الملايين احيوا عاشوراء بشعار "لبيك ياحسين" تحدياً لـ"داعش"

الملايين احيوا عاشوراء بشعار
الثلاثاء ٠٤ نوفمبر ٢٠١٤ - ٠٧:٠٧ بتوقيت غرينتش

شارك الملايين من اتباء اهل البيت "عليهم السلام" الثلاثاء، في مراسم ذكرى عاشوراء في العاصمة العراقية بغداد ومدينة كربلاء المقدسة جنوب العراق، وضاحية بيروت الجنوبية، تحدياً لجماعة داعش الارهابية رغم تهديدها من استهدافهم.

ونقلت قناة العراقية شبه الرسمية عن قائد عمليات الفرات الأوسط عثمان الغانمي، الثلاثاء، قوله، في خبر عاجل: إن "عدد الزائرين إلى محافظة كربلاء المقدسة لإحياء مراسيم عاشوراء بلغ ستة ملايين ونصف المليون زائر".

ولم تشهد كربلاء المقدسة (110 كلم جنوب بغداد) حيث مرقد الامام الحسين واخيه العباس "عليهما السلام"، والتي استقبلت الملايين من الزوار، اي حادث امني يذكر حتى وقت متأخر من بعد الظهر، وذلك غداة استشهاد 16 شخصا على الاقل في هجمات تبنتها جماعة داعش الارهابية في حي تونس والكاظمية شمالي بغداد، يوم امس الاثنين.

وغالبا ما يتعرض اتباع اهل البيت "عليهم السلام" لهجمات دامية خلال شهر محرم وذكرى عاشوراء، حيث استشهد العشرات من الزوار العام الماضي بسلسلة تفجيرات غالبيتها انتحارية، استهدفت المواكب العاشورائية وخيم العزاء. ورفع مشاركون هذا العام شعار "التحدي" في مواجهة الخطر المتزايد الذي تمثله جماعة داعش الارهابية.

وقال سعد جبار (54 عاما) لوكالة فرانس برس: "احياء ذكرى استشهاد الامام الحسين "عليه السلام" هذا العام له خصوصية ووقع خاص، كونها تمثل تحديا لداعش، لانها اعلنت عداءها وتهديداتها بقتل المسلمين وتفجير المدن والمراقد المقدسة خصوصا الشيعية".

واضاف هذا الرجل الذي يرتدي عباءة تقليدية سوداء وقدم من محافظة ذي قار (جنوب) "نقول لهم نتحداكم، فذكرى هذا العام هي ذكرى التحدي".

فيما قال حاتم الجبوري (30 عاما) القادم من ديالى (شمال شرق بغداد): "لن نتوقف عن احياء ذكرى الامام الحسين مهما كانت الظروف التي نمر بها".

وسارت المواكب الحسينية في شوارع كربلاء المقدسة، ومرت مواكب اخرى تضم نساء متشحات بالسواد واطفالا يلطمون رؤوسهم وصدورهم، وسط الرايات العاشورائية، مرددين "لبيك يا حسين".

كما احتشد الملايين بلباسهم الاسود يستمعون من خلال مكبرات الصوت الى سيرة واقعة الطف حيث قتل الجيش الاموي يزيد بن معاوية الامام الحسين "عليه السلام، ثالث الائمة الاثني عشرية، مع عدد من افراد عائلته في العام 680 ميلادية.

وبعد صلاة الظهر، انطلقت "ركضة طويريج" بمشاركة الآلاف من المؤمنين المتشحين بالسواد، والتي تهرول فيها الحشود نحو مرقد الامام الحسين، ومنه الى مرقد اخيه العباس، "عليهما السلام"

ونشرت السلطات العراقية اكثر من 25 الف جندي وشرطي، اضافة الى 1500 من افراد "الحشد الشعبي"، وهي مجموعات شيعية تقاتل الى جانب القوات الحكومية، في كربلاء المقدسة وعلى الطرق المؤدية اليها.

وأتت ذكرى عاشوراء هذا العام وسط تخوف من قيام جماعة داعش الارهابية باستهداف الزوار، لا سيما انه توعدت اثر هجومها في العراق في حزيران/يونيو، بمواصلة "الزحف" نحو بغداد وكربلاء المقدسة، لكن فتوى المرجعية الدينية بالجهاد الكفائي والذي تطوع فيه الالاف من الشيعة، وتشكيلهم قوة سميت بالحشد الشعبي لتقاتل الى جانب الجيش العراقي، والذين شكلوا حصناً منيعاً حول بغداد ولم تستطع الجماعة الارهابية من اختراقه، احبط مشروعها التدميري.

وشهدت مناطق في العاصمة العراقية مسيرات عاشورائية، بينها مدينة الصدر (شمال شرق) ذات الغالبية الشيعية، حيث اغلقت الطرق الرئيسية ورفعت الرايات الحسينية السوداء فوق غالبية المنازل وفي الشوارع.

هذا وأعرب رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، الثلاثاء، عن شكره لجميع الجهات المشاركة بإنجاح زيارة عاشوراء، متمنياً أن تكون هذه المناسبة منطلقاً للوحدة بين مختلف أبناء الشعب من اجل تطهير البلاد من "عصابة داعش الإرهابية".

وفي بيروت، ردد الآلاف من المؤيدين لحزب الله، شعار "لبيك يا حسين" و"هيهات منا الذلة" في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي اغلقت مداخلها وفرضت عليها اجراءات امنية مشددة.

وتوعد الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله في خطاب القاه عبر شاشة عملاقة الثلاثاء، بهزيمة "التكفيريين"، قائلا "التكفيريون لا مستقبل لهم، لا حياة لمشروعهم... ستلحق الهزيمة بهؤلاء التكفيريين في كل المناطق والبلدان، وسيكون لنا شرف اننا كنا جزءا من الحاق الهزيمة بكل هؤلاء".

واضاف "المطلوب ان نصل الى النصر النهائي، لكن ما جرى حتى الآن انتصار عظيم"، مؤكدا المضي في المعركة "حتى لا تسقط المنطقة بيد الذباحين وقاطعي الرؤوس وشاقي الصدور الذين يسبون النساء".