهذا الاجرام، فهناك سنين ضوئية تفصل بين الخلق والروح المصرية المنفتحة والمتسامحة وبين الوهابية المنغلقة والمتعصبة والمجرمة.

فور انتشار خبر مذبحة الجيزة وكذلك الافلام والصور المقززة، لم يختلف اثنان من الذين تناولوا هذه الجريمة النكراء بالنقد والتحليل ، على ان هذه الفعلة الشنيعة ليست من فعل انسان مصري، ينتمي الى مصر، البلد الذي كان منارا للعلم ومركز اشعاع ثقافي وحضاري ، مد العالم بجهابذة العلماء والشعراء والادباء والمفكرين، فمثل هذه الممارسات الوحشية قد تقع في مناطق أخرى من العالم الاسلامي، نعرفها جيدا، اصبحت عنوانا للجهل والتخلف والتعصب الاعمى، ونعرف كذلك منفذيها، حتى من دون أن نراهم، الا ان من الصعب تقبل ان الجهة التي تقف وراءها هي جهات مصرية خالصة، لأن ما حدث لا يمكن ان يكون من إفرازات الروح المصرية.

الملفت ان الظلم الذي وقع على الشيخ حسن شحاته لدى استشهاده، يتضاءل أمام الظلم الذي تعرض له بعد استشهاده، فالوهابية المتخلفة والمجرمة، لم تكتف بقتله والتمثيل به بتلك الطريقة البشعة، فتتبعته شهيدا ، حيث شنت وسائل الاعلام والمنابر التابعة للوهابية في مصر وخارجها حملات افتراء غير اخلاقية والصقت به تهما لاحصر ولاعد لها ، لذا ومن أجل رسم صورة سريعة وحقيقية عن الشيخ الشهيد بعيدا عن افتراءات الوهابية ارتاينا ان نقدم خلاصة لاهم مراحل حياته بعد ان ذهب الى بارئه مخضبا بدمه يشكو الظلم الذي نزل به حيا وشهيدا.

ولد الشهید العلامة الشیخ حسن شحاتة عام 1946، في أسرة سنية حنفية المذهب بمحافظة الشرقية بمصر.

بدأ شحاتة في الصغر تحصیله في العلوم الدینیة وألقى أول خطبة جمعة وهو في الثالثة عشرة من عمره في مسجد قريته التابعة لمركز أبو كبير في الشرقية.

تخرج الشیخ شحاتة في معهد القراءات لجامعة الأزهر الشریف وحصل على ماجستير في علوم القرآن، كما أنه واصل الخطابة في القوات المسلحة، حيث كان مسئولاً عن التوجيه المعنوي بسلاح المهندسين عام 1973 ومتحدث في الإذاعة والتلفاز.

وفى فترة من عام 1994إلی 1996 م. تحول الشیخ حسن شحاتة إلى المذهب الشيعي ومدرسة أهل البیت(عليهم السلام) فواجه فى خطبه على المنبر أعداء الرسول وآل بيته، منهم الوهابية الذين شوهوا صورة الإسلام.

وبعد ذلك عرف بمناهضته للفكر الوهابي والسلفي، فتم اعتقاله في عهد الطاغیة حسني مبارك لمدة ثلاثة سنوات ومنع من السفر إلی خارج مصر بعد خروجه من السجن.

سامح مظهر- شفقنا