شهد شاهد من أهلها.. أصدقاء سوريا كاذبون ومنافقون

شهد شاهد من أهلها.. أصدقاء سوريا كاذبون ومنافقون
الأربعاء ٢١ مايو ٢٠١٤ - ٠٩:٣٤ بتوقيت غرينتش

شن الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب هجوما لاذعا على مجموعة "اصدقاء سوريا" واصفا اعضاء هذه المجموعة بالكذابین والمنافقین، بل ذهب الى ابعد من ذلك عندما دعا الى بناء أرضية مشتركة بين النظام والمعارضة من أجل سوريا ومستقبلها.

موقف الخطيب جاء خلال كلمة القاها في ندوة عقدت في المجلس المصري للشؤون الخارجية ونقلتها صحيفة "الشروق " المصرية ، وهو موقف لا نعتقد ان المعارضة السورية ستمر من امامه مرور الكرام.

وشدد الخطيب في كلمته على انه :" ليس أمامنا غير البحث عن المشتركات، بعيداً عن الاستراتيجيات الغربية، إذ إن الجانبين الروسي والأمیركي لديهما رؤية لتقسيم سوريا، وأعتقد أنه لا النظام ولا المعارضة يرغبون في رؤية بلادهم مجزأة".

واشار الخطيب الى دول لم يسمها تقوم بدور سلبي في الازمة السورية وقال أن "هناك جهات لا تريد للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام أن تحل".

هذه التصريحات تاتي على خلفية الانباء التي اشارت الى استقبال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي وفداً من "المعارضة السوریة" ضم كلاً من الخطيب، وعارف دليلة و وليد البني وهيثم مناع ، وان هذه الشخصيات  اتفقت على تشكيل محور معارض يتولى محاورة الرئيس السوري بشار الأسد.

ان موقف الخطيب وان جاء متاخرا جدا الا انه من المؤكد ستكون له تداعيات واسعة بين اوساط المعارضة السورية ، التي اثبتت السنوات الثلاث الماضية  بانها تفتقر الى رؤية واضحة لحل الازمة السورية بالاضافة الى عدم استقلالها في اتخاذ القرارات و وقوعها بالكامل تحت هيمنة بعض الدول الغربية والعربية التي حولت هذه المعارضة الى ورقة ضغط تستخدمها لتحقيق اهداف بعيدة كل البعد عن الازمة السورية.

الحقيقة ما كان على الخطيب ولا على الذين يشاطرونه موقفه ان ينتظروا كل هذا الوقت للوقف على كذب ونفاق مجموعة "اصدقاء سوريا" ، فكذب ونفاق هذه المجموعة انكشف منذ اليوم الاول للازمة السورية ، عبر الضغط على المعارضة السورية وتحريضها على رفض كل المبادرات التي اطلقتها الحكومة السورية لتسوية الازمة ، وتحويل هذه المعارضة الى مظلة لشرعنة تهريب عشرات الالاف من التكفيريين والعصابات الاجرامية الى سوريا لضرب نسيجها الاجتماعي واضعاف جيشها ، وهي هدية قدمت على طبق من ذهب للكيان الصهيوني.

للاسف الشديد ان الحقيقة  التي توصل اليها الخطيب ورفاقه جاءت بعد ان تاجر "اصدقاء سوريا" بهذا الشكل الرخيص بالدم السوري ، وحولوا سوريا الى ساحة لتصفية الحسابات بين كل من يملك اجندة خاصة به للمنطقة من بين هؤلاء " الاصدقاء" ، الذين اغلقوا حدودهم امام التكفيريين وطاردوهم تحت كل حجر ومدر داخل بلدانهم ، الا انهم فتحوا حدود سوريا امام هذه العصابات التكفيرية لتعيث فيها فسادا ، بعد ان منحوهم صفة "الثوار".

ان الفظائع التي ارتكبتها هذه العصابات التكفيرية بحق سوريا و السوريين  ، ومنذ ان وطأت اقدامهم ارض سوريا ، كانت تكفي ان توقظ حتى اصحاب الضمائر الميتة وتجعلهم يفكرون الف مرة في حقيقة هذه"الثورة" وهؤلاء "الثوار" ، ولكن للاسف الشديد كانت المغريات اقوى بكثير من ان يتحرر منها طيف واسع ممن اعتبروا انفسهم معارضة ، لذا داسوا على ضمائرهم واغلقوا عيونهم امام هذه الفظاعات حتى يومنا هذا ، حيث نرى المدعو احمد الجربا الرئيس الفعلي للائتلاف السوري المعارض ورفيق دربه كمال اللبواني يستجدون السلاح والتدخل حتى من "اسرائيل" ، لاسقاط النظام السوري ، حتى دون ان يرتد لهم جفن.

اخيرا ، حتى لو جاء موقف الخطيب متاخرا ، الا انه قد يؤثر على من بقي في داخله شيء من الخير وحب الوطن، من بين الذين حاولت مجموعة "اصدقاء سوريا" شرائهم لينفذوا من خلالهم ماربهم المشؤومة ضد سوريا وشعبها والمنطقة ، وان يدركوا الامور قد ان تنزلق سوريا الى طريق لا ينتهي الا بتشتتها وشرذمة شعبها ، وهو الهدف الاول والاخير لعدو الامة الاول .. الكيان الغاصب للقدس.

*نجم الدين نجيب - شفقنا