اكراد العراق يغادرون اوروبا الى بلادهم لقتال داعش

اكراد العراق يغادرون اوروبا الى بلادهم لقتال داعش
الأربعاء ٠٨ أكتوبر ٢٠١٤ - ١٢:٣١ بتوقيت غرينتش

قبل ثلاثة اشهر غادر كاروان بابان المانيا متوجها الى مسقط رأسه كردستان العراق للانضمام الى قوات البشمركة من اجل مقاتلة متطرفي تنظيم "داعش" الارهابي.

وبعد خمسة ايام امضاها وهو يقود سيارته الصغيرة عبر النمسا ودول البلقان وتركيا وصل هذا الشاب المبتهج والذي يعمل مديرا في احدى شركات الاستيراد والتصدير في دوسلدوف (غرب المانيا) الى كردستان العراق ليرتدي زي البشمركة العسكري ويصبح أسمه العقيد كاروان.
ووفقا للمنسق الاوروبي لمكافحة الارهاب فان نحو ثلاثة الاف اوروبي التحقوا بتنظيم “داعش” الذي شن هجوما واسعا على العراق في التاسع من حزيران/يونيو الماضي.
وبالمقابل، غادر عشرات الاكراد ممن يعيشون في اوروبا البلدان التي يقيمون فيها صوب كردستان للدفاع عن اراضيها من هجمات التنظيم الارهابي .
وبالنسبة لكاروان هذه ليست المرة الاولى التي ينضم فيها الى قوات البشمركة. فقد حارب في عهد الطاغية صدام حسين. لذلك عندما شن المتطرفون هجومهم الواسع على المناطق المتاخمة لمنطقة كردستان مسقط رأسه لم يتردد في مغادرة المانيا حيث يعيش منذ نحو عشر سنوات.
ويقضي كاروان اجازاته في منزل العائلة الضخم وهي من قبيلة خوشناو وهو مبني على شكل قلعة حصينة تملؤها ازهار الياسمين حيث يلعب الاطفال في الممرات.
ويجتمع نحو عشرين شابا وبنادقهم على أكتافهم مع رؤساء عشائرهم. وهم أبناء عمومة، وجميعهم يقاتلون في صفوف البشمركة وهم عائدون من جبهات القتال. وكثير منهم جاء مؤخرا من امستردام وبرلين أو روما ليلتحقوا بجبهات القتال في كردستان العراق.
واغلب العائدين من اوروبا هم من قدامى محاربي البشمركة الذين طلب منهم  مسعود بارزاني الالتحاق بجبهات القتال فيما يخوض البعض الاخر المعارك لاول مرة.
وبين هؤلاء هناك اشقاء نوزاد أنور بيك ال12 الذين قدموا من هولندا، وبعضهم يعيش في كردستان منذ عدة سنوات والبعض الاخر جاء خصيصا من اجل الحرب.
وبالنسبة لآزاد (24 عاما) الذي وصل لكردستان في السادس من آب/اغسطس الماضي، وبما انه لم يسبق له ان حمل السلاح، فقد اعطي بندقية وتم امهاله يومين فقط من اجل التدرب قبل الالتحاق بجبهات القتال.
واعرب آزاد عن أسفه لانه وصل “متأخرا جدا” لمعركة سد الموصل التي سيطر عليها متطرفو تنظيم “داعش” في السابع من أب/اغسطس الماضي قبل ان يتمكن مقاتلو البشمركة من طردهم وفرض سيطرتهم عليه مرة ثانية.
ولكن شقيقه هريم (32 عاما) الذي وصل الى كردستان قادما من امستردام في 11 حزيران/يونيو، كان هناك واصيب خلال المعارك بجرح عميق في خده الايسر نتيجة انفجار.
ويقول سرهد أنور بيك وهو زعيم عشيرة بفخر “لقد جاء ابناؤنا من اوروبا للمشاركة في هذه الحرب، ولبسوا الملابس العسكرية وقدموا الشهداء”، دون ان يتمكن من تحديد اعداد الذين سقطوا في المعارك ممن يحملون الجنسيات الاوروبية. واضاف انه “شرف عظيم لعائلاتهم هناك في اوروبا”.
واوضح ان القوة التي يقودها تتألف من 1500 عنصر من البشمركة منهم نحو عشرين مقاتل جاؤوا مؤخرا من اوروبا.
ويؤكد العقيد كاروان ان هناك الكثير من الاكراد في دوسلدوف جميعهم على استعداد للمجيء والمشاركة في القتال.
واشار الى ان ابناء عمومته قدموا من بلدان اوروبية مثل هولندا والمانيا وايطاليا باستثناء فرنسا.
وكانت الشرطة الفرنسية استجوبت في الايام الاخيرة عائلة شاب كردي يبلغ من العمر 18 عاما بعد اختفائه خصوصا انه كان قد اعرب عن رغبته في الذهاب للقتال ضد المتطرفين.
واولئك الذين هم في العراق يعطون القابهم ويكشفون عن وجوههم ويظهرون جوازات سفرهم بدون أي خشية من المشاكل التي قد تعترضهم عند عودتهم الى اوروبا، فوجودهم هنا ليس سرا.
والعقيد كاروان على اتصال دائم مع الدبلوماسيين الالمان المكلفين العلاقات بين البشمركة والجيش الالماني الذي ارسل اسلحة ومدربين عسكريين الى كردستان.
وشقيقه نوزاد اتصل بوزارة الخارجية الهولندية بعد يومين من وصوله الى  كردستان ليعلمهم بوجوده في صفوف قوات البشمركة.
والبعض الآخر لا ينظر بقلق الى مسألة العودة.
ويقول آزاد القادم من هولندا حيث يدرس هناك كي يصبح معلم “سأبقى هنا وأكون في صفوف قوات البشمركة إلى الأبد”.