من قام بإبادة قادة "أحرار الشام"..؟

من قام بإبادة قادة
الأربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٤ - ٠٩:٤٥ بتوقيت غرينتش

في حدث هو الأبرز من نوعه منذ بدء الأزمة السورية، استهدف انفجار لم تتضح ملابساته بعد، اجتماعاً سرياً "رفيع المستوى" في ريف إدلب، ضم أبرز قادة "حركة أحرار الشام" المسلحة، وأسفر عن مقتل 47 شخصا، من بينهم 20 قيادياً ومشرعاً وعلى رأسهم زعيم الحركة حسان عبود.

تفجير غامض، استهدف المقر الرئيسي للحركة في بلدة رام حمدان (ريف إدلب الشمالي) أمس، وأدى إلى مصرع العشرات من كوادرها، وعلى رأسهم أميرها حسان عبود (أبو عبد الله الحموي)، الذي يشغل أيضاً منصب «رئيس المكتب السياسي في الجبهة الإسلامية»، و«الشرعي العام للحركة» محمود طيبا (أبو عبد الملك الشرعي)، الذي يشغل أيضاً منصب «رئيس الهيئة الشرعية في الجبهة الإسلامية».

وقال مدير المرصد لوكالة فرانس برس: "تأكد ان عدد الاشخاص الذين قتلوا في الانفجار في بلدة رام حمدان في ادلب هو 47، معظمهم من قياديي الصف الاول والصف الثاني".

واوضح ان "الانفجار نتج عن متفجرات وضعت في ممر يقود الى غرفة الاجتماع الواقعة تحت الارض، ما تسبب بمقتل البعض بشظايا، والبعض الآخر اختناقا بسبب عدم قدرتهم على الخروج".

وكان حوالي 50 قياديا من حركة "احرار الشام"، احدى ابرز مكونات "الجبهة الاسلامية"، مجتمعين في مقر للحركة في قبو احد المنازل في بلدة رام حمدان عندما استهدفهم الانفجار.

وقتل في الانفجار القائد العام للحركة حسان عبود المعروف بابي عبد الله الحموي، والقائد العسكري للحركة المعروف بابي طلحة، والمسؤول الشرعي المعروف بابي عبد الملك وغيرهم.

واعلنت الحركة في شريط فيديو نشر على موقع "يوتيوب" على الانترنت تعيين المهندس هاشم الشيخ المعروف بابي جابر "اميرا وقائدا عاما للحركة" وابي صالح طحان قائدا عسكريا.

وأوردت صحيفة "الاخبار" أن مصادر إعلامية للمسلحين تداولت نعياً بدا صادراً عن ما يسمى بـ «الجبهة الإسلامية» اتخذ شكل بيان مقتضب نعى عددا من القادة، لكن مصادر مسلحة أضافت إلى القائمة أبو طلحة العسكري «القائد العسكري للحركة»، وأبو الخير طعوم، وأبو يوسف بنش (أحمد يوسف بدوي، أمير قطاع إدلب)، وأبو عمر الحموي (نور الدين) شقيق عبود.

وكانت المصادر أكدت يوم امس ان الحصيلة الأولية للتفجير كانت 45 قتيلاً. وتزامن ذلك مع سريان رواية ثانية، تقول إن استهداف الاجتماع تم بواسطة قصف جوي مُركّز استهدف المقر، وليس بتفجير كما أفادت الرواية الأولى.

وفي انتظار الكشف عن مزيد من التفاصيل، يبدو واضحاً أن العملية استندت إلى معلومات دقيقة حول مكان وزمان الاجتماع الذي تم استهدافه، والذي أكدت المصادر أنه «اجتماع سري في المقر صفر».

واللافت أن قائمة الضحايا لم تشتمل اسم أبو العباس الشامي (محمد أيمن موفق أبو التوت) الذي تؤكد مصادر مسلحة أنه المؤسس الفعلي لـ«أحرار الشام». ولم يتضح ما إذا كان أبو التوت حاضراً الاجتماع المذكور، والذي يبدو مستغرباً أن يُعقد في غيابه، نظراً للثقل الذي يُمثله داخل الحركة، ولأهمية الاجتماع، وفق تأكيدات المصادر.

كواليس المسلحين انشغلت بتقديم تحليلات مختلفة لخفايا الاستهداف، صبت جميعها في خانة «المؤامرة».

مصدر من داخل «الجبهة الإسلامية» قال لـ"الأخبار" إن «منطقة الاغتيال تُعتبر منطقة نفوذ قوي لشراذم جمال معروف (قائد جبهة ثوار سوريا)».

المصدر لم يستبعد «ضلوع خبراء أجانب في عملية الاغتيال». ولم تستثن بعض التحليلات قادة «الجبهة الإسلامية» من الاتهام، حيث سارع البعض إلى اتهام زهران علوش (قائد جيش الإسلام) بالضلوع في العملية، من دون تقديم أي رواية منطقية حول الدور المزعوم لعلوش.

المصدر أكد لـ«الأخبار» أن «قادة الجبهة الإسلامية قد سارعوا إلى إصدار أوامرهم بتشكيل لجنة تحقيق مختصة، تتولى جمع الأدلة، وتقصي الحقائق للوقوف على حقيقة ما حصل».

ومن شأن هذه المستجدات أن تتسبب في تفكك «أحرار الشام» بالكامل، وفي سجل الأزمة السورية حادثة مشابهة، تمثلت بمصرع «القائد العسكري للواء التوحيد» عبد القادر الصالح (حجي مارع)، والذي كان مقتله كفيلاً بتحجيم دور «التوحيد»، وصولاً إلى شبه انهيار تام.

وتُعتبر «حركة أحرار الشام» صاحبة شبكة متداخلة من العلاقات الاستخباراتية. وسبق لحسان عبود أن أكد أنها «سبقت في نشأتها "الجيش الحر"، حيث تمَّ تشكيلها في شهر أيار عام 2011، ولكنها استمرّت بإعداد خلاياها سراً حتى لحظة الإعلان عن تشكيل الكتائب في نهاية عام 2011".