“الجولاني” من طالب طب إلى زعيم لجماعة متطرفة

“الجولاني” من طالب طب إلى زعيم لجماعة متطرفة
السبت ٠٥ يوليو ٢٠١٤ - ٠٦:١٦ بتوقيت غرينتش

عرض موقع سوري معارض، ما قال إنها السيرة الذاتية لـ"أبو محمد الجولاني" زعيم "جبهة النصرة" التابعة لتنظيم القاعدة، في الوقت الذي أكد فيه مصدر مطلع في ما يسمى الجيش الحر أن السيرة الذاتية المعروضة فيها من الصحة كما فيها من المغالطات.

وذكر موقع “تحرير سوري” على شبكة الانترنت، أن “الجولاني” واسمه الحقيقي أسامة الحداوي من أبناء بلدة الشحيل بريف دير الزور شرقي سوريا، ويبلغ من العمر30 عاماً، وكان طالباً يدرس الطب البشري في جامعة دمشق قبل احتلال العراق عام 2003 وذهب مع أخيه “يحيى” لقتال الأمريكيين هناك.
وأوضح الموقع أن يحيى شقيق من يفترض أنه “الجولاني”، قتل في العراق، في حين بقي أسامة هناك واعتقل عام 2010 بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة وخرج من المعتقل بنهاية عام 2011.
ولفت إلى أن "أبو بكر البغدادي" وهو كان زعيم تنظيم القاعدة في العراق وقتها، أوكل إليه بعدها مهمة قيادة عمليات للتنظيم داخل سوريا بعد أشهر من اندلاع الثورة فيها مارس/آذار 2011، وعاد أسامة إلى بلدته الشحيل بالتنسيق مع أخيه عمار الحداوي .
ولفت الموقع إلى أن الجولاني قام بتنفيذ أول تفجير لتنظيم “النصرة” الذي شكله، بالقرب من موقع أمني بمنطقة كفرسوسة في العاصمة دمشق، ومن ثم توالت عملياته خاصة في محافظته دير الزور، مشيراً إلى أن أغلب الانتحاريين الذين نفذوا عمليات الجبهة من أبناء عمومته.
وبعد نشوب الخلاف بينه وبين البغدادي، على خلفية رفضه ضم “النصرة” إلى تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو “داعش”، أصيب الجولاني مؤخراً في إحدى المعارك التي نشبت بين الجانبين في بلدة “مركدة” شمالي محافظة دير الزور، وانتقل بعدها إلى إدلب شمالي سوريا لتلقي العلاج.
وأشار الموقع إلى أن الجولاني شوهد آخر مرة، الثلاثاء الماضي، في ريف محافظة حلب شمالي سوريا قبل أن يختفي هناك، وقبل يومين من سقوط بلدته المفترضة (الشحيل) بيد تنظيم “الدولة الإسلامية”، أمس الخميس.
و”تحرير سوري” موقع الكتروني يعرف نفسه على أنه “مبادرة شبابية سورية مستقلة انطلقت لتتيح المجال أمام المراسلين المستقلين والمواطن الصحفي ليقوم بنقل آخر مستجدّات الصراع السوري بشفافية ومصداقية دون تحيّز وبعيداً عن أي ولاء للتيارات السياسية المختلفة”.
ولم يبين الموقع مصدر المعلومات التي ذكرها عن الجولاني الذي لم تعرض جبهة “النصرة” حتى اليوم، أي صورة أو مقطع فيديو يظهر فيه وجهه أو هويته، كما أن لقاءه الوحيد الذي أجراه مع قناة الجزيرة الفضائية القطرية العام الماضي، ظهرت فيه يده فقط، دون أن يظهر وجهه.
في سياق متصل، قال عمر أبو ليلى الناطق باسم هيئة أركان ما يسمى الجيش الحر-الجبهة الشرقية، وابن بلدة الشحيل، إن السيرة الذاتية التي عرضها الموقع السوري المعارض عن أسامة الحداوي فيها من الصحة كما فيها من المغالطات.
وفي تصريح لوكالة “الأناضول”، قال أبو ليلى إن أسامة الحداوي بالفعل كان يدرس الطب البشري في جامعة دمشق قبل توجهه إلى العراق عام 2003 مع أخيه “ثامر” الحاصل على شهادة الاقتصاد، وليس “يحيى” كما ذكر الموقع، والذي بالفعل قتل في العراق .
وأشار الناطق إلى أن أسامة انقطعت أخباره عن أهله في البلدة (الشحيل) منذ سنوات، ولا يستطيع الجزم فيما إذا كان هو “الجولاني” بالفعل أم لا، كون التنظيم يتسم بالسرية ومعظم مقاتليه وقياداته يتحركون بسرية تامة وغالباً ما يكونون ملثمين.
ولفت إلى أن بلدته الشحيل بالفعل تعد المعقل الرئيس لجبهة النصرة في سوريا، إلا أنه لا يعلم إن كان أسامة هو نفسه “الجولاني”.
وكان البغدادي زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق” داعش، الذي نشأ بعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، قد أعلن في تسجيل صوتي له أبريل/ نيسان 2013 أن جبهة النصرة هي جزء من التنظيم الناشط في العراق وهدفها إقامة دولة إسلامية في سوريا والعراق، وليعلن عن إقامة تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” أو ما عرف بعدها بـ”داعش”.
فيما أعلن الجولاني، في اليوم التالي للإعلان المذكور مبايعته لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، ورفض قرار البغدادي، الأمر الذي تطور بين الرجلين إلى اشتباكات مسلحة بين تنظيميهما التي ما تزال مستمرة منذ نهاية العام الماضي، وأدت لمقتل المئات من الطرفين.
ولم تكن جبهة النصرة معروفة قبل بدء الاحتجاجات في سوريا في مارس/ آذار 2011، لكنها برزت كقوة قتالية ميدانية مع تبنيها تفجيرات استهدفت مراكز عسكرية وأمنية للنظام في الشهور الأولى للاحتجاجات.
علاء وليد/ الأناضول