اكثر من 50 شهيداً وجريحاً في غارة اسرائيلية جديدة على قطاع غزة

اكثر من 50 شهيداً وجريحاً في غارة اسرائيلية جديدة على قطاع غزة
الأحد ١٣ يوليو ٢٠١٤ - ٠٢:١٣ بتوقيت غرينتش

إستشهد 15 فلسطينياً على الأقل وأصيب 35 في غارة إسرائيلية جديدة شرق غزة، فيما استشهد فلسطيني وأصيب خمسة آخرون في غارة على رفح ليرتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى أكثر من 162 شهيدا.

وأعلن اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أن الغارات استهدفت منزل عائلة البطش في حي التفاح، وأفاد مراسلنا أن القصف طال منزل القيادي في حماس خليل الحية ومنزل الأسير المحرر روحي مشتهي شرق غزة. وفيما دعت سلطات الاحتلال سكان شرق غزة إلى إخلاء مساكنهم توعدت المقاومة الفلسطينية قوات الاحتلال بمفاجآت حال دخولها حرباً برية.
ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، قصفت المقاومة الفلسطينية بالصواريخ عدداً من المستوطنات ما أثار حالة رعب في صفوف المستوطنيين الذين نزلوا إلى الملاجئ.
وأكدت القناة الثانية الإسرائيلية إطلاق صليات من الصواريخ على تل أبيب واعتبرت ذلك نصراً لحماس، مشيرة إلى أن هذا الأمر لم تفعله جيوش عربية. فيما دوت صافرات الإنذار في كل من بئر السبع وكريات ملاخي وأسدود، كما طالت صواريخ المقاومة مستوطنات في القدس ويافا ومنطقة غان يفنه وبيت آيل. كما اعلنت سلطات الاحتلال أن صاروخين أطلقا من لبنان سقطا بمنطقة غير ماهولة في نهاريا.
ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة، اتبعت تل أبيب سياسة هدم المنازل وتدميرها واستهداف المدنيين والأبرياء، فارتكبت قوات الاحتلال جرائم بشعة بحق الأطفال، أكثرهم استخرجوا من تحت الأنقاض، ومنهم من فقد جميع أفراد عائلته.
وقال أشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة "إستشهد فجر اليوم اثنان من المواطنين في دير البلح (جنوب) متأثرين بجراجهما ليرتفع عدد الشهداء إلى 159 شهيداً غالبيتهم العظمى من المدنيين"، وعدد الجرحى إلى 1070 شخصا.
وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين بشكل كبير بعد مقتل 18 فلسطينياً استشهدوا في غارة إسرائيلية بعد صلاة التراويح على حي التفاح في مدينة غزة. وأضاف القدرة أن 50 شخصاً على الأقل أصيبوا بجروح في هذه الغارة.
وقال القدرة إن هذه الغارة استهدفت منزل قائد الشرطة في غزة اللواء تيسير البطش بجوار مسجد الحرام. وأكد أن "بين الشهداء أطفالاً ونساء ومسنين".
وأصيب اللواء البطش وهو من قيادات حماس في الغارة وحالته خطيرة جداً، وفق مصدر طبي.
وفي الوقت نفسه، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة على منزل القيادي في حماس خليل الحية مما ادى إلى تدميره وهو خال من السكان في حي الشجاعية، حسب شهود عيان.
وشن الطيران الحربي فجراً سبع غارات على الأقل على مقر قيادة الشرطة في مدينة غزة حيث أصيب عدد من المدنيين إلى جانب تدمير كلي لبعض مباني المقر وإضرار في عدد من المنازل المجاورة، وفق مصدر أمني.
كما استشهد في المساء ثلاثة فلسطينيين في غارتين في مدينة رفح وشمالها، جنوب القطاع.
و استشهد فلسطيني في غارة بعد منتصف الليل على جباليا، في الشمال.
وقال القدرة إن "بين الشهداء ثمانية استشهدوا بعد الظهر" في سلسلة غارات، بينهم "خمسة شهداء في مدينة غزة". وسقط القتلى الباقون في جباليا (شمال) وخان يونس (جنوب)، والبريج (وسط).
و استشهد 22 فلسطينياً قبل الظهر بينهم امرأتان مقعدتان في غارة استهدفت داراً للمعاقين في بيت لاهيا فجرا. وأصيب ثلاثة من مرضى الدار وموظف في هذه الغارة.
