زيارة الاربعين... ظاهرة ايمانية غير مسبوقة في التاريخ البشري+فيديو

الخميس ١١ ديسمبر ٢٠١٤ - ١٠:٣٩ بتوقيت غرينتش

بغداد (العالم) 2014/12/11 - في مشهد قل نظيره في التاريخ الانساني، تدفق ملايين الزائرين الى مدينة كربلاء المقدسة لاحياء مراسم اربعينية الامام الحسين عليه السلام.

ووسط الاوضاع التي يعيشها العراق امنيا، يستمر توافد الزوار الذين وصلوا من اكثر من ستين دولة، في وقت تبذل فيه السلطات العراقية قصارى الجهد لتأمين هذا الحدث الكبير، والذي يبلغ ذروته مساء الجمعة.

فسيرا على الاقدام يتوجه الشيوخ والشباب والنساء والاطفال الى كربلاء المقدسة لاحياء شعائر اربعينية الامام الحسين عليه السلام رغم التحديات الامنية والمخاطر، ولتصبح المناسبة ظاهرة فريدة من نوعها في التاريخ الاسلامي.

في الجانب العملاني يجب التوقف عند حقائق الارقام، للاضاءة على حجم التحديات اللوجستية والامنية التي تحيط بهذه الزيارة المليونية، امام نهر المحبين المتدفق من مختلف اصقاع الارض.

فالمناسبة هذا العام تميزت بارتفاع اعداد الزوار الاجانب الى مليونين، من بينهم نحو مليون ومئة الف من الجمهورية الاسلامية وحدها.

كما تضاعف عدد الجنسيات المشاركة من ثلاثين دولة الى ستين يتقدمهم زوار بالالاف من باكستان وافغانستان ودول القوقاز.

ولاول مرة تشارك مواكب من الزائرين من جنوب افريقيا وتنزانيا وجزر القمر والصين وسنغافورة ونيوزيلندا، بعد ان كانت المشاركة من الدولة المذكورة وغيرها في السنوات الماضية تقتصر على مشاركة افراد فقط.

فرعاية هذه المناسبة ترقى الى المعجزات، لكن ما يقوم به العراق شعبا ومؤسسات، يؤكد الحقيقة بأن استضافة هذه الملايين امر ممكن لشعب بنى حركته على العقيدة الحسينية في مسيرته نحو تحقيق العدالة ورفع المظلومية.

وعليه تشير الاحصاءات الى إن خمسة وسبعين الف هيئة وموكب تنتشر على الطرق المؤدية الى كربلاء المقدسة، تتولى تقديم الخدمات وكل ما يلزم لمساعدة الزوار على مواصلة مسيرتهم.

وهنا سخرت اغلب الوزارات العراقية جهودها وامكاناتها لتقديم المساعدة للزوار، ولعل التحدي الاقوى في هذه المناسبة هو في مسألة توفير وسائط نقل لاعادة خمسة عشر مليونا الى مدنهم في العراق، والى المنافذ الحدودية.

فقد خصصت الوزارات العراقية ثلاثة الاف حافلة نقل لخدمة الزوار، كما تم تشغيل اربع قطارات نحو مناطق الجنوب... كما قام ميسورون وفي خطوة لافتة، الى استئجار مئة طائرة ستهبط في ثلاث مطارات عراقية... وتم الايعاز للقطعات العسكرية والامنية بتوظيف ما لديها من اليات استعدادا لنقل الزوار عقب انتهاء الزيارة.

وفي تقييم سريع، فإن احتشاد خمسة عشر مليونا في منطقة جغرافية محددة، ولمدة ثلاثة ايام خلا في السابق واليوم ايضا من حصول حالات وفاة او نزاعات، في حين ان تجمعات بشرية بحدود المليونين او الثلاثة تشهد على الدوام كوارث وحوادث تؤدي الى مقتل العشرات وربما المئات.

وهنا يأتي دور العتبة الحسينية، التي اتبعت احدث الوسائل والاساليب لتنظيم عملية دخول خمسة واربعين الف موكب، يضم الواحد ما بين خمسين الى ثلاثمئة زائر يفترض انهم يسلكون مسارا محددا طوله اربع كيلومترات، يبدأ من مدخل مرقد العباس بن علي عليه السلام ثم منطقة الحرمين فمرقد الامام الحسين عليه السلام ومنها اخذ مسار اخر لمغادرة مركز المدينة.

وتبقى المعجزة الاهم هي تامين الامن في بلد يشهد حربا حقيقية مع الجماعات الارهابية وفي مقدمتها داعش التي تتبنى عقيدة تكفير هؤلاء الملايين من محبي الحسين عليه السلام.

وحول تدفق ملايين الزائرين الى مدينة كربلاء المقدسة لاحياء مراسم اربعينية الامام الحسين عليه السلام، قال الدكتور جاسب الموسوي استاذ التاريخ السياسي في جامعة بغداد في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية: "تعلمون زيعلم العالم الاسلامي على وجه الارض بشكل ربما ان يكون قطعي بمأساة آل محمد في كربلاء بعظمة التضحية وعظمة الرسالة وحجم الرسالة المتناهية في العظم التي تولى قيادتها أبو عبد الله الحسين عليه السلام قبل 1370 سنة تقريبا من اليوم...".

01:00 - 12/12 - IMH