الولايات المتحدة تصعد حربها السرية في أفغانستان

الولايات المتحدة تصعد حربها السرية في أفغانستان
الجمعة ١٣ فبراير ٢٠١٥ - ٠٦:١٣ بتوقيت غرينتش

قال مسؤولون أميركيون وأفغان إن القوات الأميركية تقوم بأدوار قتالية مباشرة في أفغانستان وتقود العديد من العمليات السرية ولا تقتصر مهمتها على توفير المستشارين فقط.

ولاحظ مراقبون أن هذا التصعيد في العمليات السرية يأتي على الضد من الإعلانات السياسية التي تُسمع من واشنطن، حيث اعتبرت إدارة أوباما أن دور الولايات المتحدة في حكم المنتهي.. ولكن هذا التصعيد يعكس واقع أفغانستان حيث شهد العام الماضي مقتل اعداد قياسية من الجنود وافراد الشرطة والمدنيين الأفغان.

وقال مسؤولون أميركيون وأفغان لصحيفة نيويورك تايمز، طالبين عدم كشف أسمائهم، إن القوات الأميركية تقوم بأدوار قتالية مباشرة في العديد من العمليات ولا تقتصر مهمتها على توفير المستشارين فقط.
ويبدو ان هذه العمليات الخاصة تستهدف "المسلحين الإسلاميين" على اختلاف انتماءاتهم، بمن فيهم عناصر القاعدة وطالبان، متخطية حدود مهمة مكافحة الإرهاب التي قال مسؤولو الإدارة الأميركية إنها ستتواصل بعد انتهاء العمليات القتالية للقوات الأميركية رسمياً في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

وقال مسؤول عسكري أميركي إن ايقاع العمليات السرية "لم يُعهد له نظير في مثل هذا الوقت من السنة"، مشيراً إلى توقف القتال عادة في موسم الشتاء.. ورفض المسؤولون إعطاء أرقام دقيقة عن هذه العمليات لأنها معلومات مصنفة. كما حاولت الحكومتان الأميركية والأفغانية التستر على تصاعد العمليات الليلية لتفادي تداعياتها السياسية في البلدين.

وقال مسؤول أمني أفغاني سابق "إنها كلها تجري في الظل". ونقلت صحيفة نيويورك عن المسؤول قوله "إن حرب الأميركيين الرسمية، ذلك الجزء من الحرب الذي يمكن أن نراه، إنتهى وإن الحرب السرية وحدها هي المستمرة. ولكنها حرب صعبة".

وأوضح مسؤولون أميركيون وأفغان أن المعلومات التي جُمعت من عملية تشرين الأول/ أكتوبر التي قُتل فيها أبو براء الكويتي لم تكن العامل الوحيد وراء تصعيد الهجمات السرية. فإن الاستخبارات الأميركية كانت منشغلة في تحليل محتويات الكومبيوتر المحمول والملفات التي وقعت بيدها عندما وقَّع الرئيس الأفغاني المنتخب حديثاً أشرف غني اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة خففت القيود التي فرضها سلفه حامد كرزاي على العمليات الليلية التي تنفذها القوات الأميركية بمشاركة قوات أفغانية.

ورحب القادة العسكريون الأميركيون بإطلاق يدهم لا سيما وأن القوات الأفغانية كانت تلاقي صعوبة في التعامل مع مسلحي طالبان في مناطق من البلاد خلال موسم القتال العام الماضي، الذي يمتد عادة من الربيع الى الخريف. ويخشى كثير من المسؤولين الغربيين أن موسم القتال هذا العام قد يكون حتى أشد وطأة من دون الغارات الليلية.

ويبدو أن القائد الأميركي لقوات التحالف الدولي الجنرال جون كامبل فهم التفويض الممنوح له على أنه يشمل من يخططون لمهاجمة هذه القوات وليس الذين يشكلون تهديداً مباشراً لها. وهو لا يستهدف الأفغان لمشاركتهم في العمل المسلح فحسب، بل كل من كانت له علاقة في السابق بهجمات أو محاولات للهجوم على القوات الأميركية، كما كشف مسؤول عسكري أميركي.

وهؤلاء يشكلون شريحة واسعة إذا عرفنا أن الولايات المتحدة تخوض حرباً ضد طالبان منذ ما يربو على عشر سنوات.