"بوكو حرام" تقطع رؤوس المسيحيين في نيجيريا

الإثنين ٠١ سبتمبر ٢٠١٤ - ٠٥:٤٢ بتوقيت غرينتش

على غرار ما تنفذه جماعة "داعش" في العراق، من قتل المسيحيين وتهجيرهم، تقوم جماعة بوكو حرام بعمليات مماثلة في مناطق في نيجيريا، حيث تحولت عمليات القتل إلى مجازر بحق السكان وخاصة المسيحيين.

وقال سكان في شهادات أدلوا بها ليل السبت الأحد إن مسلحي جماعة "بوكو حرام" المتطرفة، يبثون الرعب في المدن التي سيطروا عليها هذا الأسبوع في نيجيريا و"يقتلون الناس مثل الخرفان".
وروت شهادات أخرى تفاصيل فظاعات في الأيام الأخيرة في ماداغالي المدينة ذات الغالبية المسيحية في ولاية أداماوا التي سيطر عليها مسلحو بوكو حرام هذا الأسبوع.
وقال الأب جدعون أوباسوجي المتحدث باسم أبرشية مايدوغوري "تم قتل رجال مسيحيين وقطعت رؤوسهم، وأجبرت نساء على اعتناق الإسلام والزواج بإرهابيين".
وأضاف أن عناصر بوكو حرام "احتلوا منازل مسيحيين فروا وأعلنوا الشريعة الإسلامية المتشددة".
وهذا هو واقع الحال خصوصاً في غامبورو نغالا، المدينة المحاذية للكاميرون التي سيطر عليها المتطرفون بالكامل الخميس، بعد أيام من المعارك مع قوات الأمن وتبادل لإطلاق النار مع الجيش الكاميروني.
وقال سيدي كياريمي أحد السكان الذي لجأ الجمعة إلى فوتوكول المدينة الكاميرونية الحدودية مع آلاف من السكان والعديد من الجنود، "لقد بدأوا بعمليات قتل محددة الهدف ثم تحول الأمر إلى مجازر".
وبين الضحايا أهم مشايخ المدينة إضافة إلى مسؤول النقابات، بحسب كياريمي.
وأضاف الشاهد "إنهم يهددون كل من يرفض مغادرة المدينة ويقولون هذه ليست ديارنا".
ويجوب المسلحون المتطرفون المدينة ويطلقون النار على السكان ويقتلونهم بالسواطير، بحسب ما قال يوسف ساندا الذي لجأ هو الآخر إلى فوتوكول.
وأضاف ساندا "في البداية قالوا إن السكان أحرار في البقاء أو المغادرة لكن الآن يقولون إن على الجميع الرحيل عن أرض الخلافة الإسلامية".
وكان قائد جماعة بوكو حرام "أبوبكر شيكاو" أعلن الأحد الماضي ضم مدينة غوزا الواقعة بالمنطقة ذاتها في شمال شرق نيجيريا إلى "الخلافة الإسلامية"، وذلك في تسجيل فيديو.
ولفت الفيديو مجدداً الانتباه إلى بوكو حرام التي يمكن أن تستلهم، بحسب خبراء، أفكارها من "داعش" في سوريا والعراق مع الاحتفاظ باستقلاليتها.
وتخوض بوكو حرام تمرداً مسلحاً منذ 2009 وخصوصاً في شمال شرق نيجيريا وهي تتبنى إقامة دولة تطبق فيها فهمها المتطرف للشريعة الإسلامية.
ويبدو أن هذا التنظيم مر في الأشهر الاخيرة من مرحلة حرب العصابات والعمليات الانتحارية في المدن إلى مرحلة الاستيلاء على أراضي.
وبات يسيطر على ثلاثة أقاليم في ولاية بورنو إضافة إلى اقليم واحد على الأقل في ولايتين مجاورتين هما يوبي وأداماوا.
وسارع الجيش النيجيري إلى الرد بعد ظهر الأحد على إعلان شيكاو، وقال في بيان "إن سيادة نيجيريا ووحدة أراضيها لم يتم المساس بهما".
وفي شريط مصور سابق في أيار (مايو) تبنى شيكاو خطف أكثر من 200 طالبة ثانوي في شيبوك (ولاية بورنو) معلناً أنه سيتم حملهن على اعتناق الإسلام وتزويجهن بالقوة.
والمعلومات ضئيلة عن صلات بوكو حرام الأيديولوجية والمالية والعسكرية بحركات متطرفة أخرى. ويقول الخبراء إن علاقة الجماعة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هي الوحيدة المعروفة.
ورصدت الولايات المتحدة التي تعتبر شيكاو "إرهابياً عالميا"،  مكافأة بقيمة سبعة ملايين دولار لمن يساعد في اعتقاله.
وقتل أكثر من 10 آلاف شخص منذ بداية تمرد بوكو حرام في 2009 في عمليات هذا التنظيم وقمعه من قوات الأمن، منهم أربعة آلاف في 2014 وحدها، بحسب منظمة العفو الدولية.