مونديال 2014: البرازيل تفتح غداً ذراعيها للعالم

مونديال 2014: البرازيل تفتح غداً ذراعيها للعالم
الأربعاء ١١ يونيو ٢٠١٤ - ٠١:٥٩ بتوقيت غرينتش

تنطلق كأس العالم الأكثر جدلاً في التاريخ غداً الخميس حيث يأمل جميع البرازيليين بألا يتحول هذا العيد الكروي الكبير الذي يقام مرة كل أربع سنوات إلى فوضى بسبب التهديدات باللجوء إلى الإضرابات في بلد تجتاحه مشاكل اجتماعية جمة تستمر منذ أكثر من عام.

ودافعت رئيسة البرازيل ديلما روسيف مساء أمس الثلاثاء عن التنظيم المثير للجدل لمونديال 2014 مؤكدة أن البرازيل "مستعدة على أرضية المستطيل الأخضر وخارج الملاعب".
وفي كلمة إلى الأمة بثتها محطات التلفزة والإذاعة، رحبت روسيف بالمشجعين من العالم بأسره وقالت لهم أن البرازيل تنتظرهم بـ"أذرع مفتوحة" مثل (تمثال) المسيح المخلص الذي يشرف على خليج ريو دي جانيرو.
وقالت إن "البرازيل تخطت العقبات الرئيسية وهي مستعدة على وخارج الملاعب".
وأضافت "بنينا وطورنا المطارات والمرافىء والجادات والجسور والطرق وخطوط النقل السريعة وقد قمنا بذلك بالدرجة الأولى من أجل البرازيليين".
وأضافت روسيف التي ستخوض الانتخابات الرئاسية في تشرين الأول/اكتوبر المقبل، أن هذه الانجازات "لن تذهب في حقائب السياح بعد المونديال. ستبقى هنا في خدمة جميع البرازيليين. تستمر الألعاب لمدة شهر (من 12 حزيران/يونيو إلى 13 تموز/يوليو) ولكن المنافع ستبقى كل الحياة".
وقالت أيضاً "منذ العام 2010 عندما بدأنا ببناء الملاعب استثمرت الحكومة الفدرالية والولايات والبلديات 1,7 مليار ريال في التربية والصحة" وذلك في إطار دفاعها عن استثمار 11 مليار دولار من أجل التحضيرات للمونديال.
وفي كلمة إلى المشجعين الأجانب الذين قد يصل عددهم إلى حوالى 600 ألف شخص، قالت روسيف "أصدقاؤنا في العالم بأسره، تعالوا بسلام أن البرازيل كـ المسيح المخلص (التمثال الذي يشرف على خليج ريو دي جانيرو) تفتح ذراعيها لاستقبالكم".
في المقابل، أعرب رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر أن الامور ستسير جيداً، وقال "نحن واثقون بأن كأس العالم ستكون احتفالية رائعة".
وتوالت الإضرابات في مختلف المدن البرازيلية بسبب الأموال الضخمة التي أنفقتها الحكومة لتنظيم المونديال والتي بلغت 11 مليار دولار وتحديداً منذ حزيران/يونيو عام 2013 حيث استغل الشعب البرازيلي إقامة كأس القارات لتعبير عن غضبه وعدم رضاه بعد أن وعدت الحكومة بالاعتماد على الشركات الخاصة لتمويل عملية تنظيم كأس العالم وإذ بها تقتطع الأموال من الشعب.
وشهدت مختلف المدن البرازيلية في حينها أعمال شغب كبيرة أدت إلى خسائر مادية كبيرة.
وكان عمال المترو في ساو باولو أضربوا في الأيام الأخيرة مطالبين بالحصول على حقوقهم أيضاً وتوعدوا بمواصلة تحركهم خلال المونديال في حال لم ينالوا مطالبهم ما سيؤثر بشكل كبير على الوصول إلى ملعب آرينا كورينتشاس الذي يطلق عليه اسم إيتاكيراو أيضاً، حيث ستجري المباراة الافتتاحية بين البرازيل وكرواتيا بحضور 66 ألف متفرج بينهم الرئيسة ديلما روسيف وقادة 11 دولة.
ويطالب المضربون بزيادة رواتبهم بنسبة 12,2 % ورفضوا العرض الذي قدمته حكومة ساو باولو لهم بمنحهم زيادة نسبتها 9,5 %.
وبسبب هذا الإضراب شهدت ساو باولو التي يبلغ عدد سكانها نحو عشرين مليون نسمة، الخميس والجمعة الماضيين حالة من الفوضى مع اختناقات حادة في حركة السير أدت إلى صفوف من السيارات على امتداد 250 كيلومترا.
وعلى الرغم من أن الخطر يبقى قائماً فإنه بدأ يتراجع حيث ساهمت تدخلات الشرطة العنيفة في بعض الأحيان إلى عدم حماسة لدى الشعب البرازيلي في النزول إلى الشوارع، كما أن الانشقاق بدأ يظهر بين مختلف الجهات والنقابات المعارضة، فقد أعلنت نقابة "العمال الذين لا مأوى لهم" بأنها لن تلتزم بأي نوع من الإضرابات خلال كأس العالم وذلك بعد أن تفاوضت مع مسؤولين في الحكومة من أجل بناء منازل للعمال. وقال أحد المتحدثين باسم النقابة لوكالة فرانس برس "التحرك الذي قمنا به ليس موجهاً ضد كأس العالم وليست لدينا أدنى رغبة في الإزعاج".
كما يجتمع عمال مترو ساو باولو اليوم لكي يقرروا ما إذا كانوا أن سيضربون مجدداً وهم يطالبون الحكومة بإعادة 42 عاملاً طردوا من وظيفتهم خلال هذا التحرك.
وتستضيف البرازيل وعلى مدى 31 يوماً النسخة العشرين من كأس العالم بمشاركة 32 منتخباً ستتنافس على إحراز الكأس المرموقة التي تزن 4,970 كلغ ويبلغ طولها 36 سنتم وهي من الذهب الخالص عيار 18 قيراطا.
كما شهدت أعمال بناء الملاعب في مختلف المدن البرازيلية تأخيراً كبيراً حتى أن البعض منها لن يكون جاهزاً تماماً لدى انطلاق العرس الكروي ما استدعى تحذيراً من الاتحاد الدولي حيث دق الأمين العام جيروم فالكه ناقوس الخطر في آذار/مارس عام 2012 ووجه كلاماً قاسياً للجنة المنظمة قبل أن يضطر رئيس الفيفا جوزيف بلاتر إلى الاعتذار علناً من البرازيل.
وكان مقرراً تسليم الملاعب إلى الفيفا في أواخر العام الماضي، لكن معظمها لم يكن جاهزاً حتى أواخر أيار/مايو ولم يقم الفيفا واللجنة المنظمة في إقامة تجارب عدة عليها للتأكد من أن جميع المرافق تعمل جيدا.
وستكون منتخبات إسبانيا حاملة اللقب وبطلة أوروبا 2008 و2012 والبرازيل حاملة الرقم القياسي في عدد الألقاب (5 مرات) والأرجنتين وألمانيا مرشحة بقوة لإحراز اللقب، وبدرجة أقل فرنسا وإيطاليا وإنكلترا وهولندا والبرتغال.
ويسبق المباراة الأولى غداً الخميس مراسم احتفالية تستمر 25 دقيقة مخصصة "لتوجيه تحية إلى ثروات البرازيل الثلاث: الطبيعة، الشعب وكرة القدم".