شمخاني: إذا كانت رسالة أوباما صادقة يمكن التوصل لاتفاق

شمخاني: إذا كانت رسالة أوباما صادقة يمكن التوصل لاتفاق
الثلاثاء ١٨ نوفمبر ٢٠١٤ - ٠٨:١٦ بتوقيت غرينتش

قال الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني الأدميرال علي شمخاني إن إيران مصرة على أن تكون علاقاتها مع دول المنطقة مبنية على أساس مصالح شعوب هذه الدول دون التأثر بأجندات وبرامج القوى الكبرى.

ونشرت قناة الميادين نص اللقاء الخاص مع ضيفها شمخاني، حيث قال: "إستطعنا تحقيق ذلك مع عدد من دول المنطقة الذين يقبلون بهذا الإطار كعمان، وهذا النموذج يمكن توسيعه وقد تم تجريب هذه الطريقة وتطبيقها في بعض المناطق وبعض المراحل مع عدد من دول المنطقة، مثل العراق وسوريا والكويت ولاحقاً بأشكال أخرى مع قطر، وهذه العلاقات يمكن أن تتوسع مع السعودية أيضا".
واعتبر أنه كان من المناسب بدل اختيار عواصم عالمية وغير إسلامية وأوروبية من أجل المفاوضات أن يتم اختيار عواصم إسلامية لتكون في صدر الأخبار وفي صدر التحرك الدبلوماسي، وبناء على ذلك تم اختيار عمان.
وأشار إلى أنه تم قطع شوط لسنتين ونصف تقريباً من المباحثات غير المعلنة إلى أن وصلت إلى مباحثات واضحة وشفافة ولا تزال مستمرة.
وقال إن السبب الرئيس لمشاركة الجمهورية الإسلامية في المفاوضات النووية ليس الضغوط والعقوبات "لأن الضغوط والعقوبات تؤدي بشكل طبيعي إلى العناد والمقاومة، وإنما توصلوا هم إلى نتيجة بأن التحرك العسكري ضد الجمهورية الإسلامية غير ممكن إضافة إلى التكاليف الباهظة والنتائج القليلة".
وأضاف أن "استمرار الضغوط لم يؤد إلى توقف برنامج إيران النووي بل أن العديد من أجزاء البرنامج النووي الإيراني كانت في حال تطور عندما قرروا التفاوض".
وأوضح أن: العقوبات ليست دون تأثير فهي تضغط على الشعب الإيراني لكنها لا تؤثر على الخطوات المخطط لها والمبرمجة في الصناعة النووية السلمية المتطورة للجمهورية الإسلامية في إيران.

الملف النووي
واعتبر شمخاني أن العقوبات على إيران عقوبات ظالمة، سواء كانت عقوبات أحادية أو عقوبات من مجلس الأمن الدولي، وقال "جميعها لا تستند إلى أسس قانونية وقطعاً يجب أن تلغى، وإلا إذا انتهت المباحثات دون ذلك فبالتأكيد هي مباحثات مبتورة وأساساً تناقض التعهدات التي أعطاها الغرب في بداية المباحثات".
ورداً على سؤال أوضح شمخاني أن "ما يثبت أن برنامج إيران النووي سلمي هو استراتيجية إيران الدينية المدعمة بفتوى قوية مثل فتوى قائد الثورة بتحريم أسلحة الدمار الشامل واستراتيجيتها الدفاعية التي ترفض الأسلحة غير التقليدية إضافة إلى واقع المنطقة وكذلك عمليات التفتيش القانونية الدائمة والمستمرة لأكثر من 12 عاماً التي قام بها مفتشو الوكالة لأكثر من أربعة آلاف يوم".
وقال "نحن مصرون ومتمسكون بتأمين الوقود النووي لمنشآتنا ونحن نمتلك التكنولوجيا اللازمة للقيام بدورة وقود نووي كاملة بدءاً من معدن اليورانيوم وصولاً إلى يورانيوم مخصب بنسبة ثلاثة ونصف بالمئة أو خمسة بالمئة وتبديلها إلى قضبان وقود، لذلك من الطبيعي أن لا نلجأ إلى دول أخرى ونتحمل تكاليف أضافية".

