السعودية بين اعتداء الاحساء واقالة وزير الاعلام+فيديو

الأربعاء ٠٥ نوفمبر ٢٠١٤ - ١١:٢٣ بتوقيت غرينتش

واشنطن (العالم) 2014/11/5 - حاولت السعودية تدارك تداعيات الاعتداء الارهابي على مجلس عاشورائي بمدينة الاحساء عبر وضع الحادث في الاطار الامني. لكن الاعتداء الذي اودى بحياة خمسة اشخاص يشير الى ابعادا فكرية وعقائدية ساهمت الرياض في التسويق له لتمسي ضمن الدول المعرضة لخطر الارهاب.

فيما يبرز الصراع بين تيار واقعي يدعو لمواجهة الجماعات الارهابية واخر يستفيد من وجود هذه الجماعات. صراع ظهر في قرار اقالة وزير الاعلام عبد العزيز الخوجة على خلفية موقفه من احداث الاحساء.

وتداركا للتداعيات التي كشفها الاعتداء الارهابي على مجلس عاشورائي في بلدة الدالوة بمحافظة الاحساء السعودية، عملت السلطات على حصر القضية في الاطار الامني. مؤكدة ان المسلحين الثلاثة منفذي الهجوم الذي اودى بحياة خمسة اشخاص يرتبطون فكريا بجماعة القاعدة.

بينما اعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية منصور التركي القاء القبض على خمسة عشر شخصا متورطين بالهجوم. وذلك في مداهمات نفذتها باربع محافظات حيث قتل اثنين من عناصر الامن اضافة الى اخرين من المطلوبين.

الاعتداء فجر رفضا واسعا لقتل المدنيين الابرياء، خاصة في اوساط ابناء الاحساء الذين شددوا على مواجهة هذا النهج ومحاربته بالوحدة ونبذ الفتنة.

فيما اشار مشايخ المنطقة الى حتمية تفويت الفرصة على الجماعات التي تريد المساس بامن البلاد. معربين عن امتنانهم للمواقف المستنكرة للحادث. والتحرك السريع للقوى الامنية في ملاحقة المتورطين. وهو ما يساهم في اطفاء شرارة الفتنة والعبث بامن المواطنين.

غير ان ما وراء القضية يتجاوز السياق الامني كما تحاول الرياض تصويره، حيث يبرز البعد الفكري والسياسي للمشكلة. فقد باتت السعودية امام خطر الارهاب الذي سوقت له عقائديا وفكريا ولوجيستيا. وما احتضانها لاطراف واشخاص عملوا على التحريض ضد الاخرين عبر مؤسسات ووسائل اعلام تمول منها، الا عاملا اساسيا في تعزيز الفكر التكفيري الذي بانت نتائجه في الاحساء، لتنضم السعودية الى الدول المعرضة لخطر الارهاب بعد ان كان لها دور في مساعدة هذا الارهاب بالمنطقة، ما يجعل من مواجهته مسؤولية مشتركة بين كافة دولها.

لكن ما يخرج من اروقة السياسة السعودية لا يدل على استعدادها لمواجهة جدية مع الجماعات الارهابية. حقيقة عززها الامر الذي اصدره الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز باقالة وزير الاعلام والثقافة عبد العزيز خوجة على خلفية موقفه من احداث الاحساء.

فالخوجة كان قد اشار في تغريدات على الانترت الى ان قتل المواطنين الابرياء هو لزرع الفتنة في المجتمع. فيما توعد بان وزارته لن تسكت عن الوسائل الاعلامية التي تهدد وحدة البلاد، معلنا اغلاق قناة الوصال ومنعها من البث لدورها التحريضي والخطر الذي تشكله على وحدة المجتمع السعودي.

وعليه فان اقالة خوجة تكشف شرخا في الجسم السياسي السعودي، حيث يتعامل تيار مع خطر الجماعات الارهابية من منطلق واقعي ويدعو لمواجهتها باسرع ما يمكن والتعامل معها بطريقة اكثر جدية. فيما يعمل الثاني على الاستفادة من وجود هذه الجماعات لتنفيذ اجندات داخلية تنعكس تبعاتها على دول المنطقة. وبينما يقف الملك السعودي وسط ساحة الصراع بين هذين التيارين، قد تجد الرياض نفسها امام واقع يمسي احتواء تداعياته امرا صعبا.

وحول محاولة السعودية تدارك تداعيات الاعتداء الارهابي على مجلس عاشورائي بمدينة الاحساء واقالة وزير الاعلام والثقافة عبد العزيز خوجة على خلفية موقفه من احداث الاحساء، قال الدكتور علي اليامي رئيس مركز الديمقراطية وحقوق الانسان في السعودية من واشنطن، ان الحكم السعودي اصبح الان يحارب المتطرفين لان المتطرفين والتكفيريين اصبحوا خطرا على الحكم السعودي أكثر من أي وضع في السعودية.

واضاف اليامي في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية، ان الحكومة السعودية في اي وقت تحصل مشكلة مثلما حصلت وفصل الاستاذ (وزير الاعلام المقال) من منصبه يقول الحكم السعودي ان الاقالة جاءت بناء على طلبه...

02:15 - 11/6 - IMH