النصرة تطحن "المعتدلين" بإدلب والدواعش يتقاتلون في الرقة

النصرة تطحن
الإثنين ٠٣ نوفمبر ٢٠١٤ - ١٠:٠٣ بتوقيت غرينتش

نشرت صحيفة "القدس العربي" تحليلا للكاتب كامل صقر تناول فيه الوضع المتهرئ للجماعات الارهابية المتناحرة في ما بينها في سوريا وتطاحنها واقتتالها في المواقع التي تسيطر عليها كما في إدلب والرقة، جاء فيه:

لن تكون السلطات السورية العسكرية والسياسية سعيدة بمشهد على الجغرافية السورية أكثر من مشهد اقتتال أعدائها اللدودين فيما بينهم دمشق الرسمية تتابع بكثير من الحماس الأنباء الواردة من جبهتي اقتتال الأولى من جبهة الشمال حيث ريف محافظة إدلب والثانية من الجبهة الشرقية حيث محافظة الرقة. تدرك قيادة الجيش السوري أهمية ما يجري هناك وفائدته عسكريا وتدرك أيضا أسبابه ولا تستغربها إطلاقا.

في ريف محافظة إدلب شمالي سوريا وتحديدا في منطقة جبل الزاوية "تقصقص جبهة النصرة جناحي جمال معروف قائد ما يعرف بـ جبهة ثوار سوريا وتكسر أذرعه المسلحة" وفق تعبير أحد الناشطين وتنتزع منه مقر جبهته في دير سنبل بجبل الزاوية وتطحن مقاتليه بلا رحمة فيما ينشق عشرات آخرون من هؤلاء المقاتلين ويلتحقون بجبهة النصرة.

وكانت مليشيات جمال معروف تضع نفسها في خانة الفصائل المعتدلة التي قد تكون العمود الفقري للمجموعات التي ستدربها واشنطن لمحاربة جماعة "داعش" الإرهابية ضمن ما تردد عن تدريب خمسة آلاف مقاتل معتدل في إطار الخطة البرية المستقبلية لمواجهة داعش.
سيطرت جبهة النصرة على قرى جبل الزاوية في ريف إدلب (شمال غرب سوريا) بعد انسحاب مقاتلي جبهة ثوار سوريا منها حيث نشرت جبهة النصرة مقاتليها في بلدات إحسم والمغارة ودير سنبل وذلك بعد خمسة أيام من الاشتباكات بين جبهة النصرة من طرف وجبهة ثوار سوريا من طرف آخر. وفيما توعد جمال معروف باستعادة السيطرة على جبل الزاوية ردت جبهة النصرة على وعيده ببيان خاطبته فيه بالقول: "يا جمال كنت ثوريا مقاتلا لكنك انحرفت عن هذا الطريق ودخلت في متاهات السياسة واستدرجت بالمال والسلاح واليوم تكفرنا وتتهمنا بالعمالة والخارجية. إن من يقاتلك من مجاهدي جبهة النصرة هم من سكان جبل الزاوية ويقاتلون في صف الفصائل والأهالي هناك وليست النصرة وحدها هي من تقاتلك".
في الرقة تدور اشتباكات عنيفة بين جهاديين أوزباكستانيين وآخرين شيشانيين وجميعهم منضوون في جماعة داعش الأوزبك سيطروا على أحد المباني القيادية التي كان الشيشانيون يتخذونها مقرا لهم. مصادر محلية في محافظة الرقة قلت لصحيفة "القدس العربي" إن الخلافات على مناطق النفوذ والسيطرة الأمنية والشرعية بين أحياء الرقة هو السبب الأساسي للاشتباكات التي اندلعت بين عناصر داعشية أوزبكية وأخرى شيشانية وأن التفوق العددي للاوزبك هو الذي أتاح لهم التفـــوق وأن العشرات من الطرفين سقطوا في الاشتباكات أكثرهم من الشيشان وأنه تردد عن مبعوث شرعي أرسله البغدادي للتحكيم وإعادة الأمور إلى نصابها لكن أجواء ثأرية مازالت تسيطر على الموقف هناك وتنذر بجولات اشتباكية أخرى.
الجيش السوري يبدو منتشيا لهذه المواجهات الطاحنة يصفق لنتائجها وتتقدم قواته متطلعة إلى بلدة خان شيخون بريف إدلب وعينها على مزيد من التوسع الميداني لفك الحصار عن معسكر وادي الضيف الاستراتيجي الذي يشكل قلعة متقدمة في عنق مناطق سيطرة جبهة النصرة.

كامل صقر