كيف يعيش الموساد الإسرائيلي أزمة التجنيد ؟

السبت ٢٥ أكتوبر ٢٠١٤ - ٠٤:٣٥ بتوقيت غرينتش

فيلم تجنيد مرشحين للموساد : أعلم دائماً أنّ هناك من أعوّل عليه أعلم دائماً أنّ هناك من يقف إلى جانبي العالم متغيّر و العمل يتطلب مؤهلات متنوعة . في كل مرة يثير حل الشيفرة إنفعالي من جديد . تعلمت عن نفسي أموراً لم أكن أعرفها حتى عندما أكون بعيداً شعوري هو أنني في الميدان تماماً .

من هوليوود في الولايات المتحدة الأميركية  إلى أفلام السينما إلى الكتب إلى الصحافيين الذين يعملون بطريقة غير مباشرة و يحصلون على معلومات يروّجونها للموساد يحاول الإسرائيليون أن يظهر الموساد و كأنه جهازٌ يشبه الشبح موجودٌ في كل مكان .

الصورة الأسطورية للموساد إنقلبت و لم تعد كما كانت بل الجهاز الإستخباريّ الإسرائيلي الأقوى في الكيان بات يعيش أزمة كبيرة ، أزمة تجنيد حقيقية ما إضطره إلى إطلاق حملة واسعة للتجنيد .

حملة تعدّ الأوسع منذ سنوات يعمل عليها جهاز الموساد لتجنيد مزيدٍ من العملاء عبر مواقع الأنترنت و شبكات التواصل الإجتماعيّ و ذلك على خلفية إخفاقات في تجنيد عملاء على غرار العميل .

لجأ الموساد الإسرائيلي للأنترنت مواقع التواصل الإجتماعي و أطلق موقعاً ألكترونياً جديداً لتجنيد جواسيس و عملاء عارضاً مغريات كثيرة للشباب الذين يقبلون التجنيد بينها جديد و البعض الآخر قديم .

عروضٌ طغت فيها بطبيعة الحال لغة المغريات إذا كانت لديك جسارة و حكمة و ذكاء فيمكنك تحقيق رسالة وطنية يقول نص الإعلان الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية و تمتد المغريات لتطال أيضاً عروضاً بالسكن و السفر بعد الخضوع لسنة كفترة تأهيل أمّا المستهدفون فخريجو وحدات الإستخبارات و  ناطقون باللغة العربية و الفارسية و معلمو لغاتٍ أجنبية و خبراء في مجال الهايتك و كميائيون و غيرها . أنّ إستخبارات الإحتلال تضع خططاً تناسب المزاج العام الذي ترصده من خلال العبارات و النقاشات الدائرة على مواقع التواصل الإجتماعيّ خاصة في الدول العربية .

و الموساد الإسرائيلي إستخدم وسائل عدّة أبرزها النساء منهنّ يهوديات أسقطن السياسيين و العسكريين و حصلن على معلومات و أحياناً شاركن في الإغتيالات .

حملة التجنيد الجديدة في الموساد هذه جاءت على خلفية الفشل تلو الفشل الذي واجه الجهاز الذي يصوّره الإحتلال بالأسطورة .

جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي الذي يتوكل بالتنصت و التجسس و المتابعة و الملاحقة حتى الإغتيال ، جهاز الموساد الذي وُصف أو هكذا أرادوا له بواسطة وسائل الإعلام الإسرائيلية و العالمية أن يكونوا الجهاز الأقوى و الجهاز الأكثر سرية و الجهاز اليد الطويلة  .

اليد الطويلة لم تعد كذلك و لا سيما بعد فضيحة إنتحار العميل بن زيغر المعروف بالعميل X الذي إنتحر في سجنه السريّ بعد إفشائه معلوماتٍ سرية أحبطت عمليات كبيرة للموساد الذي يعيش حالياً أزمة تجنيدٍ حقيقية أشار إليها الإعلام الإسرائيلي .

لا تزال قضية عميل الموساد بن زيغر الذي قيل  إنه إنتحر خلال إحتجازه السريّ في أحد السجون الإسرائيلية لا تزال تكشف المزيد من الإصرار التي كان الموساد الإسرائيلي يريد إبقاءها طيّ الكتمان .

قررت لجنة الخارجية و الأمن التابعة للكنيست فتح تحقيقٍ في قضية  إنتحار عميل الموساد من أصل أسترالي بن زيغر قبل عامين بالتزامن ما طلب كامبرا توضيحات رسمية .

-        إنتبهوا أطلق الموساد حملة تجنيد و بصورة غير مألوفة أبداً أصدر فيلماً أيضأً كيف يحاول جهازنا التجسسي إقناع أشخاصٍ بالإنضمام إلى صفوفه .

-        أور هيلر ( مراسل الشؤون العسكرية – القناة العاشرة ) : بداهة لا توجد لدينا معطيات عن عدد المتجندين ، الموساد يقول إنّ لديه آلاف المتقدمين بطلباتٍ سنوياً إلا أنه يقول إنّه أصبح أصعب فأصعب تجنيد الأشخاص الذين يريدهم الموساد يتحدث عن بعض المسارات التي يجنّد فيها و بالطبع و كما تعلم إنهم يقدمون هنا الجايمس بوندين و بالمناسبة في اليوم الذي رحل فيه من أسمِي جايمس بوند اليهودي مايك هراري الموساد يدرك أنه يجب مواكبة الزمن و بالمناسبة إنه الجهاز الأخير في إسرائيل الذي لا يملك ناطقاً بإسمه إنه يقوم بخطواته حيث أنشأ موقعاً على الأنترنت و فتح مسار تجنيد و كذلك يعرض هذا الفيلم و إذ يجري الحديث عن عدة مسارات أحدها هو المسار الإستخباري في مجال الإستخبارات البشرية يومنيت التسلل إلى مكانٍ ما و الحصول منه على إستخبارات و تشغيل عميلٍ يعمل لحساب دولة إسرائيل لكن بالطبع هناك عدة مسارات أخرى تكنولوجية و كل موضوع السايبر و التنصت و مسائل تكنولوجية و حصول الموساد على من يعمل في هذه المجالات يصبح أصعب فأصعب لأنه كما تعلم لا يمكن للموساد منافسة المعاشات التي تقدمها السوق الخاصة لخريجي الهايتك و لذلك يعمل على شعور الرسالة لدى الناس لا أستطيع أن أقول لك إنّ التجنيد يصبح أصعب فأصعب عليهم لكن يبدو لي أنهم يفهمون في الموساد أنّ عليهم إستخدام قناة اليوتيوب و أفلام الدعاية و موقع الأنترنت و هم يدركون أنّ أياً من هذه لن تؤثر على سرية الموساد .

-        عمّا ينبئ هذا بالنسبة إلى الموساد أتصوّر أنها هزة أرضية ماذا هل هي أزمة لا ينجحون في تجنيد القوى التي يريدونها ؟           

ما تفسيرك لأزمة التجنيد في الموساد الإسرائيلي و التي طبعاً عكسها التقرير الذي شاهدناه؟

هل إنقلبت برأيك صورة الموساد الأسطوري الوهمية كما  يروّج لها الإحتلال دائماً و بالتالي حلّت محلها صورة الجهاز الفاشل بإعتراف الكثيرين في الكيان ؟

يقال أيضاً أستاذ خالد أنّ الصورة الأسطورية الوهمية للموساد لتخويف العرب و المسلمين سقطت بعد الهزائم العسكرية و التقنية مع حزب الله و المقاومة الفلسطينية و إيران كما ذكرت طبعاً ؟

الضیف:

خالد الرواس - الباحث السياسي