رسالة أوباما
وفي ما يتعلق برسالة أوباما إلى المرشد الأعلى علي خامنئي أوضح شمخاني أنها كانت تحتوي على ثلاثة أو أربعة موضوعات ولكن معظمها عن الملف النووي و"قد تم الرد عليها بشفافية".
وقال "إذا كانت هذه الرسالة لا تبحث عن أهداف دعائية ولا تبحث فرصة للتأثير على الأوضاع الداخلية في إيران بالتأكيد فإن هذه الرسالة وفق الكلمات المكتوبة وحسب ردنا الواضح عليها يمكن التوصل إلى اتفاق".
وأضاف "أما أن يتم طرح شيء ما في الرسالة والحديث عنه في المباحثات الخصوصية والحديث بمنحى آخر في المباحثات الرسمية أو خلال مقابلة مع وسيلة إعلام صهيونية فهذا غير متناسق، ففي الوقت الذي يتم إرسال رسالة يتم إرسال طائرة بدون طيار أو يتم التضييق على شراء تكنولوجيا متقدمة بشكل مدروس و مخطط أو يتم إرسال فايروسات".
وأوضح أن هذه الرسالة ليست الأولى و"كان هناك تبادل للرسائل سابقاً بعضها تم الرد عليه وبعضها لم يتم الرد عليه".

العلاقة مع السعودية
وفي ملف العلاقة مع المملكة العربية السعودية رأى شمخاني أنه: بخلاف النوايا والأهداف فإن وضع علاقتنا مع المملكة السعودية المؤثرة وصاحبة التاريخ العريق لا يتمتع بالمستوى والوزن الذي نريده.
وعن السبب أوضح أن ذلك ناتج عن مرارة الحوادث "التي إذا عدنا إلى جذورها يمكن الإثبات واحدة بعد أخرى أن معظمها بسبب الطرف المقابل". وأضاف "كنا نتمنى جداً أن يخرج أصدقاؤنا في رؤيتهم للقضايا من الإطار غير الواقعي، وأن نحول معاً دون التطورات التي للأسف وقعت في المناطق العربية والمناطق السنية التي تدعي السعودية الدفاع عنها".
وأوضح أنه لديه رسائل من بعض الدول العربية يقولون فيها إنهم يريدون التقارب مع إيران وان سياستهم كانت خاطئة.
ورفض تسمية هذه الدول ولكنه أوضح رده إذ قال لهم: "صحيح أنكم تأخرتم ولكن كلامكم جيد لا تكونوا بطيئين لا تتوقفوا عند أمور بسيطة فالمنطقة تتغير".

من يغذي داعش؟
وأكد شمخاني على أن الجمهورية الإسلامية في إيران هي التي حالت دون سقوط بغداد وأربيل، وأن المرجعية والحشد الشعبي واستعداد المواطنيين العراقيين للتضحية، كل ذلك دفع باتجاه تغيير الخطط.
وقال "لم يعد هناك أي مكان آخر للتقدم لأي أحد يعمل عكس إرادة الشعوب، لذا فإن صنعاء وبيروت ودمشق وبغداد باتت مختلفة عن السابق".
ورأى أن سلوك "التحالف الأميركي ضد داعش" يدفع الأذهان المنطقية إلى التفكير في أنه غير صادق. وسأل "هل الهدف حقاً من كل هذه البروباغاندا من جمع 42 ومن ثم ستين دولة هو محاربة داعش أم أنه يسعى إلى هندسة سياسية جديدة في المنطقة؟ كيف يمكن أن يتم قصف عين العرب ولا تزال الحرب قائمة بينما تم تحرير آمرلي بيومين وحمرين بيوم واحد وجرف الصخر بيومين؟ ما هو السيناريو خلف هذه الدعاية؟"
وقال "عندما نشاهد أيضاً إضافة إلى ذلك أنه يتم إلقاء تسع حمولات لخمس مرات في منطقة جلولاء من قبل التحالف.. لمن؟ لا يوجد أحد هناك إلا داعش، هل هذا خطأ؟ يمكن ذلك لمرة أو في الليل و لكن ليلاً ونهاراً ومن خلال إشارات ليزرية من الأرض يتم تحديد نقطة إلقاء الحمولات.. ما هذا؟ هناك ارتباط بين الإرهاب والتحالف في منطقة قريبة من حدودنا".