ومن بين شهداء الغارات نضال وعلاء ملش إبنا أخت إسماعيل هنية، قائد حركة حماس. كما استشهد ستة فلسطينيين في حي الشيخ رضوان كانوا يجلسون أمام منزلهم.
وفي المساء أعلنت كتائب القسام أنها ستضرب تل أبيب بصواريخ جديدة من نوع جعبري 80. وقالت في بيان لها "فلينتظر العدو صواريخنا في التاسعة مساء (بالتوقيت المحلي) وندعو وسائل الإعلام لتوجيه الكاميرات لرصد صواريخنا في سماء تل أبيب وفي مواقع سقوطها".
وأعلنت القسام في ما بعد أنها قصفت تل أبيب بـ10 صواريخ من نوع جعبري 80. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي على الأثر اعتراض ثلاثة صواريخ فوق تل أبيب وسقوط رابع في منطقة خالية.
واعتبر الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في تصريح صحفي "ضرب القسام لتل أبيب بصواريخ جديدة وتحدي مسبق هو تحطيم لهيبة الردع الإسرائيلية ودليل عن أن إسرائيل هي كيان كرتوني".
كما أعلن جيش الاحتلال أن ثلاثة صواريخ أطلقت من قطاع غزة سقطت مساء السبت في منطقتي بيت لحم والخليل في الضفة الغربية المحتلة قرب القدس.
وقالت متحدثة عسكرية لفرانس برس إن "صاروخاً سقط في منطقة الخليل على بعد ثلاثين كلم من القدس وسقط صاروخان أخريان في منطقة بيت لحم" القريبة من المدينة المقدسة.
وسمع دوي انفجار هذه الصواريخ في القدس حيث أطلقت صفارات الإنذار قرابة الساعة 19،00 (16،00 ت غ).
وأعلنت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي أن نشطائها "تصدوا فجراً "برفقة فصائل المقاومة لعملية إنزال بحري مقابل منطقة العطاطرة والواحدة (بمنطقة السودانية شمال غرب قطاع غزة) واشتعال النيران في أحد الزوارق الصهيونية".
وأطلقت ستة صواريخ على الأقل هذا الأسبوع من قطاع غزة في اتجاه منطقة القدس التي تبعد ثمانين كلم من القطاع.
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية لفرانس برس أن صاروخين سقطا قرب الخليل، الأول في منطقة غير مأهولة والثاني على منزل في قرية سعير جنوب الخليل أسفر عن أضرار مادية.
ومنذ بدء الهجوم الثلاثاء أحصى الجيش الإسرائيلي إطلاق 564 صاروخاً تم اعتراض نحو 140 منها أثناء تحليقها من جانب نظام القبة الحديدية. وأسفرت هذه الصواريخ عن عشرة جرحى.
وفي نيويورك دعا مجلس الأمن السبت إسرائيل وحركة حماس إلى وقف إطلاق النار و"احترام القوانين الإنسانية الدولية وخصوصاً حول حماية المدنيين".
وفي بيان صدر بالإجماع دعت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس إلى "نزع فتيل (التوتر في قطاع غزة) وعودة الهدوء وإعادة إرساء وقف إطلاق النار (الذي أعلن) العام 2012".
وأعربت الدول الأعضاء عن "قلقها البالغ إزاء الأزمة المرتبطة بغزة وحماية المدنيين لدى الجانبين" الفلسطيني والإسرائيلي.
وأكدت "دعمها لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بهدف التوصل إلى اتفاق سلام شامل يقوم على حل الدولتين".
وأوضح دبلوماسيون أن هذا البيان المقتضب الذي ينطوي على بعد رمزي جاء بعد مشاورات مكثفة منذ يومين وخصوصاً بين الأردن، البلد العربي الوحيد العضو في المجلس، والولايات المتحدة.
وكان المجلس عقد الخميس اجتماعاً طارئاً لبحث التطورات في غزة بناء على طلب الدول العربية، لكنه لم ينجح في التوافق على نص بيان. وخلال الاجتماع، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى وقف إطلاق النار في غزة.
ومساء الجمعة أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن إسرائيل ستقاوم كل تدخل دولي بهدف وقف إطلاق النار. وقال نتانياهو في مؤتمر صحافي في قاعة تخضع لإجراءات حماية مشددة في وزارة الحرب الإسرائيلية في تل أبيب الجمعة إن "أي ضغط دولي لن يمنعنا من ضرب الإرهابيين الذين يهاجموننا".
وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ السبت أنه سيبحث وقفاً لإطلاق النار في قطاع غزة مع نظرائه الأميركي والفرنسي والألماني على هامش الاجتماع حول النووي الإيراني الأحد في فيينا.
وتشاور الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند السبت مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان حول "الوضع الخطير" في قطاع غزة وتوافقا على ضرورة التحرك من أجل وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية.
وصرح مصدر دبلوماسي السبت أن وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية سيعقدون الاثنين اجتماعاً طارئاً لمناقشة الوضع في القطاع.
لكن مصر الوسيطة في النزاعات السابقة بين إسرائيل وحماس بدا موقفها أكثر تراجعاً في هذه المواجهة.
وحذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت من "مخاطر التصعيد العسكري، وما سيسفر عنه من ضحايا من المدنيين الأبرياء" في قطاع غزة، وذلك خلال استقباله مبعوث اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط توني بلير.
من جهته، دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف السبت إلى "الوقف الفوري" للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة، وانتقد بحدة الموقف الأميركي الذي اعتبره متفرجاً على مقتل المدنيين الفلسطينيين.
وهذا النزاع هو الأكثر دموية منذ عملية "عمود السحاب" التي نفذها جيش الاحتلال في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 وهدفت إلى وقف إطلاق الصواريخ من غزة. وأدى الهجوم آنذاك إلى مقتل 177 فلسطينياً وستة إسرائيليين.
واندلعت أعمال العنف هذه بعد فقدان ثلاثة شبان إسرائيليين هم طلاب مدرسة تلمودية والعثور عليهم قتلى في الضفة الغربية، ثم إحراق شاب فلسطيني حياً بأيدي متطرفين يهود في القدس. واتهمت إسرائيل حماس بالوقوف وراء خطف الشبان الثلاثة.
وعلى الأرض تواصلت الاستعدادات لهجوم بري على القطاع، وقال الجيش الإسرائيلي إنه تمت تعبئة نحو 30 ألفاً من جنود الاحتياط.
وصرح المتحدث باسم الجيش الجنرال إلموز موتي للإذاعة العسكرية السبت "نستعد للمراحل التالية في العملية، كي تكون القوات جاهزة لدخول الميدان".
وأعلن جيش الاحتلال مساء السبت أنه سيطلب من سكان شمال قطاع غزة إخلاء منازلهم استعداداً لتوجيه ضربات جديدة.
وأفاد بيان مقتضب أن الجيش "سيوجه رسائل إلى سكان شمال قطاع غزة طالباً منهم إخلاء منازلهم من أجل سلامتهم ومشدداً على الخطر الناجم عن بقائهم على مقربة من حماس" التي تسيطر على القطاع.
وناشدت وزارة الداخلية في غزة المواطنين" بعدم الاستجابة لتحذيرات الاحتلال عبر الرسائل الصوتية والمنشورات وهي في إطار الحرب النفسية لإرباك الجبهة الداخلية" في إشارة إلى طلب من سكان شمال القطاع بالإخلاء.
وعلى الجبهة الشمالية، إعلن الجيش الاحتلال أن صاروخين أطلقا من لبنان سقطا مساء السبت على شمال إسرائيل من دون أن يسفرا عن ضحايا.
وتحدثت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية عن إطلاق ثلاثة صواريخ تبنتها حسب وسائل إعلام لبنانية كتائب عز الدين القسام.
وفي الضفة الغربية، وقعت مواجهات محدودة ليل الجمعة السبت بين جنود إسرائيليين وشبان فلسطينيين كانوا يحتجون على الهجوم الإسرائيلي على غزة.
وشهدت مدن الخليل ورام الله وأريحا وطولكرم ونابلس وقرى مختلفة تظاهرات مناهضة لإسرائيل.
وقال عصام بكر منسق القوى الوطنية والإسلامية في مدينتي رام الله والبيرة لفرانس برس "هناك حالة من التضامن مع أهلنا في غزة، وهذه الحالة آخذة في الاتساع لكنها دون المستوى المطلوب".
وليل السبت، وجهت دعوات إلى التبرع بالدم للمصابين في غزة عبر مساجد قرى ومدن الضفة.